الراحة والتأمل على طريقة جورجتاون في قطر

رنا سعد، أخصائية الشؤون الأكاديمية تعرب عن امتنانها لإتاحة الفرصة لها للتفكير والنمو في مجتمع آمن بجامعة جورجتاون في قطر.
عندما سمعت عن ملاذ الصحة الليلية لجامعة جورجتاون في قطر للموظفين في فندق السامرية قطر بالقرب من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، فكرت أنه لأول مرة منذ 19 عاما من عملي في جامعة جورجتاون في قطر، حان الوقت للاستفادة من كل ما تقدمه جامعة جورجتاون في قطر لموظفيها. كجميع الأمهات في جميع أنحاء العالم يرتبطن بعائلاتهم ويضعن أنفسهم في المرتبة الأخيرة ، وفي كل السنوات التي عملت فيها، لم أفكر بان أذهب بعيداً عن المنزل لاستمتع واستريح من روتيني اليومي.
عندما انضممت إلى جامعة جورجتاون في قطر في يناير 2006، كان ابني يبلغ من العمر سبعة أشهر، وكنت أعمل بلا توقف وأحاول أن أكون أماً مثالية و أوازن بين عملي وعائلتي. لمست صعوبة الحياة، مع ضغوط تهب من جميع الاتجاهات: الأسرة والعمل والأهل والأوضاع الصعبة في غزة الحبيبة. كانت عائلتي وعملي دائماً وأبداً هي أولوياتي في حياتي.
لكن هذه المرة، عندما أتاحت جامعة جورجتاون في قطر الفرصة لي للابتعاد وقضاء بعض الوقت الشخصي والتواصل مع زملائي، فكرت: “لماذا لا؟” كنت لا أزال غارقة في دوامة الحياة والمسؤوليات، وأعتقد أن كل من أقدم على التسجيل كان يشعر بنفس الشعور، لكن فكرة القيام بنزهة دون التخطيط لها وترتيبها كانت فرصة لا تقاوم. فقط قل نعم وتواجد معنا؟ نعم …هذه هي الفرصة.
شجعني أطفالي الذين كبروا، الذين لم اكن استطع تركهم والذهاب بعيدا عنهم لفترة طويلة. ومع ذلك، كان زوجي لا يزال متشككا. “ماذا، تريدين الذهاب في رحلة ليلية بمفردك؟ هل ستكونين بخير؟” سألني. كل هذه الأسئلة لم أفكر فيها من قبل. لقد جئت من ثقافة أو بيئه تعطي الأولوية لرعاية النساء والأطفال، مما يعني أنني بحاجة دائماً الى الاهتمام بكل من في المنزل ورعايتهم. والان كبروا أطفالي، ويقدر زوجي كل ما أقوم به ويذكرني دائماً بالعناية بنفسي والبقاء آمنه ، اشتركت بجرأة في مغامرتي الأولى مع جورجتاون.
بمجرد أن تلقيت رسالة التأكيد الإلكترونية، أصبحت متحمسة وبدأت في التخطيط مثل الأم: “يجب أن أحضر وجبات خفيفة للجميع، مسخن، سندويشات الدجاج، الكرك !”فكرت بلا نهاية ما الذي سيجعل الجميع سعداء “يجب ألا أنسى القهوة العربية … لكن هل سيحبها زملائي؟ هل مذاقها قوي جدا؟ وأخيرا، تذكرت ما يجلب لي البهجه: “أقماع الحناء، لا أستطيع أن أنسى تلك الصحبة!” منذ أن كنت فتاة صغيرة نشأت في الشرق الأوسط، كان نقش الحناء على أيدي الأهل والصديقات وسيلة للاسترخاء والمتعة والتأمل.
ثم جاء هذا اليوم الممتع… أطلقت لنفسي العنان للاستمتاع بكل ثانية من هذه الإجازة التي كنت بحاجة ماسة لها، وبدأت المتعة! وصلت أنا وعدد قليل من زملائي مبكرا لتناول الغداء في هذا المكان الجميل، و شعرت على الفور بالانتقال إلى عبق الحضارة القديمة وسط العمارة العربية التقليدية والأجواء الريفية. عندما تواصلت مع زملائي، وقمت بجولة في المزرعة ومجموعة المتحف المذهلة من “الفنون والعلوم، والأعمال التي من صنع الإنسان، و النادرة والعجيبة”، سقطت الحواجز التي كانت بيننا في العمل، فكرنا في حياتنا، وشاركنا المشاعر والأفكار والخبرات والأنشطة والثقافات وتغيرت الأجواء برياح جميلة تلامس وجوهنا، تناولنا عشاءا خاليا من الهموم، وتشاركنا الطعام والقصص والحديث والضحك ولعب الألعاب والاستماع إلى الموسيقى. استمعنا و استثمرنا وقتا بالتعرف على بعضنا البعض، وكذلك استثمرنا في أنفسنا.

أخيرا، جاءت لحظة نقش الحناء، وعندما بدأت برسمها على أيدي زميلاتي، شعرت بسعادة غامرة لمشاركة هوايتي ورأيت السعادة والفرح على وجوههن. لقد كانت نهاية جميلة ليوم رائع وممتع. استلقيت طوال الليل ممتنة لكل النعم التي انعمها الله علينا و الرفقة والصحبة الطيبة، والتنظيم المدروس، والفرصة باستثمار الوقت في التفكير والتطوير والنمو في مجتمع جامعة جورجتاون في قطر.