حوار الأديان جزء أساسي من برنامج جورجتاون الممتد لأسبوع
شهد “أسبوع التراث اليسوعي” في جامعة جورجتاون قطر العديد من الفعاليات، ويعد الأسبوع احتفالاً سنوياً بالتراث والقيم والهوية اليسوعية للجامعة. ويوفر الحدث، الذي يعد امتداداً للتقليد الموجود في حرم الجامعة الرئيس في واشنطن، فرصة للاطلاع على هوية جورجتاون الخاصة في سياق موقعها في الشرق الأوسط ومن حيث التنوع الفريد لطلبتها، مع التركيز على الحوار بين الأديان.
وضمت احتفالية هذا العام مجموعة واسعة من النشاطات التي استضافتها عدة نوادي طلابية لتشجيع مجتمع الجامعة للتعرف على القيم اليسوعية المتمثلة في خدمة المجتمع والمسؤولية الأخلاقية تجاه التنمية البشرية.
وقام نادي “أمل” الطلابي الذي يسعى إلى نشر الوعي حول دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع القطري، بتنظيم فعالية بعنوان “الإيمان < العلاج". وقال شريف الجندي، الطالب المؤسس للنادي ورئيسه الحالي: "ركزت الفعالية على مدى مساهمة الأديان والإيمان في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم على التأقلم مع أوضاعهم. لقد استضفنا ثلاثة أشخاص تحدثوا عن تجاربهم وكيف ساعدهم الإيمان على التعايش مع احتياجاتهم الخاصة والتعامل مع عائلاتهم".
وتتضمن النوادي الأخرى التي شاركت في الفعالية نادي “جمعية الأفلام” الذي استضاف عرضاً لفيلم مستقل بعنوان “ثلاثة عشر حواراً حول شيء واحد”، ونادي “حقوق الإنسان” الذي نظم فعالية حول الحوار بين الأديان. من ناحيته قام نادي “غذاء العقل”، الذي يسعى إلى تعزيز المشاركة الأكاديمية خارج الصفوف الدراسية، باستضافة حفل عشاء وجلسة حوارية.
وألقى الأب توم ميشيل، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة جورجتاون قطر، خلال الفعالية كلمة رئيسية بعنوان “خمسون عاماً قضيتها في الحوار بين الأديان”، إذ تحدث خلالها عن خمسة عقود قضاها وهو يعمل إلى جانب المسلمين وغيرهم من أديان أخرى. وبفضل هذه الجهود، فاز الأب توم ميشيل بجائزة “تشيلبي الدولية للسلام” من المعهد الإسلامي المركزي في ألمانيا في العام 2008، وجائزة “علي شير نافاي” من الأولمبياد التركي الدولي في مدينة أنقرة التركية في العام 2009.
وقال الأب توم ميشيل في كلمته: “إن أولويتنا الأولى هي التركيز على اللاجئين المهمشين وضحايا العنف. وتأتي جهود نشر الوعي بين المجتمع وحثه على الاستجابة لمطالب العدالة في صلب المهمة اليسوعية. لكننا لا نستطيع أن ننجز هذه المهمة وحدنا”. وتحدث الأب ميشيل عن مشاريع الخدمات الاجتماعية العديدة التي تم إنجازها، مثل إنشاء المدارس والعيادات الطبية في المجتمعات التي تعاني من الأزمات، مشيراً إلى أن هذه المشاريع انبثقت من التعاون بين الناس من مختلف الأديان. وقال: “لن يستطيع المجتمع البشري تحقيق التقدم بدون أن يتعاون أفراده سوياً وأن يتعلموا من بعضهم البعض”.
وشهدت الفعالية كذلك مشاركة الأب جيري روزاريو، القس اليسوعي من الهند والمتخصص بعلم اللاهوت والكاتب والمحامي والناشط الاجتماعي والذي يُعرف أيضاً بلقب “القس الحافي” نظراً إلى أنه اختار عدم ارتداء الأحذية تضامناً مع شعب الداليت الذين حُرموا من حق ارتداء الأحذية بسبب تقاليد النظام الطبقي في الهند. وكان الأب جيري قد نظم عدة نقاشات لأساتذة الجامعة وطلبتها وموظفيها، كما شارك في العديد من فعاليات الأسبوع الأخرى تحدث خلالها عن تجربته المميزة.
ويُعرف اليسوعيون حول العالم بنشاطاتهم في مجالات الترويج للعدالة الاجتماعية والتعليم من خلال إنشاء وإدارة المدارس والكليات والجامعات والمعاهد اللاهوتية، إضافة إلى مساهمتهم في تعزيز الأبحاث والنشاطات الثقافية. وترتكز بعض القيم الأساسية لفعاليات هذا العام من الأسبوع على مواضيع مثل “تثقيف الشخص بأكمله”، و”الإيمان والعدالة”، و”المجتمع في ظل التنوع”، و”التفاهم بين الأديان”.