جامعة جورجتاون بمؤسسة قطر تستضيف فعالية صدور تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مستوى الدولة
في ندوة عقدت بمناسبة تدشين تقرير التنمية البشرية للفترة 2021-2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عقدت بجامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، ناقش باحثون وخبراء التنمية التدهور غير المسبوق في مجالات الصحة والتعليم والخدمات وانخفاض مستوى المعيشة الذي يستمر للعام الثاني على التوالي.
يوضح تقرير التنمية البشرية، أن ثمة تراجعا إلى الوراء شمل أكثر من 90 في المائة من الدول في مجال التنمية البشرية إما خلال عام 2020 أو 2021 وانخفض بأكثر من 40 في المائة على مدار كلا العامين معا نتيجة لتعميق الأزمات المتعددة التي تتفاعل مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية واسعة النطاق، والتغيرات التي يشهدها كوكب الأرض، والاستقطاب المتصاعد بين دوله.
خلال هذه المناسبة العامة التي استضافها مركز الدراسات الدولية والاقليمية بالجامعة، ناقش متحدثون يمثلون وزارة الخارجية لدولة قطر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجهاز التخطيط والإحصاء في قطر وجامعة جورجتاون في قطر، وجامعة حمد بن خليفة، ناقشوا جميعا نتائج التقرير بعنوان ” أوقات مريبة، حياة مضطربة: تشكيل مستقبلنا في عالم متقلب”.
تركزت المداولات حول التضخم السريع في حالة عدم اليقين وعدم استقرار الحياة الناجم عن الأزمات المتفاقمة بسبب تغير المناخ، والاستقطاب السياسي والصراعات، والتحولات المجتمعية، والآثار المستمرة للوباء.
وألقى معالي الوزير كلمة الافتتاح كلمة الافتتاح سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت رئيس جهاز التخطيط والإحصاء بدولة قطر، الذي لفت الانتباه إلى الصلات بين نتائج التقرير المذكور واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر التي يجري وضعها حاليا، مؤكدا على أهمية “تعزيز العمل المشترك على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية”، وجدد التزام دولة قطر بالتعاون الدولي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
و تعكس هذه الكلمة النداء الوارد في تقرير التنمية البشرية من أجل “شعور متجدد بالتضامن العالمي لمواجهة تحدياتنا المتداخلة والمشتركة” على النحو الذي أبرزه أكيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد أظهر مؤشر التنمية البشرية في قطر، الذي يلخص الأبعاد الأساسية الثلاثة للتنمية البشرية وهي : عمر طويل بصحة طيبة، وإتاحة مصادر المعرفة، ومستوى معيشي لائق – أظهر تحسنًا هامشيًا على الرغم من الأزمة التي شهدتها البلاد في عام 2021، مما جعل قطر في مرتبة متقدمة للغاية ضمن فئة التنمية البشرية بالمرتبة رقم 42 من أصل 191 دولة وإقليما.
كما يسلط تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الضوء على الإجراءات الجماعية لإعادة بناء الثقة والأمن وتعزيز التنمية البشرية لاستعادة التقدم نحو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويوصي التقرير بالتركيز على العناصر الثلاثة: الاستثمار والتأمين والابتكار بأشكالها المتنوعة للاستجابة للتحديات المستقبلية.
وفي أثناء عرضه لدور التعليم في المساهمة في الحلول المقترحة، قال عميد جامعة جورجتاون في قطر صفوان المصري: “يظل التعليم موردا هاما للمجتمعات التي تواجه حالة من عدم اليقين، حيث يؤدي الالتزام بالتعلم مدى الحياة إلى تحسين مستويات المعيشة من خلال المعارف والمهارات الجديدة التي تساعد في التخفيف من البطالة وتخفيض معدلات الفقر. كما أن التعليم العالمي أيضًا يدفع المُثل التي تدعم التنمية المستدامة، مثل التسامح الديني، والاندماج السياسي والاجتماعي، والعدالة الاجتماعية”.
أكد بيدرو كونسيساو، مدير مكتب تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمشرف الرئيسي على إصدار التقرير، أن حالة الأزمة توفر أيضًا فرصة غير متوقعة لإعادة تصور مستقبل أفضل، وأضاف قوله: “نحن ندفع بأن عدم اليقين يوفر أيضًا سياقًا يمكن للناس من خلاله تغيير الطريقة التي يرون بها العالم والطرق التي يتبعونها لإنجاز أهدافهم ، فضلاً عن تقديم نقاط مرجعية جديدة للانجازات التكنولوجية، والحماية الاجتماعية والمالية، ولتغيير المعايير والسلوكيات “.
كما تضمنت الجلسة آراء الشيخة هنوف عبد الرحمن آل ثاني، المدير المساعد بإدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية، وشاركت في إدارتها زهرة بابار، المدير المشارك للبحوث في مركز الدراسات الدولية والإقليمية، وبيبلوف تشودري، المندوب الفني في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطر. واختتمت الفعالية بجلسة أسئلة وأجوبة أدارها محمد إسكندر شاه، العميد المشارك للشؤون الأكاديمية والأستاذ المساعد للتمويل الإسلامي في جامعة حمد بن خليفة.