باحثان من جامعة جورجتاون يحاضران حول التمييز الطبقي وهوية أمريكا اللاتينية خلال أسبوع التبادل العلمي
استقبلت جامعة جورجتاون في قطر باحثان زائران من المقر الجامعي الرئيسي في واشنطن العاصمة، لزيارة حرم الجامعة في الدوحة، حيث قدما ندوتين ضمن سلسلة ندوات هيئة التدريس، تطرقا فيها إلى موضوع التمييز الطبقي بين فئات المجتمع، وأوجه تمثيل هوية أمريكا اللاتينية.
“النبذ”: ظاهرة عالمية
ضمن الندوة، شاركت الدكتورة ديانا كيم، الأستاذ المساعد في كلية إدموند إيه. والش، للشؤون الدولية، وعضو هيئة التدريس في برنامج الدراسات الآسيوية، جانباً من النتائج البحثية التي توصلت إليها في كتابها الجديد، وهو دراسة حول التمييز الإقصائي بين الطبقات الاجتماعية، أو ما يُعرف اصطلاحاً بـ “النبذ”. وأوضحت أن تفاوت الطبقات الاجتماعية يخلق انقسامات، حيث يحدث التمييز داخل مجموعة سكانية يمكن أن تبدو متجانسة، ما يخلق تدرجات هرمية صغيرة وفقاً لعوامل مختلفة، مثل المهنة التاريخية والخلفية العائلية.
وأشارت كيم إلى أن النظام الطبقي الاجتماعي هو ظاهرة عالمية، تطال نحو 250 مليون شخص في جميع أنحاء آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط يعيشون في ظل ظروف طبقية، إلى جانب مجتمعات الشتات المتضررة من هذا التمييز في أوروبا والأمريكتين. ولاحظت أن قبيلة بيكجونج قد اختفت من كوريا، وصارت طائفة البوراكومين في اليابان أقلية غير مرئية، إلا أن طائفة الداليت في الهند والنيبال بقيت بارزة إلى حد كبير. وأرجعت ذلك إلى الاضطرابات الاجتماعية التي سببتها الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، وهي أحداث “خلقت فرصًا للتسوية الاجتماعية وإعادة التفكير في الهوية الوطنية” حسبما تقول. في المقابل، تبنت الدولة في اليابان والهند أنواعًا مختلفة من المؤسسات لمعالجة مسألة النبذ، الأمر الذي ترك أثراً مستداماً.
وأضافت الدكتورة كيم: “في الغالب، لا يعتبر النبذ قضية بحد ذاتها ضمن قضايا حقوق الإنسان في العالم اليوم، وذلك لأسباب كثيرة، منها أنه ينقسم وفق فئات عنصرية أو عرقية أو تصنيفات أقلية، تصنّف الأشخاص على أساس اتصالهم بمرحلة الاستعباد. لذلك فإن تاريخ النبذ يرتبط بشكل ما بتاريخ الاستبعاد، وإن كان ليس هو نفسه. واعتبرت كيم أن هذا “التشويش الشديد” هو جزء من سمات التغيير لإنهاء المرحلة الاستعمارية.
الأدب اللاتيني: إعادة تعريف الهوية
في محاضرته، استكشف الدكتور ريكاردو أورتيز، أستاذ الآداب والثقافات اللاتينية الأمريكية، كيفية بناء الهوية اللاتينية في الأدب المعاصر. فقدم تحليلاً لنصوص أدبية وعلمية تتعامل مع بناء هوية مجموعة متنوعة من الأشخاص من ذوي الجذور في أمريكا اللاتينية. كما شرح كيفية تقاطع هذه النصوص مع سياسات الهوية العرقية والإثنية والثقافية، فضلاً عن البيئة والعوالم المختلفة. وتشير الأسئلة التي أثارتها هذه الأعمال إلى أن الفئات الراسخة في الأدب اللاتيني لا تعكس بدقة تعقيدات الظروف والتجارب وتعبيرات الهوية المعاصرة داخل الشتات اللاتيني.
ويرى أورتيز أن كيفية تفسير هذا الأدب يرتبط بالجذور اللغوية لمصطلحات الهوية وبناء النزعة الإنسانية. ويشير إلى أن “التحقيق في مسألة من يستطيع أن يمثل الانسانية، ومن يستطيع أن يتقدم كإنسان يتخلل متجاوزا إطار البحث ليتغلغل في البناء الأدبي وقيمه”. وحين يتم إجراء نقد ذاتي في هذا المجال، يشير أورتيز إلى نهج بديل قد يسمح للأدب اللاتيني بالتغلب على القيود التاريخية والسماح بظهور أشكال نقدية بديلة للمعرفة.
نبذة عن برنامج زوار أعضاء هيئة التدريس قصير المدى
يهدف برنامج زوار أعضاء هيئة التدريس قصير المدى، الذي أنشأه عميد جامعة جورجتاون في قطر الدكتور صفوان المصري، إلى تعزيز التعاون بين أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر والباحثين المتميزين من الحرم الجامعي الرئيسي لجورجتاون في واشنطن العاصمة. خلال زيارتهما التي استمرت أسبوعًا، تمت استضافة كيم وأورتيز من قبل الاستاذتين آن صوفي برات ورقية أبو شرف، وتخللتها المشاركة في أنشطة ولقاءات، لتحقيق التواصل والتبادل الثقافي مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب.