طلاب جورجتاون يستكشفون مخلفات القنابل النووية في اليابان
عاد خمسة عشر طالباً من جامعة جورجتاون في قطر مؤخراً من رحلة إلى اليابان استغرقت عشرة أيام، وذلك لدراسة آثار الهجوم النووي على مدينتي ناغازاكي وهيروشيما من قبل الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية. ولا يزال هذا الحدث، الذي قتل خلاله ما يقدر بنحو 000 200 شخص سنة 1945، المثال الوحيد لحرب نووية في التاريخ.
يذكر أن برنامج “مناطق النزاعات ومناطق السلام” الذي تنفرد به جامعة جورجتاون في قطر، يأخذ الطلاب إلى مواقع الصراع العرقي والسياسي والاجتماعي والديني بهدف منحهم فهماً أكبر لأسباب الصراعات وعمليات المصالحة المعقدة التي تليها.
وقد نالت رحلة هذا العام اهتمام الطلاب، الذين أكملوا 20 ساعة من الدراسة حول موضوع الرحلة شملت قراءات مكثفة ومحاضرات ومناقشات مع الدكتور كاي هنريك بارث، المتخصص في شؤون الحرب النووية في جامعة جورجتاون في قطر.
وقال الدكتور بارث، مساعد عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس وإدارة البحوث في جامعة جورجتاون في قطر: “أُدَرِّسُ السياسة الدولية منذ 20 عاما، وألاحظ دائماً أن الطلاب ليس لديهم فهم واضح لما تحدثه الأسلحة النووية من دمار. إنهم يحسبون هذه الأخيرة مجرد أحجار يتم تحريكها على لوحة شطرنج. وما يضيع في ثنايا ذلك هو أن الأسلحة النووية لها آثار مدمرة هائلة تقتل البشر بطرق مروعة، وينبغي ألا ننسى ذلك “.
وشملت الدراسة الفصلية التي سبقت الرحلة مواضيع مثل الوضع السياسي في ذلك الوقت، وكيف تم اتخاذ قرار إسقاط القنابل، والدمار الناجم عن الأسلحة النووية، وكيف يتم تذكر الصراع من قبل مواطني الولايات المتحدة واليابان. وحين سافر الطلاب إلى عين المكان في اليابان، شاهدوا مخلفات التدمير التي لحقت بالمدن.
وعن هذه التجربة تقول الطالبة أمبر فاول-كريان (كلية الشؤون الدولية 2018): “إن السفر من خلال الجامعة واكتساب المعرفة من الأستاذ الذي دَرَّسَنَا مثل فرصة ممتازة بالنسبة إلينا. لقد تم إعدادنا بشكل مكثف للرحلة، بحيث أنه عندما وصلنا إلى هناك كنا قادرين على التعرف على مواضيع درسناها تتعلق بالتفجيرات.” وأضافت: “إن الرسالة الرئيسية التي يتلقاها المرء خلال زيارة المدينتين هي السلام. لقد حدث هذا الأمر في هيروشيما وناغازاكي، ولكن لا ينبغي أن يحدث مرة أخرى البتة.”
من جهتها قالت جاكي سنيل، مديرة إثراء التعليم في جامعة جورجتاون في قطر: ” كانت هذه الرحلة شاملة حيث تمكن الطلاب من اللقاء بالمؤسسات السياسية والمنظمات غير الربحية والأكاديميين والطلاب والناجين والمؤسسات البحثية. بالإضافة إلى ذلك، تمكنا من زيارة العديد من المعالم التذكارية مثل المتاحف والأماكن الأثرية ومنتزهات السلام. كما استمع طلابنا لمجموعة متنوعة من وجهات النظر التي أَثْرَتْ تعليمهم وتجربتهم. “
يذكر أن برنامج “مناطق النزاعات ومناطق السلام”، الذي بدأ في عام 2008، يركز على قضايا من قبيل مخلفات الحروب وإدارة الكوارث والهجرة والتنمية الاقتصادية بعد النزاعات. ومن بين الدول التي قام الطلاب بزيارات لها سابقا رواندا وألمانيا وبولندا وأيرلندا الشمالية وتيمور الشرقية وكمبوديا وقبرص وجنوب أفريقيا والبوسنة والهرسك وعمان وزنجبار.