الجذور الهندية والبرتغالية لإقليم غوا الهندي محور ندوة بحثية عبر الإنترنت بجامعة جورجتاون في قطر
تعتبر الروابط التاريخية لولاية غوا الهندية بالعالم العربي وماضيه الاستعماري بالغة الاهمية في تحديد معالم هوية الإقليم . ولكن هذه الروابط تعرضت للتمزق من خلال الجهود التي تقودها الدولة في الهند لإنشاء هوية وطنية متجانسة، كما يوضح عالم الأنثروبولوجيا جيسون كيث فرنانديز في ندوة عامة عقدت على الإنترنت بعنوان “علاج للغباء: العثور على إقليم غوا في عالم المحيط الهندي”، استضافتها المبادرة البحثية لمجموعة عمل المحيط الهندي بجورجتاون في قطر، وهي الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.
ومع الاعتراف بهوية غوا الهندوسية الثقافية والجغرافية القوية، يدفع الدكتور فرنانديز، الذي يعمل باحثًا في مركز أبحاث الأنثروبولوجيا في معهد جامعة لشبونة بالبرتغال، بأن فهم هوية سكان أقاليم غوا يجب أن يتضمن أيضًا الاعتراف بوجود النفوذ الإسلامي والعربي والإفريقي و البرتغالي الذي انعكس في التنوع الفريد لمجتمعات الإقليم وسكانه وهي العوامل التي تربط هذا الإقليم بعالم المحيط الهندي الأوسع.
كما أوضح الدكتور عدي شاندرا، رئيس المبادرة البحثية لمجموعة عمل المحيط الهندي بجورجتاون في قطر الهدف من الندوة بقوله : “كنا نأمل من خلال هذه الندوة عبر الويب، في توفير فرصة للطلاب والعلماء والجمهور لمعرفة المزيد حول ما يجعل منطقة غوا مميزة جدًا عن المناطق المحيطة بها، وكيف تستمر الروابط التاريخية بين الخليج وعالم المحيط الهندي الأوسع في إضفاء صداها على فهمنا المعاصر للمنطقة”.
وفي عرضه للمعلومات والادلة التاريخية، أشار الدكتور فرنانديز إلى أنه في حين أن قطر ومنطقة الخليج تستضيف جالية كبيرة من أهالي منطقة غوا اليوم ، فإن العلاقات بين أهل غوا والعرب تعود إلى تاريخ بعيد، حتى قبل ظهور الإسلام. حيث قام بعرض شرائح مصورة من لوحات فنية يابانية تعود الى القرن السادس عشر معروضة في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك، أوضح أهمية صور التجار العرب والبرتغاليين من اهل الاقليم الذين كانوا يمارسون انشطة تجارية في الشرق الأقصى.
وعن هذا يعلق قائلا: “تصور إحدى الشاشات شخصية مرتدية عمامة في عباءة منسدلة وتحسب حبات ما يشبه المسبحة الإسلامية. هذه الصورة مفيدة لأنها تسمح لنا بجذب ثقافات المسلم المهمش إلى حد كبير ليدخل ضمن تصورنا عن سكان أقليم غوا. كما عرض أيضا الاعمال الفنية للفنان البرتغالي من إقليم غوا فامونا نافيلكار الذي يعكس عمله سمات التنوع التي اتسم بها الاقليم.
تم استبعاد هذه المجتمعات المتنوعة من الفترات التاريخية لحقبة ما بعد الاستعمار في أعقاب استقلال المنطقة عن البرتغال في عام 1961 بعد ما يقرب من 500 عام من استعمارهم للإقليم، من خلال الجهود التي تقودها الدولة والتي روجت للأساطير الهندوسية وجعلت من كونكاني اللغة الرسمية هناك، مما أدى إلى تهميش المناطق الناطقة باللغة البرتغالية والغوجاراتية إلى حد كبير.
وانتقد الدكتور فرنانديز هذا التضييق في الهوية قائلاً: “لقد كانت غوا أكثر من مجرد موقع إقليمي صغير، لقد كانت مركزا فرعيا دوليا وإمبراطوريا في عالم المحيط الهندي. لقد منحت الهوية لمجموعات من الأشخاص أكبر من أولئك الذين يمكن أن يزعمون ارتباطًا أسطوريًا بالأرض “.
منذ عام 2014، دعت مجموعة عمل المحيط الهندي في بجامعة جورجتاون في قطر باحثين من الدوحة ومن جميع أنحاء العالم لبناء خبرات تعاونية عبر حدود الدراسات التقليدية لتلك المناطق بهدف إعادة رسم خريطة عالم المحيط الهندي.