أهداف سويف تحكي رحلتها مع الأدب والشموخ والإرادة السياسية في سلسلة “قلم” بجامعة جورجتاون في قطر
في نقاش تطرق للعديد من الموضوعات نظمته جامعة جورجتاون في قطر، استضافت الروائية المعروفة كاميلا شمسي، وهي أيضا الكاتبة المقيمة بجامعة جورجتاون في قطر في الوقت الحالي، استضافت الكاتبة والمعلقة والناشطة الشهيرة الدكتورة أهداف سويف لتسألها عن طريقتها في الكتابة و تداخل السياسة مع الأدب والإنتاج الأدبي، و صعوبة الحفاظ على القيم في وجه التغييرات الاجتماعية والاضطرابات.
يذكر أن د. أهداف سويف هي معلقة سياسية مرموقة وناشطة ثقافية معروفة، اختارتها مجلة “هاربر“ كواحدة من أكثر الروائيين المصريين تأثيرا على الساحة العالمية وهي تعرف بكتاباتها في السياسة والتاريخ المصري والفلسطيني من خلال روايات واقعية أو مستقاة من الواقع، وقد حازت على العديد من الجوائز عن رواياتها وقصصها القصيرة وترجماتها المتعددة.
أدارت الحوار كاميلا شمسي، الكاتبة المقيمة بجامعة جورجتاون في قطر، ضمن سلسلة “قلم” الأدبية المتميزة لجامعة جورجتاون في قطر، وهي التي حظيت أيضا بتكريم عن رواياتها “ظلال محترقة” و“نار الوطن” وفازت بالعديد من الجوائز، والتي أشارت إلى تأثير أهداف سويف على الكتّاب والأدباء الذين جاءوا بعدها، ومن بينهم شمسي نفسها، التي نشرت روايتها الأولى قبيل أسابيع قليلة من “خريطة الحب” لأهداف سويف.
وتتذكر كاميلا شمسي ذلك بقولها: ” تم ترشيح “خريطة الحب” لجائزة بوكر، وترجمت إلى 30 لغة، وبيعت مليون نسخة منها. لذا فمن المستحيل المبالغة في تقدير قيمة هذا العمل الأدبي… لقد كانت كتاب العام، الكتاب الذي كان الجميع يقرأه في مترو الأنفاق”.
وهذا بدوره أعطى سويف منبرا بارزا استخدمته للكتابة عن الانتفاضة الثانية والحرب على الإرهاب في صحف عالمية واسعة الانتشار مثل الغارديان في وقت كان هناك عدد قليل جدا من الأصوات التي تتحدث في وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر أهل المنطقة العربية والفلسطينيين. ثم نمت سمعتها واتسعت شعبيتها كمعلقة سياسية عندما غطت الربيع العربي، أولا من خلال الصحافة وبعد ذلك في كتابها “ القاهرة: مدينتي، ثورتنا“. وعندما طلب منها تقديم المشورة للكتّاب والأدباء والناشطين اليوم، أجابت: “أود أن أقول لهم تحدثوا، لا تصرخوا، ولا تساوموا، واستخدموا أي مساحة تتاح لكم أو تصادفونها في طريقكم، ولكن كونوا مخلصين لما تؤمنون به بالفعل”.
عملت د. أهداف سويف أمينًة للمتحف البريطاني، واستقالت من هذا المنصب لأسباب أخلاقية، وكانت دائما مؤمنة بدور الثقافة في المجتمع. وتحدثت عن الوقت الذي أمضته في الدوحة في عام 2010 لإنتاج كتاب مبتكر بالتعاون مع دار “بلومزبري” للنشر جمع 25 كاتبا وأديبا ومثقفا بارزا من مختلف التخصصات، وطلب منهم “الوقوع في حب قطعة واحدة” من مجموعة مقتنيات متحف الفن الإسلامي. وكانت النتيجة التقاء وجهات النظر الشرقية والغربية حول المجموعة التي تحمل عنوان “تأملات في الفن الإسلامي“.
وتتذكر د. سويف تلك المناسبة قائلة: “اعتقدت أن هذه فرصة للجمع بين أشخاص وأشياء مثيرة للاهتمام من كلا العالمين معا”، وكانت النتيجة مجلدا ضخما، يقدم رؤية عميقة وثاقبة حول أهمية كل من الفن والإسلام في العالم الحديث، بدلا من تعزيز الصور النمطية الاستشراقية المنتشرة حول الفن الإسلامي.
متمردة وقريبا ستعتلي العرش “.
في كل مرحلة من مراحل حياتها المهنية، ألهمت د. أهداف سويف الآخرين لمحاولة إحداث فارق في حياتهم من خلال نموذجها الروائي المبتكر، وأعمالها الواقعية الجريئة، وتأسيسها لمهرجان فلسطين للأدب الذي نقل مئات الكتّاب والأدباء من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين منذ عام 2008.
واختتمت شمسي الحوار بالتعليق على صمود سويف وثباتها وإصرارها على أن تكون صوتا لمن لا صوت لهم، قائلة: “أفترض أن هذا هو الشيء الذي يذهلني، في كثير من الأحيان يحاول البعض فعل شيء مرة واحدة ثم يستسلمون قائلين، “حسنا لم ينجح الأمر” ويشعرون بالاكتئاب، وهذه ليست الطريقة التي ترى بها العالم”.
“لا، أنا لا أحب أن أُهزم”، أجابت سويف، “إذا كان هناك أي مجال للمناورة، فإنه يجب على المرء أن يقتنصه “.
فردت شمسي موجهة حديثها الى الجمهور بابتسامة عريضة: “انظروا، هذا هو السبب في أنها قدوتي، وواحدة من أبطالي”.
“نظرت أهداف سويف مباشرة إلى قلب الرواية الإنجليزية في أواخر القرن 20 ورأت القواعد التي وُضعت لجعل أدب تلك الفترة أدبا عظيما، ثم قررت تكسير هذه القواعد، مثل “اترك السياسة خارج الرواية” و “كل الخيال يجب أن يتبنى الفردية”. فعندما أفكر في أهداف سويف ككاتبة روائية، أفكر في شخص ما يخترق بأناقة ونعومة ولكن بتصميم وإرادة التحصينات التي بنتها الرواية الإنجليزية حول نفسها … للسماح بدخول الضوء والهواء وإعطاء الرواية مساحة للخروج إلى العالم. وهي عندما قامت بخرق هذه التحصينات، اثبتت انها
تم إطلاق سلسلة “قلم” الأدبية في سبتمبر 2024، وقد استضافت سابقا أصواتا أدبية بارزة حضروا إلى قطر مثل الكاتب عبد الرزاق قرنح الحائز على جائزة نوبل والأديب هشام مطر المؤلف الحائز على جائزة بوليتزر.