عالم جديد يكتشفه الطلاب على كوكب جورجتاون

Group Picture

تمكن 35 طالبًا قطريًا هذا الصيف من اكتشاف عالم جديد، خلال برنامج (كوكب جورجتاون) الإثرائي الذي استمرت فعالياته لمدة أسبوعين. وقد قام عدد من طلاب جورجتاون وأعضاء هيئة التدريس بتنظيم هذا المخيم، بغية توسيع أفق الأطفال حول العالم المحيط، من خلال التعليم التفاعلي.

وصرحت إيميلي ويلسون، منسق برنامج كوكب جورجتاون قائلة :” تملكنا رغبة قوية لتوسيع رؤية الأطفال للعالم المحيط بهم، وتحفيزهم على التعلم”.

كما يعد التفاعل مع المجتمع المحلى جزءًا رئيسيًا من مهمة جامعة جورجتاون في قطر، ومن هذا المنطلق قالت ليز كيبفيرلي، مدير قسم التصاريح بكلية الشؤون الدولية في قطر: “استطعنا من خلال كوكب جورجتاون أن نوسع من نطاق تفاعلنا مع المدارس الابتدائية والإعدادية المستقلة.” ثم أردفت أنه خلال الثلاثة أعوام السابقة انصب تركيز جورجتاون على التواصل مع المدارس الثانوية في قطر، لا سيما في الأنشطة المماثلة لنموذج الأمم المتحدة.

حمل الطلاب جوزات سفرهم وبعض من المجلات العلمية، في جولة إلى آسيا وأروبا وأفريقيا والأمريكتين، ومعهم أيضا بعض الألعاب ووسائل تحفيز ومشاريع فنية، وأنشطة إبداعية.

وأثناء تلك الجولة الممتعة، سلك الطلاب شارع الحرير بالصين، وجربوا العيش في المنازل اليابانية التقليدية، كما ألف البعض أساطير أفريقية، وأبحروا أيضاً عبر نهر الأمازون. بالإضافة إلى ممارسة الكو نغفو والاستماع إلى قصص الأساطير الروسية، وتناول بعض التوابل الهندية، وكتابة أسمائهم باللغة اليابانية، وتعلموا كذلك إلقاء التحية بثمان لغات مختلفة.

استمرت تلك الرحلة الاستكشافية أسبوعًا كاملاً، ومع بداية الأسبوع الثاني بدأ الطلاب في تأسيس بلدانهم الخاصة، حيث ينبغي على كل فريق تحديد لغة بلده وملامح ثقافته، وأنشطته التجارية والخريطة والعلم، وكذلك العملة الرسمية. وبهذا كان لدينا ثمان دول جديدة هي : جوست-إز-تان، وجورجتاون، وهانكي بانكي، ولوردز آيلاند، وميرز، وبينجوين لاند، وبرايد لاند، وساند أ لا كاميل.

وقد غمر المنظمين للبرنامج سعادة غامرة عند رويتهم لحماس الطلاب وطاقتهم الإبداعية، حيث قال ويلسون: “استوعب الطلاب مفهوم تأسيس بلدهم الخاص استيعابًا جيدًا، وتعاملوا معه بطريقة جدية للغاية، بل أضافوا إليه مزيد من الأفكار الإبداعية”.

فنجد عبد اللطيف الكواري، صاحب العشر سنوات، يصمم العلم والخريطة لدولة بينجوين لاند بحماس كبير، كما رأت والدته كوكب جورجتاون كمثابة فرصة لتقديم الطلاب للحياة الجامعية، وقالت في هذه المناسبة “عند التحاقي بالجامعة كطالبة، كنت في غاية الحماس والنشاط، وكم أتمنى أن يشعر ابني بالاحساس ذاته مستقبليًا”. وقد أتى الطلاب أثناء تطويرهم للغة بلدهم الخاص بمفردات أساسية مثل مرحبا ونعم ولا ومع السلامة وشكرا لك، ففي دولة لوردز آيلاند سوف يرحبون بك بلغة “الدرول” ويقولون لك “tello”، أما إذا قال لك أحد سكان ميرز “Wu” فهو يعني “لا”، وسأقول لك أنا “saskay” أي “شكرا لك” بلغة ساندوليني بدولة ساند أ لا كاميل.

ولم يكن المشاركون في المخيم وحدهم من يتعلموا، فقد شارك أيضاً معهم عدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية الشؤون الدولية في قطر، فقضت كاثرين كينج وعلاء أبو زاقوق مع الطلاب ريني أتراش (الدفعة 11) وكوثر أهين (الدفعة 11)، ما يقارب الشهرين لتصميم الأنشطة الخاصة بالبرنامج. وعبرت كوثر عن تجربتها قائلة: “كنت أود كثيرًا أن أتواصل مع الأطفال، وأن يكون لدي متسع من الوقت كي أعلمهم أشياء جديدة، وكنت جدٌ مذهولة من استيعاب الطلاب لبعض المفاهيم المعقدة، مثل التجارة الدولية، والعنصرية والطائفية”.

وقد شارك الطلاب عقب تأسيسهم لبلدانهم الجديدة في لعبة لوحية، أوضحت لهم دور الأمم المتحدة في العالم. وواجه الطلاب بعض المشاكل الافتراضية التي قد تتعرض لها بلدانهم مثل الفيضانات والعواصف والبطالة وارتفاع أسعار النفط، مما يتطلب من الطلاب تحليل تلك المشاكل والبحث عن حلول لها.

“اعتمد الطلاب في تلك اللعبة المصغرة للأمم المتحدة على مهاراتهم في حل المشكلات، وكم كنت مذهولة حماس الطلاب وإبداعهم، وثقتهم بنفسهم عند مواجهتهم لتلك التحديات” هذا ماجاء على لسان كاثرين كينج. بعد هذه التجربة.

أما في اليوم الأخير، فقد نظم المشاركون “سوقًا عالميًا”، حيث باعوا فيه منتجات مصنوعة يدويًا، وعرضوا الخرائط والأعلام الخاصة بالبلدان الجديدة، وقد استخدم الأباء والأصدقاء العملة الخاصة بكل دولة لشراء المنتجات المتاحة.

تحدث علاء أبو زاقوق عن تجربته فقال: “شيء عظيم ورائع أن ترى طلاب من مدارس مختلفة، وهم يعملوا معاً لتأسيس مجتمع جديد، وقد تحدث طلاب جورجتاون بالفعل عن إمكانية تنظيم هذا المعسكر العام القادم أيضاً”.

ووفقًا لما قالته، البالغة من العمر 11 عامًا، فإن البرنامج حقق نجاحًا رائعًا، وقد شابه المدرسة كثيرًا، إلا أنه أكثر إمتاعًا، لما تضمنه من أنشطة وأصدقاء.

وحتى يحين لنا لقاء آخر، أودعكم بلغة بلدة “هانكي بانكي”- لغة تينكي وينكي- وأقول لكم “Antra” .