مادلين أولبرايت تتحدث إلى مجتمع جامعة جورجتاون

تحدثت مادلين أولبرايت، الأستاذ بجامعة جورجتاون سابقا ووزير الخارجية الأمريكي سابقا، مساء الجمعة إلى حشد يتجاوز 100 هويا زميل في المدينة الجامعية، حيث انتهزت ألبرايت الفرصة لمناقشة الأوضاع الراهنة في العالم.

أشارت أولبرايت إلى أن”العالم يعيش حالة من الفوضى… وهذا مصطلح دبلوماسي”، كما عرضت للتحديات التي ستواجه الرئيس الأمريكي القادم، حيث أكدت أن الولاية القادمة “ستكون فترة رئاسية صعبة جراء الوضع الشائك والسيئ الذي تواجهه الولايات المتحدة.”

أشارت المسؤول السابق في الإدارة الأمريكية أيضا إلى ضرورة توصل الولايات المتحدة إلى آلية واضحة وفعالة لمواجهة الإرهاب، دون خلق إرهابيين جدد، وإلى آلية أخرى لمواجهة انتشار السلاح النووي، إضافة إلى فهم الأسباب والدوافع الكامنة وراء الأنشطة الإرهابية وجماعاتها حتى تتمكن من مواجهتهم على نحو أفضل.

كما أشارت أولبرايت إلى ضرورة سعي الدول المتقدمة لرأب الهوة الشاسعة والمتنامية بين الفقراء والأغنياء في جميع أنحاء العالم، التي تسهم بصورة كبيرة في تغذية منابع الإرهاب وتوفير بيئة حاضنة له.

وصفت ألبرايت الحرب في العراق بأنها كارثة في  السياسة الخارجية الأمريكية، لأنها سمحت لإيران بالتمدد وتهديد استقرار المنطقة. وفي معرض إجابتها على سؤال بشأن المسار الأفضل الذي يمكن أن تتخذه الأحداث الراهنة، أكدت أولبرايت: “أشجع الحوار مع إيران.” كما علقت على محادثاتها مع خصوم الولايات المتحدة الأمريكية، مثل كيم جونغ إيل بأن الدبلوماسية والحوار يختلفان عن أساليب الترضية والمهادنة.

أكدت أولبرايت أن “هذه القضايا ستتطلب منهجية مختلفة”، وأشارت إلى أهمية المهارات التي يتعلمها الطلاب في جامعة جورجتاون للنجاح في ظل النظام العالمي الجديد.

 صدر مؤخرا لأولبرايت كتابا يحمل عنوان: “مذكرة إلى الرئيس المنتخب”، تقدم فيه رؤية شاملة للسياسة الخارجية الأمريكية والتحديات التي سيواجهها الرئيس المنتخب.

وفي معرض إجابتها على سؤال أحد الطلاب حول الرئيس الذي ستصوت له في الانتخابات الرئاسية القادمة، أجابت أولبرايت بصورة قاطعة: “هيلاري كلينتون. أجد نفسي مشدودة لفكرة وجود امرأة على عرش البيت الأبيض، إلا أن هذا ليس السبب الوحيد.” أضافت أولبرايت أنها كانت ترى – إبان توليها حقيبة الخارجية الأمريكية – كيفية تعامل كلينتون  مع قادة العالم، وأنها على يقين تام بأن كلينتون مؤهلة تماما لمجابهة التحديات التي ستواجه الإدارة القادمة.

انضمت أولبرايت عقب المحاضرة – إلى أعضاء هيئة التدريس والطلاب لحضور حفل استقبال مقتضب، تخلله المزيد من الأسئلة. وتعقيبا على هذا اللقاء، أكد محمد تركي السديري (كلية الشؤون الدولية في قطر ’11) أنه كان لقاءا رائعا، مضيفا: “لا تلوح فرصة مقابلة أحد أعظم العقول الدبلوماسية في هذا العصر أكثر من مرة واحدة في العمر.”