طلاب السنة النهائية في جامعة جورجتاون يستعدون للتخرج ويتحضرون لمستقبل واعد
مع اقتراب ختام الأعمال الدراسية النهائية قبيل التخرج، يستعد طلاب جامعة جورجتاون في قطر (دفعة 2017) لحفل التخرج، ويتطلعون الى مستقبل يزخر بالخيارات والاحتمالات. فخلال الأسابيع القليلة القادمة ستنتشر عباءات التخرج بألوانها المميزة، وستلتقط الكثير من الصور الفوتوغرافية التذكارية، وستكون هناك الكثير من لحظات التأمل والتفكير، عندما يتسلم الخريجون شهادات بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية بعد إتمام أربع سنوات من الدراسة بجامعة جورجتاون في قطر.
من بين الخريجين المرتقبين أربعة طلاب هم دانة العنزي، وعبد الرحمن آل ثاني، وإسراء الكمالي، ومحمد تيمور علي أحمد، سينضمون قريباً إلى كوكبة تضم أكثر من 340 خريجاً، يشغلون مناصب متنوعة في مجالات عديدة كالطاقة والصحة والقانون والتمويل والإعلام والعلاقات الدولية.
كانت دانة العنزي ضمن الطلاب الذين انتهزوا فرص الدراسة في الخارج التي تمنحها جامعة جورجتاون، حيث أمضت عاماً كاملاً بالحرم الجامعي لجورجتاون في واشنطن العاصمة قبل سنتين. وأثناء تواجدها في الولايات المتحدة، انخرطت في تدريب عملي في تحالف الأمم المتحدة للحضارات، وحضرت الجلسة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كداعمة لحقوق الشباب ضمن منظمة التعليم فوق الجميع.
كما مثلت دانة العنزي إحدى أولى الفتيات القطريات التي تسلقت جبل كليمنجارو ضمن فريق وصل إلى أعلى قمة الجبل من أجل جمع التبرعات لتحسين نوعية التعليم في فلسطين. وعن هذه التجارب تقول: “لقد حظيت بدعم كبير من جامعة جورجتاون، وكان هناك قدر كبير من الجرأة لدى الجميع للدخول في مغامرات من هذا النوع.”
إضافة الى الحصول على درجة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، سيحصل الخريج عبد الرحمن آل ثاني على شهادة إضافية في الدراسات العربية والإقليمية. وضمن برنامج الشهادة التي يحصل عليها، تقدم عبد الرحمن بأطروحة تخرج ركز فيها على الخطاب التاريخي المحيط ببلدة الزبارة القديمة. وعن أطروحته يقول عبد الرحمن: “تستحوذ الزبارة على انتباه الكثيرين، وتصبح أكثر شهرة بين الناس، ولكنني شعرتُ بأن ثمة حاجة لتحري دقيق لتاريخها للتعرف على جذورها، فقد استطعتُ العثور على مصادر جديدة للمعلومات، وتمكنتُ من إدخال التاريخ الشفهي إلى المعادلة من خلال إجراء مقابلات مع السكان المحليين، وكانت تجربة ثرية ومثمرة”.
يشرح عبد الرحمن كيف ساعده أستاذة جامعة جورجتاون على تطوير نظرته للتعلم، وتفعيل بيئة تشجع على التفكير النقدي، ويشرح ذلك بقوله: “لم يحاول أحد هنا إقحام أيديولوجيا معينة، بل لم يحاول حتى أحد إبلاغي بأن ’هذا الأمر صحيح وهذا خاطئ‘. هم ببساطة منحوني الأدوات والمواد لقراءتها وقالوا لي ’إمض في طريقك لتختر بنفسك‘.”
وقبيل إتمام تجربتها في جورجتاون تشرح الطالبة إسراء الكمالي كيف واجهت المشكلات المتعلقة بالثقافة والدين والسياسة والمجتمع برمته قائلة: “لقد كانت مغامرة، لقد أتيحت لي الفرصة لأكسب أصدقاء رائعين، وأن ألتقي بأساتذة مدهشين، وأن أقرأ كتباً لم أكن أتخيل أنني سأهتم بها، وأن أكتب عن أمور لم تكن لتخطر على بالي، وأن أغير وجهات نظري وآرائي بشأن الكثير من الأمور التي كنت أعتقد أنها راسخة. لقد تغير الكثير – وأصبحت إنسانةً مختلفةً تماماً عما كنت عليه في السنة الأولى لدراستي.”
تأمل إسراء الكمالي أن تمتهن التعليم في المستقبل، وأن تظل متواصلة مع نادي حوار الطلاب كمستشارة بعد التخرج، بغرض مساعدة النادي على بدء فصول دراسية عبر الإنترنت للاجئين، الذين لا يمكنهم المشاركة بالحضور في فصول دراسية فعلية، وهي تقول: “أعتقد أنه من واجبنا أن نتقاسم المعارف والمعلومات مع الآخرين، خصوصاً هؤلاء الذين اضطروا للتوقف عن الدراسة بسبب النزاعات.”
فيما يتعلق بمحمد تيمور علي أحمد، فإن الحرم الجامعي لجورجتاون في قطر قد ساعده على التفاعل عن قرب مع أعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى الانضمام للجمعيات والأنشطة التي ربما لم يكن ليشارك فيها وسط جامعة أخرى. إضافة إلى كونه رئيس جمعية الشرف، فقد ساهم في تأسيس جمعية جورجتاون للأعمال، وكان رئيساً لرابطة طلاب دراسات الشرق الأوسط، التي تنظم مؤتمراً سنوياً للطلاب بالجامعة لعرض أبحاثهم المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.
عن هذا يقول محمد تيمور علي أحمد: “أعتقد أن رابطة طلاب دراسات الشرق الأوسط كانت واحدة من أبرز التجارب وأعمقها لهذا العام، بسبب أنها كانت تدار بالكامل من قبل الطلاب، وبالنسبة لي كان أمراً ساراً أن ألمس النجاح الذي تحقق على هذا النحو.”
ينتمي هؤلاء الطلاب إلى الدفعة التاسعة التي ستتخرج من جامعة جورجتاون في قطر منذ افتتاحها عام 2005. ويحصل الطلاب الخريجون على نفس درجة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية المعترف بها دولياً كنظرائهم من الدارسين بالحرم الجامعي الرئيسي بجورجتاون بمدينة واشنطن العاصمة.