باحث في تاريخ الزنوج الأمريكيين يساهم في افتتاح أول مسجد بجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة
لعب البروفيسور موريس جاكسون، الذي يعمل كباحث زائر على نحو منتظم في جامعة جورجتاون في قطر، دورًا رئيسيًا في حفل إهداء أول مسجد يتم افتتاحه في جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، وهو ما يمثل لحظة تاريخية لالتزام الجامعة بالتنوع الديني ويعزز تقوية الروابط بين حرم الجامعة في واشنطن العاصمة والحرم الجامعي لجورجتاون في الدوحة.
أثمرت سبع سنوات من التخطيط عن إنشاء هذا المسجد الجديد والذي تم اختيار اسمه تكريما لذكرى “يارو ماموت” المسلم الغيني، الذي جاء إلى الولايات المتحدة كعبد مسلم ولكنه نجح في أن يصبح رجل أعمال ناجحًا ومالكًا للعقارات بعد أن نال حريته في أواخر القرن الثامن عشر. وسيوفر المسجد الجديد مكانًا للعبادة وإقامة الصلاة، ومكانا للوضوء ومطبخا، ليصبح أول مسجد من نوعه داخل حرم جامعي في الولايات المتحدة.
كان الدكتور جاكسون، وهو باحث في التاريخ والدراسات الأمريكية المتعلقة بالزنوج الأمريكيين في كل من حرم الجامعة في الدوحة و واشنطن العاصمة، كان أحد المتحدثين الرئيسيين في حفل العشاء الذي أعقب حفل إهداء مسجد “يارو ماموت”، حيث شارك أفكاره حول حياة المهاجر الإفريقي المسلم ماموت وإرثه وأهمية أن يكون المسجد تكريما له.
يوضح الدكتور جاكسون أن “يارو ماموت، كان مصيره مماثلا لمعظم الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية، الذين تم جلبهم إلى هنا كعبيد على متن السفينة إيليا. ثم في عام 1796 تقريبا، أصبح قادرًا على شراء حريته، ” وأضاف جاكسون أن قصة ماموت تعد تذكيرا قويا بمدى صلابة الروح البشرية ومرونتها وقوتها، “فقد كان هذا الرجل في هذه المدينة قادرًا على الحفاظ على دينه وإيمانه ولغته وآماله في المستقبل.”
كما كتب الدكتور جاكسون قصة يارو ماموت التي تم تضمينها في البرنامج المطبوع لحفل الإهداء. وقد ساعدت جهوده البحثية في بث الحياة في قصة ماموت وتقديم فهم أعمق لتاريخ حياته وإرثه على التاريخ الأمريكي. وأضاف قوله: “في فترة الخريف الدراسية، سأقوم بتدريس مقرر عن الأمريكيين السود والإسلام في ظل تطورات الأحداث الدولية، وآمل أن أدرس فصولا مماثلة في قطر قريبًا”. كما أنه يعد جزءا من كتابه المقبل بعنوان “منتصف الطريق الى الحرية: كفاح السود ومآثرهم في واشنطن العاصمة”
كما تحدث رئيس جامعة جورجتاون “جون جيه ديجويا” في الحفل وأكد على التزام الجامعة بالتنوع واحترام جميع الأديان، وعن هذا الحفل قال: “المسجد هو مساحة للصلاة والتفكير، حيث يمكن لأفراد مجتمعنا المسلم الانخراط مع بعضهم البعض وتعزيز شعورهم بالانتماء والهوية والهدف.”
تقول إيمان صايمة، مسؤولة الإرشاد الديني بمساكن الطلاب في جورجتاون ، “هذه أول مؤسسة تقدم مسجداً كاملاً، به منطقة للوضوء وقاعة للصلاة وقاعة للمحاضرات ومطبخ.”
قال مارك بوسكو نائب الرئيس لشؤون الإرسالية بالجامعة: “القدوم إلى هذه الأماكن المختلفة، ودعوتنا من قبل طلاب آخرين للحضور إلى المسجد، سواء كنت مسلمًا أم لا، يتيح لنا استكشاف الثراء العميق للغاية الذي تتمتع به جامعة جورجتاون في تقاليدها الدينية ،”
كانت جورجتاون أيضًا أول جامعة أمريكية توظف رجل دين مسلمًا بدوام كامل منذ أكثر من عقدين، وهو الإمام يحيى هندي ، الذي يواصل خدمة المجتمع المسلم كمدير للحياة الإسلامية في الحرم الجامعي بالعاصمة واشنطن. وعن هذا يقول الإمام يحيى هندي: “إن تسمية مسجد يارو ماموت يذكرنا نحن المسلمين الأمريكيين بأننا جزء من نسيج الولايات المتحدة الأمريكية. لقد كنا دائما هنا، وسنواصل التواجد هنا، والمساهمة في الحياة العامة”.