رحلة التعليم الخدمي إلى الهند

Group Picture

طلاب جامعة جورجتاون يقابلون أسر عمال هنود مهاجرين إلى قطر.

منذ يناير 2008، شارك إثنى عشر طالبا في تدريب بحثي في قطر للتعرف على الادخار والاستثمار وتوجهات التحويلات المالية الخاصة بالمهاجرين من ولاية كيرالا. وفي تحول مبدع، وسع الطلاب نطاق بحثهم ليتجاوز العمال المهاجرين إلى أسرهم لدراسة الآثار الإيجابية والسلبية للهجرة على الأسرة بالكامل. صعد خمسة طلاب وأربعة من العاملين بالجامعة إلى متن الطائرة المتجهة إلى الهند لاستكمال المرحلة النهائية من بحثهم عن الهجرة من كيرالا إلى قطر، مسلحين بالدروس التي تعلموها من سلسة المحاضرات، التي استمرت على مدى عام كامل، وبالأنشطة البحثية وسائر الأنشطة التي مارسوها في الجامعة،

تميل البحوث التقليدية عن الهجرة إلى الاعتماد على متغير واحد، سواء كان الأسرة أو العامل المهاجر، دون الاكتراث بالعلاقة بينهما.

لذا، قام الطلاب، تحت إشراف البروفيسور جانيش سيشان، جامعة جورجتاون، بتطوير البرنامج البحثي لمعرفة وفهم تعقيدات ظواهر الهجرة، وذلك من خلال دراسة متغيري العامل المهاجر والأسرة القابعة في الوطن الأصلي، مما يساعدهم على رسم صورة أشمل عن خبرة الهجرة التي تؤثر عادة على الأسرة بأكملها. لذا، كما يؤكد سيشان، “فتح هذا البحث أعيننا جميعا وأطلعنا على حقائق عُميت علينا من قبل، حيث منحنا الفرصة لمقابلة أسر العمال المهاجرين والاستماع إليهم ومعرفة أحوالهم وسبر أغوار حياتهم. استندت هذه الخبرة إلى تواصلنا المباشر في السابق مع العمال في قطر، مما مكننا من التواصل بفعالية، على المستويين الشخصي والأكاديمي، مع المتحاورين في الهند, وأضاف قيمة كبيرة إلى البحث، ولا يزال يحدونا الأمل في المضي قدما أبعد من ذلك.”

من بين أمور أخرى، عالجت الدراسة القضايا المرتبطة بتكاليف المعيشة في قطر ومستوى التحويلات المالية واستخداماتها والادخار والاستثمار من قبل أسر المهاجرين، والاتصال بين المهاجرين وأسرهم في الوطن الأصلي والصحة العقلية لكل من المهاجر وأعضاء أسرته.

حضر الطلاب في اليوم الأول من الرحلة ورشة عمل أجراها جاناثان أيار، من معهد الإحصاء بالهند (وهي منظمة معروفة بإجراء الدراسات المسحية على نطاق واسع في المنطقة). لفت أيار انتباه الطلاب إلى الأبعاد الثقافية المتعلقة بالبحث الميداني في الهند، كما أسهم بدور فعال في تسهيل عمليات الانتقال في الوقت الذي عكف فيه الطلاب على إجراء أول مجموعة من المقابلات في ولاية كيرالا. في اليوم الثاني، استقل الطلاب القطار في الصباح الباكر إلى مدينة كولام، حيث أجروا ست مقابلات قبل العودة إلى تريفاندروم. عاد الطلاب في اليوم الثالث مرة أخرى إلى دراساتهم الميدانية في تريفاندروم، حيث راحوا يتنقلون بين أحياء المدينة لزيارة المزيد من الأسر ومقابلة المزيد من العائلات.

قضى الطلاب اليوم التالي في الفندق لمراجعة الاستبيانات وتصنيف البيانات التي جمعوها خلال مقابلاتهم الشخصية في تريفاندروم وكيرالا. تضمنت هذه العملية تحليل كافة الاستبيانات وتسجيل البيانات إلكترونيا لتسهيل عملية تحديد التوجهات.

في المساء، التقى الطلاب بالدكتور إيريودايا راجان ود. زاتشارية من مركز الدراسات المتطورة، الذين سهلوا لهم عملية التدريب على الأبحاث في الهند.

بينما تتواصل عمليات تصنيف وتحليل البيانات، تمكن الطلاب من تحديد التوجهات التالية:

تعتمد الأسر اعتمادا كليا على دخل العمال المهاجرين رغم إمكانية الحصول على عمل أو فرص لزيادة الدخل في الهند.ارتفاع مستوى المديونية لدى أسر المهاجرين، بما في ذلك انتشار ظاهرة التقدم بطلبات للحصول على قروض لتسديد الديون.عدم توافر أولوية سداد القروض.سهولة الحصول على القروض سواء من البنوك الرسمية أو من مصادر غير رسمية.اعتماد الأسر على أموال الحوالات لسد مطالبهم الاستهلاكية فقط، بدلا من الاستثمار والتخطيط المالي طويل الأجل.نقص التخطيط المالي من قبل كل من المهاجرين وأسرهم.استغلال العمال المهاجرين نتيجة عمليات التوظيف المعيببة التي تتم من خلال وكلاء ووكلاء فرعيين.

من جانبه، أعرب أكاش جايابراكاش عن أهمية الرحلة البحثية على المستويين الشخصي والأكاديمي، وأكد: “شعرت بسعادة بالغة للحصول على فرصة المشاركة في هذا البحث، الذي واجهنا بحقائق كنا نعتقد أننا على دراية بها. لا شك أن السماع عن هذه المرويات يختلف جذريا عن الاحتكاك المباشر بالكفاح المضني أو النجاح المبهر لهؤلاء المهاجرين وأسرهم، ومقابلة عائلاتهم، والتحدث إلى أحبابهم.”

يأمل فريق البحث أن تمثل النتائج التي توصل إليها قيمة حقيقية لصانعي السياسات والباحثين في كيرالا المهتمين بقضايا الهجرة، وأن تفيد المهاجرين المحتملين في اتخاذ قرارات مدروسة بشأن عملية الهجرة.