العالم الشهير في جورجتاون بريان أليكسندر يناقش مستقبل التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي
نظمت جامعة جورجتاون في قطر مؤخرًا محاضرة عامة ألقاها عالم المستقبل والباحث والمؤلف الدولي الشهير الدكتور بريان ألكسندر ناقش فيها تطور التعليم الجامعي والعوام التي ترسم مستقبل هذا التطور وقدرته على تقديم الحلول التي نحتاج إليها في عالم يشهد المزيد من الاضطرابات والتقلبات وحالة غياب الاستقرار.
تطرقت محاضرة الدكتور بريان ألكسندر، وهو من كبار العلماء والباحثين في جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، إلى الموضوعات والقضايا التي تناولها في كتابه “المؤسسات الأكاديمية القادمة: مستقبل التعليم العالي” الحائز على جوائز، وسلط الضوء على التوجهات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي، اللذين وصفهما بأنهما يشكلان “التحدي الأكبر الذي يواجه مؤسسات التعليم العالي والجنس البشري بأكمله”.
بدأ الدكتور أليكسندر محاضرته بالحديث عن المواقف الثقافية تجاه الذكاء الاصطناعي وقيمته الحالية والمستقبلية في التعليم العالي، وتحديد مخاوف البشر الرئيسية من الذكاء الاصطناعي قائلًا: “نندهش من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عندما نستخدمها لأغراض منطقية مشروعة، لكننا نتوجس خيفة من قدرتها على خنق سوق العمل أو تتحول إلى تقنية شرسة متوحشة، أو تصبح الآلة التي تبيد البشر كما في فيلم الخيال العلمي المعروف”. وعدد الدكتور أليكسندر الاستخدامات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، مثل التعاون أو توليد الأفكار عبر العصف الذهني أو المحاكاة، وحث على ضرورة إعداد الطلاب للتغييرات القادمة، سواء كانت تلك التغييرات في شكل وظائف جديدة غير موجودة حاليًا، أو الاضطرار إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بصورة مكثفة في كل وظيفة ومهنة تقريبًا.
انتقل الدكتور أليكسندر في محاضرته إلى قضية تغير المناخ، محذرًا من أن التحولات الجارية تؤثر على كل شيء من الأماكن المادية إلى المقررات التعليمية وسبل تدريسها بل والفئة التي تدرس لها. واستشهد بما جاء في كتابه الجديد “الجامعات في مفترق الطرق: التعليم العالي في عصر أزمة المناخ”، مسلطًا الضوء على العديد من الحلول لهذه الأزمة، ومؤكدًا على قوة التعليم العالي.
قال أليكسندر في هذا الصدد: “إن كل ما نعرفه عن تغير المناخ الآن مصدره إلى حد كبير من الأبحاث الأكاديمية، فالباحثون في جميع أنحاء العالم يدرسون هذه المشكلة، وللجامعات والكليات دور كبير وجوهري في تشكيل فهمنا وإدراكنا لخطورة هذه المشكلة”. أشار أليكسندر أيضًا إلى الأساليب الجديدة التي تبرز “القوة الفكرية الهائلة للتعليم العالي في جميع المجالات”، ومن ذلك حركات الجامعات التي تقوم بدور مبدع في تشكيل التجارب الإنسانية الإيجابية في مواجهة ظاهرة تغير المناخ.
تناولت محاضرة ألكساندر أيضًا تأثير التغيرات السكانية والاضطراب الجيوسياسي في العالم على الجامعات، والحاجة الملحة لتحسين مستوى الخريجين وأعدادهم. يقول عن ذلك: “قد نشهد تقديم المزيد من الدعم العام للطلاب، والمزيد من خدمات الصحة النفسية والروحية والبدنية للطلاب، ومساعدتهم في الإجراءات والسياسات أو الحياة المهنية. في قاموس جورجتاون، نطلق على ذلك مصطلح (الرعاية الشخصية Cura Personalis)، وقد نشهد تغييرات وشيكة في المقررات الأكاديمية”.
في ظل اختلاف استجابات الجامعات، أشار الدكتور أليكسندر إلى تطبيق جامعة جورجتاون لاستراتيجية الجامعة الدولية التي تصبح فيها الجامعات بوتقة تتعايش فيها الأعراق والأديان واللغات المختلفة وفرصة لفهم الثقافات العالمية والاقتصاد العالمي، وأشار إلى أن قطر تتفوق في ذلك على العديد من الدول الأخرى.
ختم الدكتور بريان ألكسندر كلمته بسلسلة من اللقاءات في جامعة جورجتاون في قطر تضمنت جلسات حول مناقشة الاستراتيجية مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين، والتحاور مع الطلاب. يقول الدكتور جيمي أولسن، مدير تصميم المناهج التعليمية وتكنولوجيا التعليم: “نحن ممتنون لمشاركة الدكتور برايان في هذه المحاضرة الفكرية العميقة المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم العالي، وكيف نتعامل بصورة أفضل مع هذه الأوقات التي تحدق بها مستجدات التغيير من كل جانب”.
تتلقى جامعة جورجتان في قطر طلبات الالتحاق من جميع الطلاب المهتمين بدراسة أحد تخصصاتها الأربعة الرئيسية، وهي: الثقافة والسياسة، والسياسة الدولية، والاقتصاد الدولي، والتاريخ الدولي. ويستمر استقبال طلبات التسجيل حتى الأول من فبراير 2024.
لمعرفة المزيد من التفاصيل عن كيفية تقديم طلبات الالتحاق يمكن زيارة الموقع: https://www.qatar.georgetown.edu/admissions.