جامعتا جورجتاون في قطر و حمد بن خليفة تستكشفان التحوّل في الحوكمة الاقتصادية العالمية

تواصل كلاً من جامعة جورجتاون في قطر وكلية القانون بجامعة حمد بن خليفة استضافة سلسلة المحاضرات المشتركة التي تحمل عنوان “أسس الفكر الدولي” من خلال ندوة تناولت التغيرات العميقة مؤخرًا في مجال الحوكمة الاقتصادية العالمية. وتميّز هذا التحوّل بظهور اتجاه لدى الدول التي تفرض ضرائب وتضع تشريعات على عملية إنتاج السلع والخدمات في دولة أخرى.

واستنادًا إلى الدكتور تيموثي ماير، أستاذ كرسي ريتشارد ألن/كرافاث وهو أستاذ متميز في قانون الأعمال الدولي في جامعة ديوك، وأستاذ زائر بكلية القانون بجامعة حمد بن خليفة، يُمثل هذا الاتجاه خروجًا عن القاعدة العامة التي تقوم بموجبها الدول بتشريع الأنشطة الإنتاجية وفرض الضرائب عليها داخل حدودها.

وشارك الدكتور ماير رؤاه حول “حوكمة الاستهلاك: دور الإنتاج والاستهلاك في القانون التجاري والاقتصادي العالمي” في إطار مناقشة مع الدكتور إيمانويل شاتزيكونستانتينو، أستاذ مساعد لمادة الاقتصاد العالمي بجامعة جورجتاون في قطر، والدكتور جورجيوس ديميتروبولوس، أستاذ مشارك في القانون والعميد المشارك للشؤون الطلابية بجامعة حمد بن خليفة.

وقال الدكتور ماير: “لقد كانت هذه القاعدة تحت ضغط كبير خاصة لأن الاقتصادات الكبرى، لا سيما المتطورة منها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مهتمة بالأنشطة الخارجية التي يدعمها استهلاكها الداخلي”. وأشار الدكتور ماير إلى الحظر الأخير على المنتجات التي تنتهك المعايير البيئية ومعايير العمالة أو غيرها من المعايير التي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

بيد أن الدول النامية تنظر إلى تلك التشريعات بصفتها قيودًا غير عادلة على استراتيجيات التنمية الاقتصادية فيها، لكونها تخلق “حواجز غير جمركية كبيرة أمام التجارة”. كما أنها تحدّ من قدرة هذه الدول على وضع السياسات التي تضمن لها الحصول على ميّزة نسبية في بعض القطاعات، مثل القدرة على إنتاج السلع بكلفة أقل.

واستكشف الدكتور ماير ضرورة وضع هيكلية اقتصادية جديدة توازن المشاركة في السوق العالمي وتلبي احتياجات الدول النامية، مُختتمًا بأنه قد يكون من الضروري “إعادة تصور دور المؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى في دعم التعاون الاقتصادي، من أجل عالم تتغيّر فيه المبادئ الأساسية للسلطة بسرعة وبشكل مثير”.

وفيما بينهما ، ناقش الدكتور شاتزيكونستانتينو والدكتور ديميتروبولوس الآليات الكفيلة بالتغلب على النزاع الاقتصادي العالمي المتفاقم والتحديات التي تواجهها المنظمات التجارية الدولية مثل منظمة التجارة العالمية في التكيّف مع هذه البيئة المتغيّرة.

بالنسبة للدكتور شاتزيكونستانتينو، فقد خلّفت الصدمات التي أصابت سلاسل التوريد تأثيرات مهمة، ويقول: “يُمكنك أن ترى تأثير ذلك على موازين القوى”، مُحذرًا أن تغيّر هذه الموازين قد يُعزز الانقسام غير المرئي بين الشمال والجنوب، وبأننا لا نعرف ما ستكون التداعيات المؤسسية لذلك.