جامعة جورجتاون في قطر تستضيف عرضا مسرحيا يستكشف إرثا ثقيلا للعبودية

2025_02_19 GUQ_Here I Am Play- Black Literary Festival-11

من خلال عرض مسرحي قوي، تناولت جامعة جورجتاون في قطر إرثها التاريخي الضالع في ممارسات تم إلقاء الضوء عليها ومناقشتها في مسرحية بعنوان ” ها أنا ذا”، وهي مسرحية فردية مشهورة من تأليف وأداء السيدة ميليساند شورت كولومب. وقد أشرف على تنظيم الإنتاج الأصلي وتنفيذه مختبر الأداء العالمي والسياسة بالحرم الرئيسى لجامعة جورجتاون (المختبر) وهو العرض الذي يعرض لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ويستخدم الصور السردية والموسيقى والوسائط المتعددة للغوص في أعماق قضايا إرث العبودية  والهوية والذاكرة والمسؤولية المؤسسية.

تتصادم مسرحية “هنا أنا اذا”  في مواجهة جسورة مع إرث اقتصاد العبيد في أمريكا من خلال تتبع رحلة أسلاف خريجة جامعة جورجتاون ميليساند شورت كولومب عبر 11 جيلا من الجدات إلى الأمهات فالاحفاد حيث تم استعباد عائلتها بالكامل في المزارع المملوكة لليسوعيين والتي كانت تمول مشروعات تطوير جامعة جورجتاون، وقد بيعت هذه الاسرة ضمن مئات من العبيد في نهاية المطاف في عام 1838 لسداد ديون الجامعة وإنقاذها من الإفلاس. 

وفي كلمته الافتتاحية قبيل عرض المسرحية تطرق د. صفوان المصري عميد جامعة جورجتاون في قطر مشيرا لأهمية هذا الحدث في الذكرى العشرين لتأسيس جامعة جورجتاون في قطر، قائلا: “تعد استضافة هذا العرض المسرحي في جامعة جورجتاون في قطر أمرًا بالغ الدلالة، لإنه يعكس جسارة هذه المؤسسة الشجاعة فكريا والتي بنيناها على مدى عقدين من الزمن هنا في قطر ويعزز من علاقتنا المتنامية مع حرم جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة في سعينا المشترك بحثا عن الحقيقة والتفاهم.”

بعد عرض المسرحية، شارك بحلقة نقاش حول جذور المسرحية ونتائجها كلا من السيدة ميليساند شورت كولومب فيالتي شاركت في محادثة مع السفيرة سينثيا شنايدر، المدير المؤسس المشارك لمختبر الإنتاج الفني The Lab، والدكتورة أنيتا غونزاليس، أستاذة الفنون المسرحية والدراسات الأمريكية الأفريقية، والمؤسس المشارك لمعهد العدالة العرقية في جامعة جورجتاون.

انضمت ميليساند شورت كولومب، التي بدأت في إبداع نص مسرحية “ها أنا ذا” تطوير كجزء من مهمة بحثية قامت بها  خلال دراستها الجامعية بجورجتاون في عام 2019 ، وانضمت لاحقا إلى “المختبر” الفني كمساعدة للمشاركة المجتمعية وعملت مع فريق متعدد التخصصات يمتد عبر الولايات المتحدة وغرب إفريقيا لتجسيد قصتها على خشبة المسرح في عام 2021، حيث أثارت محادثات مهمة. وقالت: “إن دراسة العبودية مرتبطة بدراسة التاريخ ولا تقل أهمية عن ارتباطها بواقع الحاضر للخيارات المتعلقة بالمستقبل”. 

أشادت الدكتورة أنيتا غونزاليس، أستاذة الفنون المسرحية والدراسات الأمريكية الأفريقية، والمؤسس المشارك لمعهد العدالة العرقية، بالسيدة ميليساند شورت كولومب قائلة: “أؤمن بأن القصص يمكن أن تغير العالم … لقد قدمت حقا قصة تغير طريقة جلوسنا في هذه القاعة، لأن لدينا طريقة أخرى للتفكير فيما نقوم به في هذا الفضاء التعليمي”. ومضت في شكر طلاب جامعة جورجتاون في قطر على إضافة أصواتهم إلى المحادثة والحوار حول العدالة العرقية من خلال سياقاتهم الخاصة.

وأوضحت السفيرة سنثيا شنايدر، السفيرة الأمريكي السابقة لدى هولندا، مدى أهمية عرض المسرحية لتدعيم الروابط وإيجاد الحلول. وقالت: “هذه رواية أمريكية بحتة، ليس فقط في سياق قصة العبودية، ولكن بالطريقة التي نقدمها بها نحن في المختبر وجامعة جورجتاون، بطريقة صادقة ومعبرة تطرح مشكلة صعبة للغاية ولم يتم حلها، لربما يمكنك مساعدتنا في حلها، وربما يمكننا التفكير في هذا الأمر معا”.