جورجتاون في قطر تطلق مبادرة بحثية جديدة للعلوم الإنسانية في مجال الطاقة
بهدف المساهمة في تفكير جديد حول تأثير ومستقبل الوقود الأحفوري، أطلق مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، مبادرته البحثية في العلوم الإنسانية للطاقة التي تم تشكيلها حديثًا، وذلك في ندوة عامة عبر الانترنت بعنوان “الطاقة اليومية: مناهج للتجربة الحية.” شارك بها خبراء بارزون في مجال العلوم الإنسانية للطاقة، وهو مجال دراسي ناشئ يتطور بسرعة في العلوم الإنسانية والاجتماعية يدرس الروابط بين الطاقة والمجتمع.
ضم المشاركون المتحدثون في الفعالية دومينيك بوير، المدير المؤسس لمركز أبحاث الطاقة والبيئة في العلوم الإنسانية في جامعة رايس، وسارة ب. بريتشارد، الأستاذة المشاركة في قسم دراسات العلوم والتكنولوجيا في جامعة كورنيل، وجينيفر وينزل، الأستاذة المشارك في الأدب الإنجليزي والأدب المقارن ودراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا في جامعة كولومبيا.
ومن خلال العروض التقديمية وجلسة الأسئلة والأجوبة مع الجمهور، حدد المتحدثون العديد من الطرق والسبل التي تتغلغل فيها الطاقة في جميع جوانب الحياة البشرية وغير البشرية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضايا الاجتماعية والسياسية والتاريخية والاقتصادية والثقافية. وجادلوا بأن فهم تاريخ وثقافة الطاقة يمكن أن يساعد في زيادة المعلومات حول أطر وسرديات جديدة للطاقة تؤدي إلى حلول لأزمة المناخ التى تهدد مستقبل البشرية.
وقد قام عميد جامعة جورجتاون في قطر،الدكتور أحمد دلال، بإطلاق الندوة عبر الانترنت، وأدارها باحثون من الجامعة ممن يرأسون مبادرة مركز الدراسات الدولية والاقليمية وأعضاء هيئة التدريس ومنهم البروفيسور فيكتوريا جوجاسيان ، والبروفيسور تريش كاهلي ، والبروفيسور فرات أوروش.
قال الدكتور غوغاسيان: “ليس من المستغرب أن تكون المقاربات العلمية للطاقة في كثير من الأحيان معنية بقضايا أمن الدولة، والاستقرار السياسي، والعلاقات الاقتصادية العالمية التي تنشأ من إنتاج واستهلاك الطاقة، لكن هدفنا من هذا المشروع هو استخدام مكانتنا كعلماء إنسانيين لإضافة طبقة أخرى من الفروق الدقيقة والمحتوى إلى تلك الدراسة للطاقة من خلال التركيز على نطاق الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات.”
قدمت الفعالية لمحة موجزة عن تاريخ الطاقة الحديثة بداية من مزارع الحقبة الاستعمارية التي تغذيها العمالة البشرية المستعبدة، مما أدى إلى الابتكارات الميكانيكية للثورة الصناعية، ثم التوسع الإمبريالي والمفاهيم الرأسمالية المعاصرة لاستخدام الطاقة، وإنتاجية العمل، والازدهار الاقتصادي.
تعتمد مبادرة العلوم الإنسانية للطاقة على مخرجات أبحاث مركز الدراسات الدولية والاقليمية حول مجموعة من القضايا البيئية، وتهدف إلى ربط دراسة الخليج والشرق الأوسط بالتاريخ الثقافي والاجتماعي الأوسع للطاقة. من خلال تدوينات صوتية وندوات عبر الإنترنت مع خبراء عالميين و إقليميين في هذا المجال، وسيخلق المشروع مساحة فكرية جديدة للعلوم الإنسانية للطاقة، مع خطط مستقبلية لنشر الأبحاث الأصلية من خلال المنصات التقليدية والرقمية.