باحثة وطالبة بجورجتاون تقدم رؤية فريدة لإعادة إعمار سورية ومستقبل الشباب السوري

photo

مع حصولها على منحة مؤسسة ليدلو المرموقة، تغتنم جنّة الجمل الطالبة بجامعة جورجتاون في قطر (دفعة 2027) هذه الفرصة لتحقق حلمها بإحداث تغيير ملموس خصوصا في مرحلة حرجة من التاريخ السوري، حيث يستكشف بحثها كيف شكلت الحرب السورية المواقف السياسية للشباب السوري في حقبة ما بعد الربيع العربي.

عن اختيارها لهذه القضية الشائكة لبحثها تقول جنّة: “لكوني مصرية فقد لمست التأثير المتجذر للربيع العربي بشكل مباشر، وكنت مدفوعة بفضول عميق لفهم كيف شكلت هذه الأحداث المحورية التنشئة الاجتماعية والسياسية لأقراني من شباب نفس الجيل في سورية، ولقد سمح لي هذا البحث بالتعرف على التجارب الحية للشباب السوريين الذين اضطروا إلى التعامل مع الصعوبات المعقدة للنزوح والصراع واستكشاف جوانب دفينة منها.” 

تحت إشراف البروفيسور عدي تشاندرا الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر، تركز أبحاث جنة على تجارب السوريين النازحين إلى قطر والكويت ومصر والمملكة العربية السعودية. ومن خلال المقابلات والاسئلة و الاستبيانات والاستطلاعات المتعمقة، كشفت أن إحجام البعض عن المشاركة وترددهم – النابع من مخاوف أمنية – يمكن أن يكون معبرا تماما مثل القصص التي يسردها أولئك الذين يرغبون في التحدث. وأوضحت قائلة: “إنه يعكس مدى تعقيد الحقائق الصادمة التي يواجهها هؤلاء النازحون”. وقد شكل هذا الفهم نهجها الذي يتسم بالمرونة والتعاطف في التعامل مع تلك المجتمعات الهشة.

يمكّن “برنامج القيادة والأبحاث لمؤسسة ليدلو” الطلاب الجامعيين من إجراء أبحاث ذات تأثير ملموس في العالم الحقيقي بينما تعمل على بناء مهارات القيادة للدفع نحو التغيير المستدام. ويجمع البرنامج، الممول بالكامل ويمتد على مدار 20 شهرا، بين البحث الأكاديمي وتطوير القيادة من خلال ورشات العمل والندوات إضافة إلى مشروعين صيفيين لمدة ستة أسابيع.

بالنسبة للطالبة الباحثة جنّة، ستتوج هذه التجارب بمشروعها “القيادة الفعالة” في الأردن، حيث ستعمل على تنفيذ مبادرات لمساعدة اللاجئين السوريين في إعادة بناء حياتهم. وعن هذا تقول: “أنا ملتزمة بتطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبتها لإحداث تغيير إيجابي في حياة هذه الجاليات” ، مؤكدة على الإحساس العميق بالهدف الذي يقود عملها.

وفي شهر نوفمبر الماضي، حضرت جنّة مؤتمر مؤسسة ليدلو السنوي للباحثين يعقد في جامعة كولومبيا وكلية بارنارد. حيث قدمت لوحة تفصيلية لنتائجها. واعتبرت هذه المشاركة فرصة لا تقدر بثمن للتواصل مع شبكة عالمية من العلماء وتبادل الأفكار حول أفضل السبل للتصدي للتحديات التي يواجهها الشباب النازحون ولإحراز تقدم مستنير بالأبحاث نحو عالم أفضل. 

ومنذ ذلك الحين، أجبرت الإطاحة المفاجئة بنظام الأسد في سورية الباحثة جنّة على إعادة النظر في تأثير بحثها على النازحين السوريين. ففي لقاء بحثي عقد مؤخرا في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر ناقش سبل النهوض بالابحاث الجامعية، قالت: “من أجل ترتيب أوضاع البلاد وإصلاح جميع الأضرار، هناك حاجة ماسة إلى دمج كل شريحة من شرائح المجتمع وتكاملها ، وأعتقد أن الخطوة الأولى هي الاقتراب منهم وفهمهم وإدراك قسوة التجارب التي مروا بها “. وقد أدت مقابلاتها مع الكثيرين منهم إلى بعض الانطباعات القوية. واختتمت قائلة: “إذا أردنا إعادة دمج هؤلاء الأشخاص – وخصوصا المتعلمين منهم تعليما عاليا، الذين يتمتعون بمعرفة واسعة ومهارات وقدرات مطلوبة- في إعادة بناء البلاد، فنحن بحاجة إلى طمأنتهم بأنه سيكون هناك أمن وعدالة تسود البلاد”.

كما شاركت جنة عملية بحثها ونتائجها مع زملائها في الندوة، كجزء من سلسلة من الفعاليات التي تشجع على مناقشة ومراجعة الأبحاث بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب وأقرانهم في جامعة جورجتاون في قطر. شارك العديد من الطلاب مدى تأثير بحثها. حيث شاركت زميلتها جازمين سيمبلان (دفعة 2027)، التي تدرس حاليا تأثيرات ثورة الفلبين في عام 1986 على المناخ السياسي للبلاد، التي قالت: “كنت أتحدث إلى جنة أثناء قيامها بمقابلاتها، وقد حفزتني للتعمق لاتباع نفس الأسلوب من البحث”.

على الرغم من أنها قدمت بحثها عدة مرات، إلا أن رحلة جنّة من خلال برنامج القيادة والبحث في ضمن باحثي “ليدلو” – الذي يمكن الطلاب من إجراء أبحاث تتسم بتأثير حقيقي مع بناء مهارات القيادة لدفع التغيير المستدام – لا تزال مستمرة. حيث يجمع البرنامج الممول بالكامل، والذي يمتد يمتد على مدار 20 شهرا بين البحث الأكاديمي وتطوير القيادة من خلال ورشات العمل والندوات ومشروعين صيفيين مدة كل منهما ستة أسابيع.

بالنسبة لجنة، ستتوج هذه التجارب بمشروعها “القيادة بفعالية” في مخيم للاجئين، حيث تخطط لاستخدام المبادئ التي تعلمتها لمساعدة اللاجئين السوريين في إعادة بناء حياتهم. وعن هذا تقول: “أنا ملتزمة بتطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبتها لإحداث فارق إيجابي في حياة هذه المجتمعات”، مشددة على الإحساس العميق بالهدف الذي يحفز عملها.

وفي معرض حديثها عن تجربتها، أعربت جنة عن امتنانها العميق لدعم برنامج مؤسسة ليدلو وأستاذها المشرف على أبحاثها في هيئة التدريس، قالت: “لقد كانت تجربة ساهمت في تحول جذري في تشكيل نموي الأكاديمي والشخصي”.