كتاب جديد من جامعة جورجتاون حول ديناميكية الفضاء الإفتراضي في العالم العربي
تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و تأثيرها على المجتمع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد تغيراً متسارعاً هو محور كتاب جديد بعنوان “مجتمع الشابكة والتنافس الرقمي ” لمؤلفه د. محمد الزياني، البروفيسور في جامعة جورجتاون. و قد صدر الكتاب عن دار نشر جامعة أكسفورد بالتعاون مع مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جورجتاون قطر.
ويستند الكتاب إلى عمل ميداني واسع النطاق ومقابلات متعمقة مع نشطاء الإنترنت والمدونين ومستخدمي الإنترنت ، في محاولة جدية من المؤلف لمعرفة كيفية ومدى تأثير الاعتماد المتنامي للإنترنت على الجماهير العربية، ولا سيما فئة الشباب. وتقدم هذه الدراسة العلمية التي تتناول التجربة التونسية بصفة خاصة منظوراً جديداً للحركات الاجتماعية في سياق ممارسات الاتصال المتغيرة والتقنيات الرقمية الجديدة.
يقول الكاتب: “إننا نعرف الكثير عن التواصل والترابط الإكتروني في الغرب، ولكن ليس لنا فهم دقيق وعميق للممارسات الإفتراضية في العالم العربي و تأثير الأشكال الناشئة للاتصال عبر الإنترنت على المجتمع”. يشار إلى أن د.محمد الزياني يدير برنامج الإعلام والسياسة في جامعة جورجتاون قطر، وهو مبادرة مشتركة مع جامعة نورث وسترن في قطر، كما أنه المدير المشارك لمعهد الإعلام والتكنولوجيا والثقافة الرقمية في الشرق الأوسط بجامعة جورجتاون.
وتابع د. الزياني قائلاً: “تمتاز منطقة الشرق الأوسط اليوم بإنفتاح غير مسبوق للشباب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمختلف أشكالها. ميزة هذا الكتاب هو أنه يأخذنا بعيداً عن التحاليل المألوفة للإنترنت ، ليبحث في تطور الديناميكيات الاجتماعية والثقافية والسياسية المرتبطة بممارسات الاتصال الجديدة بما في ذلك منصات الإعلام الجديد والإجتماعي. و يطرح الكتاب العديد من الأسئلة المتداخلة : ما هي الأنشطة التي تستهوى الشباب على شبكة الإنترنت؟ وما أشكال التفاعل التي يشاركون فيها؟ وما مدى تأثير الديناميكيات التي تتشكل في المجال الأفتراضي على واقع المجتمع، وكيف تساهم ثقافة الأتصال الرقمي الجديدة في إعادة صياغة العلاقات في المجتمع ؟”.
من ناحيته، وصف مانويل كاستلز، عالم الاجتماع السياسي في جامعة جنوب كاليفورنيا والخبير في مجتمع المعلومات العالمي ، الكتاب بأنه “أحد أفضل االدراسات العلمية التى تتطرق إلى الحركات الاجتماعية التي أدت إلى التحولات المتواصلة في العالم العربي، ويقدم اضافة مهمة لفهم طبيعة الحركات الاجتماعية في العصر الرقمي”.
وتعليقا على أهمية الكتاب، قال د. كريغ كالهون، رئيس معهد لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: “يوفر هذا الكتاب تحليلاً متميزا للتجربة التونسية التي تحظى باهتمام عالمي، ولها أهمية كبيرة في فهم التحولات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط”.
وقد صدر الكتاب ضمن سلسلة دراسات أكسفورد للسياسة الرقمية والتي تعني بدراسة التداخل المتنامي بين بيئات المعلومات والاتصالات الجديدة و تأثيرها على السياسات العامة وآليات صنعها.