الروابط والفرص بين بطولتي كأس العالم لكرة القدم 2022 و 2026، محور اهتمام فريق خبراء من جورجتاون في قطر ومجلس الأعمال القطري الأمريكي
ناقش كبار خبراء ومتخصصي الرياضة التأثيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لاستضافة أكبر بطولة لكرة قدم في العالم، وذلك في ندوة عامة عبر الإنترنت في 8 فبراير 2021 بعنوان “من قطر 2022 إلى الأميركتين 2026: خلق روابط وفرص بين بطولات كأس العالم لكرة القدم. . “
هذا الحدث هو عبارة عن تعاون بين مجلس الأعمال القطري الأمريكي وجورجتاون، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وقد ضمت الندوة كلا من البروفيسور دانيل رايش، الأستاذ المشارك الزائر في جامعة جورجتاون في قطر، والبروفيسور سيمون تشادويك، مدير أوراسيا الرياضة في كلية ايميلون للأعمال بفرنسا.
جاءت هذه الندوة فيما تواصل الأحداث الرياضية الواسعة النطاق تقديم فرص غير مسبوقة للدول المضيفة للمشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية والترويج للمعلامات التجارية الوطنية. وفي هذه الندوة عبر الإنترنت، استكشف البروفيسور رايش أوجه التشابه والاختلاف بين كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر وكأس العالم لكرة القدم 2026 في الأميركتين، كما عرض الأستاذ تشادويك رؤيته حول الآثار الاقتصادية وفرص الأعمال لاستضافة بطولات كأس العالم لكرة القدم.
وأشار الدكتور رايش، الذي يترأس أيضا مبادرة “بناء إرث: كأس العالم 2022” وهي مبادرة بحثية تحت مظلة مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر، إلى أن: “قطر تضع معايير عالية للغاية عندما يتعلق الأمر بجودة الملاعب والبنية التحتية وإتاحة الوصول والاستدامة، إضافة إلى برنامج الإرث النموذجي والاستثمارات التي لعبت أيضًا دورًا رئيسيًا في استراتيجيات التنمية الوطنية للدولة”.
وأضاف رايش قوله: “سيكون البحث الذي نجريه بمركز الدراسات الدولية والاقليمية حول دور قطر كمضيف مفيدًا للعمل البحثي المستقبلي عن تقاطع الأحداث الرياضية العالمية والمجتمعات، على سبيل المثال فيما يتعلق بكأس العالم لكرة القدم 2026 في الأمريكتين”.
عن هذا الحدث يقول عميد جامعة جورجتاون في قطر، الدكتور أحمد دلال: “في أي دولة قومية، يمثل قرار السياسة الرياضية باستضافة حدث ضخم مثل كأس العالم قرارًا استراتيجيًا رئيسيًا. ومن خلال مبادرتنا التي ينظمها مركز الدراسات الدولية والاقليمية بالجامعة، نأمل أن نقدم مساهمات ملموسة في مجموعة الأدبيات البحثية حول تأثير هذه الاستثمارات ونتائجها، ويسعدنا أننا وفرنا للجمهور فرصة للتفاعل مع الباحثين الداعمين لهذا الجهد “.
من جانبه أوضح الدكتور تشادويك أن الولايات المتحدة، الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، مشاركة مع كندا والمكسيك، والشريك الرئيسي في النمو الاقتصادي لقطر، ستسعى أيضًا إلى الاستفادة من الفرص التجارية التي توفرها الألعاب.
وأضاف قوله: “تخلق الأحداث الرياضية العالمية فرص عمل، وتدر عائدات كالتصدير، وغالبًا ما تزيد من عائدات الضرائب وغيرها من عائدات الدولة. وسواء أكان السياح يزورون بلدًا مضيفًا، أو مصانع للحديد والصلب تنتج قطعًا ومكونات للملاعب أو مستشارين يعملون مع رعاة رسميين، يمكن أن تكون الأحداث محركًا رئيسيًا للنشاط الاقتصادي والصناعي والتجاري.”
يذكر أن العلاقة بين قطر والولايات المتحدة قد نمت بشكل مطرد وتبلغ قيمتها الآن أكثر من 200 مليار دولار. فقد كانت الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي السريع في قطر وتنويعها مع أكثر من 850 شركة أمريكية تمارس أعمالها في البلاد. نظرًا لأن قطر تهدف إلى بناء قطاع رياضي تبلغ تكلفته الإجمالية 20 مليار دولار قبيل استضافة كأس العالم 2022، فمن المتوقع أن تلعب الشركات الأمريكية دورًا رئيسيًا في تحقيق هذا الهدف. وبالمثل، مع استعداد قطر لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة، فإن الدروس المستفادة من استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 ستساعد الشركات القطرية على تحديد الفرص الرئيسية في الولايات المتحدة.
وهو ما أكدته الشيخة ميس بنت حمد آل ثاني، المدير العام لمجلس الأعمال القطري الأمريكي بقولها:” تعد الولايات المتحدة أكبر دولة مستثمرة في قطر، ولطالما كانت شريكًا رئيسيًا في الاستعدادات لكأس العالم لكرة القدم 2022 المقبل، ومع استمرار تطوير البنية التحتية في قطر واستهدافها لبناء قطاع رياضي حيوي، وستكون هناك العديد من الفرص الإضافية للشركات الأمريكية. ونتوقع عند اختتام بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، أن تستفيد الولايات المتحدة من العديد من الدروس والخبرات التي يقدمها شركاؤها القطريون “.