حديث الشيخة هنادي إلى طلاب جامعة جورجتاون
في معرض حديثها الملهم إلى طلاب جامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر، يوم الخميس 29 نوفمبر، طرحت سيدة الأعمال القطرية البارزة الشيخة هنادي ناصر بن خالد آل ثاني عددا من التساؤلات الهامة: “هل كان بإمكاني أن أحقق هذه النجاحات دون تعليم؟ هل كان بإمكاني أن أصل إلى ما وصلت إليه إذا استسلمت لمعايير المجتمع؟”
في ندوة مفتوحة، تحدثت الشيخة هنادي مع الطلاب عن جهودها المهنية كسيدة أعمال وخبيرة اقتصادية قطرية رائدة، تمكنت من تحقيق إنجازات كبرى في ظل تمسكها بهويتها الثقافية واحترامها لتقاليد مجتمعها وأمتها، لتقدم مثالا يحتذى للشخصية المتوازنة القادرة على النجاح على الصعيدين المهني، كسيدة أعمال، والعائلي، كأم.
تدين الشيخة هنادي بالكثير من نجاحاتها إلى الدور المحوري الذي اضطلعت به سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في بناء مجتمع أكثر انفتاحا. في هذا السياق تؤكد الشيخة هنادي: “لولا الجهود الجبارة التي بذلتها الشيخة موزة في الدوحة، لما تمكنت امرأة واحدة من تحقيق أي نجاح أو الظهور على الصعيد المجتمعي. لقد تحقق هذا القبول من خلال القدوة الرائدة التي أخذت على عاتقها الاضطلاع بأخذ زمام المبادرة وغرس البذور الأولى لكل النجاحات .”
تشغل الشيخة هنادي منصب مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أموال، التي تمثل أول مصرف استثماري مرخص في قطر، والرئيس التنفيذي لمشروع التطوير العقاري “مدينة الوعب”، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة ناصر بن خالد آل ثاني وأولاده.
رغم دعمها الكامل للمرأة القطرية، لا تنتمي الشيخة هنادي إلى الحركة النسوية بمعناها الاصطلاحي، حيث تؤكد: “لا أؤمن بتمييز المرأة على الرجل، بل أعتقد أن التنسيق والشراكة الحقيقية بينهما ضرورية لتحقيق أي إنجاز.” وأشارت الشيخة هنادي إلى الدور الذي لعبته المرأة القطرية في إدارة شؤون الحياة اليومية في المجتمع القطري، عندما كان الرجال مشغولين في البحث عن اللؤلؤ في أعماق الخليج، ولم يظهر هذا التمييز إلا مع ظهور الاقتصاد القائم على النفط.
من جانبه، أكد البروفيسور إبراهيم عويس، أستاذ الاقتصاد بكلية الشؤون الدولية في قطر، والذي تولى تنظيم هذه المحاضرة، أنه: “جاء اختيارنا للشيخة هنادي لإيمانها العميق بدور التعليم. إنها تنتمي إلى المجتمع الأكاديمي، لذا فقد عولت عليه كثيرا في رسم خططها المستقبلية. كما أنها تعي تماما الإمكانات اللا محدودة للعلاقات الدولية، حيث تٌعد أحد الرموز البارزة على المستويين المحلي والعالمي، ومعروف لدى الجميع ما تحظى به هذه العلاقات من اهتمام من قبل جامعة جورجتاون.”
وجه الطلاب العديد من الاسئلة إلى الشيخة هنادي عن المشاريع التي تترأسها والنصائح التي ترغب في إسدائها إلى الشباب الطامح في تحقيق النجاح. كما كان لديهم رغبة عارمة في التعرف على المزيد من قصص النجاح، والاستماع إلى توجيهاتها لتجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم نحو التفوق والنبوغ. في هذا الإطار، ذكر عويس: “تحدثت الشيخة هنادي مع الطلاب عن بعض الأمثلة التي تؤكد أن تعدد المهام لا ينبغي أن يشكل عائقا أمام طموحاتهم، حيث يمكنهم دائما أن يجدوا وسيلة تمكنهم من تحقيق التوازن الذي يشبع رغباتهم، ويؤدي بهم إلى الإنجازات التي يطمحون إليها.”
تركت كلمة الشيخة هنادي أثرا إيجابيا في نفوس وعقول الطلاب، الذين جذبتهم ثقتها الكاملة في قدرة المرأة على تحقيق النجاح على الصعيدين الأسري والمهني. لذا، أكدت آمنة آل ثاني – الطالبة بالصف الأول – أن الحديث كان ملهما لأقصى درجة، حيث استطاعت من خلاله الشيخة هنادي أن تضرب القدوة والمثل للطالبات، وأضافت آمنة: “لقد أعطتنا الدافع ومنحتنا الثقة للعمل الجاد.”
اتفقت العنود آل ثاني، الطالبة بالصف الأول في جامعة جورجتاون، مع زميلتها، وأضافت: “ما جعلها عظيمة ومتميزة هو أنها رمزا نسائيا في قطاع المال والأعمال القطري، في الوقت الذي يهيمن فيه الرجل على هذين القطاعين على المستوى العالمي.”
لم تذهب زينب الفيل – الطالبة السودانية بالفرقة الأولى بجامعة جورجتاون – بعيدا عن هذا الرأي، حيث أبدت إعجابها بهذا الحوار باعتباره فرصة للالتقاء بالشخصيات الناجزة خارج جدران قاعات الدراسة. وأضافت الفيل:” التعلم من الأشخاص الذين حققوا نجاحات باهرة من خلال التمسك بالمبادئ التي تعلموها في حجرات الدراسة، والاستعلاء على المصاعب والتحديات يثري خبراتنا بشكل كبير.”
لقد أكدت الشيخة هنادي مرارا على ضرورة مساهمة كل فرد في تلبية احتياجات المجتمع عن طريق التوظيف الفعال لما يتمتع به من مواهب ومهارات، كما قدم حماسها وحرصها على العمل نموذجا ملهما لجميع الطلاب. في هذا السياق يؤكد أحمد جزة، الطالب السعودي بالصف الأول بجامعة جورجتاون: “ألفيت الشيخة هنادي نموذجا ملهما بطريقة غير تقليدية، حيث تستطيع تحقيق التوازن الصحي والفعال بين مسؤولياتها المهنية، وحاجات المجتمع الذي تنتمي إليه.”