أستاذة بجامعة جورجتاون في مؤسسة قطر تكمل منحة الوقف الوطني المرموقة للعلوم الإنسانية في مجال الطاقة
أكملت الدكتورة تريش كاهلي، الأستاذ المساعد في جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، مؤخرا بنجاح زمالة الوقف الوطني للعلوم الإنسانية التي استمرت ستة أشهر، لإجراء بحوث أرشيفية في إحدى الشركات التابعة لمؤسسة سميثسونيان، ومتحف ومكتبة هاغلي. وهذه الجهود البحثية لسبر أغوار القصص الإنسانية الكامنة وراء تطوير نظام الطاقة في الولايات المتحدة ستؤدي إلى مساهمات مهمة في مجموعة المعرفة حول الطاقة والمجتمع.
يذكر أن مجال العلوم الإنسانية للطاقة، وهو مجال ناشئ يدرس تقاطعات الطاقة والثقافة والمجتمع والبيئة، يكمن في صميم بحث الدكتورة كاهلي، الذي يسلط الضوء على الروابط المعقدة بين خيارات الطاقة وأنماط الاستهلاك والآثار الاجتماعية الأوسع.
من خلال تسليط الضوء على الأشخاص الذين لم تحظ مساهماتهم بأي اهتمام أو تم تجاهل مساهماتهم في تطوير أنظمة الطاقة، تثير النتائج التي تنشرها الدكتورة كاهلي قريبا حوارا ونقاشا جديدا حول دور الطاقة في التنمية البشرية ومن أجل مستقبل مستدام.
توضح الدكتورة كاهلي ذلك بقولها: “تعكس أنظمة الطاقة الخيارات، لذلك في حين أن بعض أنماط التنمية يمكن أن تبدو” مقيدة “، أعتقد أنه من المهم فهم دورنا في ماضي نظام الطاقة تاريخيا واستعادة هذا الدور في تشكيل مستقبلها.”
تستكشف الدكتورة كاهلي هذا المفهوم في مقال قادم حول “الانضباط الكهربائي: اختلافات وتفاوت استخدام الطاقة بين الجنسين وتحديد العمل في أنظمة الطاقة الكهربائية”، والذي يظهر في المجلة الأكاديمية العمل: دراسات في تاريخ الطبقة العاملة. يكشف المقال ، الذي تم تطويره من خلال البحث في أرشيف متحف ومكتبة هاغلي، كيف شكلت مبادرات الحفاظ على الطاقة في سبعينيات القرن العشرين أدوار العمل والجنسين، مما دفع النساء إلى بذل مزيد من الجهد في عملهن الخاص للحفاظ على طاقة أجهزتهن المنزلية.
عن هذا البحث تقول الدكتورة كاهلي: “معظم تواريخ الكهرباء في الولايات المتحدة هي تواريخ المخترعين والمهندسين والمديرين. لكن مئات الآلاف من الناس العاديين عملوا على شبكة كهرباء البلاد، وساهموا في تشكيل صورتها النهائية وكيف تبدو، وأعتقد أنه من خلال تعلم التدقيق في التاريخ البشري لشبكة الكهرباء، والذي تعلمنا في كثير من الأحيان دون وعي التغاضي عنه وعدم الانتباه له، يمكننا إجراء محادثة أكثر رسوخا حول ما يتطلبه الأمر لإصلاح نظام الطاقة الكهربائية لدينا، لتنظيمه على أمثل حالة مع وضع عامل العدالة في الاعتبار.”
وشددت الدكتورة كاهلي على أن التحدي الأكبر الذي يواجه أنظمة الطاقة الكهربائية هو مسألة إزالة انبعاثات الكربون وبناء بنية تحتية مرنة وتأخذ في الاعتبار مقاومة عوامل تغير المناخ. وتقول:”آمل أن يمنح عملي الناس أدوات جديدة لتعلم النظر إلى نظام الطاقة من حولنا بمنظور جديد، وطرح أسئلة جديدة حول سبب ظهوره بالطريقة التي يبدو بها، وكيف نريده أن يكون في المستقبل.”
تشمل مشاريع الدكتور كاهلي المستقبلية دراسة تأثير العنصرية على تطوير نظام الطاقة في الولايات المتحدة، وتاريخ أنظمة الطاقة الكهربائية من منظور العمال الذين ساهموا في بنائها وتشغيلها. وفي الفترة الدراسية لفصل الخريف المقبل، ستقوم الدكتورة كاهلي بتدريس مقررات حول العلوم الإنسانية في مجال الطاقة، وتشارك حاليا في قيادة مبادرة أبحاث العلوم الإنسانية في مجال الطاقة بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية (CIRS). كما ساهمت الدكتورة كاهلي في المنتدى العالمي لثقافات الطاقة، وهو تعاون فعال بين مركز الدراسات الدولية والإقليمية وجامعة نورث وسترن في قطر.