رئيس سلوفينيا يلقي كلمة تشجيعية حول وضع الديموقراطية
تحدث في العاشر من يناير رئيس جمهورية سلوفينيا دانيلو تورك في جامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر. واستضاف المحاضرة مركز الدراسات الدولية والإقليمية، واجتذبت الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء المدينة التعليمية، وركزت المحاضرة على وضع الديموقراطية في عالمنا.
بدأ الرئيس تورك حديثه متذكرًا زيارته الأخيرة لقطر حيث التقى مجموعة من طلاب كلية الشؤون الدولية في قطر، وأعجب بالاهتمام الذي أظهروه تجاه القضايا المتعلقة بالديموقراطية. وذكر الرئيس أنه على الرغم من أنه بالتأكيد يوجد الكثير من الأمور التي ينبغي القيام بها لتعزيز الديموقراطية على المستوى العالمي، فمن الواضح أن الكثير من التقدم أُحرز خلال العقود الثلاثة الماضية، في أوروبا على وجه الخصوص. وصرح تورك قائلاً: “لقد تعلم العالم بعض الدروس المهمة من خلال هذا التقدم”. وأكد تورك، في البداية، على أن الديموقراطية يجب أن تأتي من الداخل ولا يمكن تُفرض من الخارج. ومع ذلك قال أن الديموقراطية يمكن، بل ينبغي، أن تُدعم دوليًا على نحو يحترم المباديء والمعايير الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما أشار تورك إلى أنه عند تقييم التحولات الديموقراطية الناجحة، لابد أن نختبر تأثير الديموقراطية ومدى التزامها بالقانون. فالديموقراطية التي لا تخاطب توقعات جمهور الناخبين على نحو ملائم وكفؤ تشكل تهديدًا لنجاح تلك العملية.
كما أضاف تورك قائلاً: “الديموقراطية وسيادة القانون يسيران يدًا بيد، فلا يمكن أن تزدهر ديموقراطية دون احترام سيادة القانون”.
ووصف تورك حقوق الإنسان بأنها جزء من البنية القانونية للديموقراطية. وقال: “ستستمر حقوق الإنسان في تمثيل أساس الديموقراطية”. ولتحقيق هذه الغاية، أكد تورك على أن حقوق الإنسان بحاجة لأن تكون مكفولة في جميع الديموقراطيات، وإن كان ذلك لابد أن يتم بصورة تتوافق مع الثقافات والتقاليد السياسية المختلفة. ثم حكى تورك عن التحول الديموقراطي الناجح في إندونيسيا كمثال لعملية ديموقراطية وُظفت لصالح إندونيسيا، نظرًا لأنها جاءت من داخلها. وقال تورك: “نجح نموذج إندونيسيا، لأنه كان إندونيسيًا، فلا يمكن تكراره كما هو في أي مكان آخر”.
وقال الرئيس أنه ينبغي لمناطق العالم الأخرى أن تجد الحلول الخاصة بها، وأن عملية التحول الديموقراطي مستمرة، حتى في الديموقراطيات الناضجة. وصرح قائلاً: “تشهد أوروبا الديموقراطية لبعض الوقت، ويعتقد الناس أن هذا الأمر نهائي لا رجعة فيه، لكن هذا ليس صحيحًا”. وألقى تورك الضوء على التحديات التي تواجهها العديد من الدول الديموقراطية الأوروبية الآن بخصوص دمج الجاليات المهاجرة، بالأخص تلك الجاليات القادمة من الدول الإسلامية. ثم أشار إلى مبدأين توجيهيين أساسيين، للمساعدة في تسهيل هذه العملية. أولهما، كما قال تورك، يجب أن نضمن حصول الجاليات المهاجرة على التعليم والعمل. وثانيهما، وفق تصريحه، يجب أن نضمن الفرصة للمهاجرين من أجل حدوث حراك اجتماعي متصاعد.
على الرغم من اعتراف تورك بوجود انتكاسات وفترات عانت فيها الديموقراطية، فقد خلُص إلى ملحوظة متفائلة. حيث قال: “يجب ألا تصرفنا مثل هذه النكسات عما أحرزناه من تقدم. فينبغي لنا الآن أن نسأل كيف نجعل الديموقراطية أكثر فعاليةً وانتشارًا في العالم”.
أشاد مهران كامرافا، العميد المؤقت لكلية الشؤون الدولية في قطر، بروىء الرئيس تورك قائلاً: “إن طلابنا محظوظون إذ أُتيحت لهم الفرصة للتعلم من عالم في مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان، التحق بالمجال الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وفي النهاية أصبح الزعيم السياسي لبلاده. آمل أن يُلهم طلاب كلية الشؤون الدولية في قطر ليواصلوا تنمية إمكاناتهم”.