ماذا يحدث عندما يلتقي طلاب جورجتاون من الدوحة ومن واشنطن؟
اجتمع طلاب جامعة جورجتاون من الدوحة وواشنطن مؤخرا عبر “الحوار بين واشنطن والدوحة”، وهو برنامج مصمم لإثارة نقاشات هادفة وتدعيم التعاون بين الحرم الجامعي في الدوحة وفي واشنطن.
جلب البرنامج هذا العام ثمانية طلاب من جامعة جورجتاون في قطر توجهوا إلى واشنطن العاصمة، حيث انضموا إلى أربعة من أقرانهم في واشنطن لاستكشاف كيف يمكن للمجتمعات التعاون معا لإحداث تغيير دائم. ولأول مرة، شارك فيها طالبان من جامعة جورجتاون في قطر يدرسان في مقر الجامعة في واشنطن.
أوضحت زين عساف (دفعة 2023)، مسؤولة التطوير الطلابي في جامعة جورجتاون في قطر، التي ساعدت في تنظيم الرحلة الهدف من ذلك اللقاء بقولها : “كان الموضوع هو (البشر من أجل الآخرين، والعدالة الاجتماعية)، فلقد حرصنا على دمج منظور العدالة الاجتماعية ومراعاته في كل جانب من جوانب التجربة.”
من خلال لقاءات مع شخصيات بارزة مثل عدنان سيد من “مبادرة عدالة السجون” بجامعة جورجتاون وقادة من خدمات دعم ذوي الإعاقة، اكتسب الطلاب نظرة ثاقبة حول كيفية ظهور هذه البرامج المؤثرة. كما انخرطت المجموعة مع مجموعات ناشطة وقادة دينيين من تابعين للخدمات الدينية بالحرم الجامعي الرئيسي بجامعة جورجتاون، بما في ذلك الإمام يحيى هندي مسؤول الشؤون الإسلامية والأب غريغوري شندن، لاستجلاء أبعاد قيمة جورجتاون المتمثلة في “البشر من أجل الآخرين” وتأثيرها ومدى تردد صداها عبر العقائد الدينية المختلفة.
شارك جاي بايسر (دفعة 2026)، وهو طالب بجامعة جورجتاون في قطر يدرس في الخارج في الحرم الجامعي بواشنطن، كيف أعادت هذه الرحلة صياغة فهمه للعدالة الاجتماعية، حيث يقول: “اقتصر فهمي للعدالة الاجتماعية على الاحتجاجات والجوع والفقر والنقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي – وهي أفكار مألوفة ولكنها مجردة. إلا أن هذه التجربة غيرت هذا التصور المحدود …بحيث أصبحت العدالة الاجتماعية شيئا ملموسا – شيئا يمكنني أنا أيضا أن أعيشه و اؤثر فيه.”
خلال إقامتهم، شارك الطلاب في مجموعة من المشاريع الخدمية والزيارات الثقافية، بما في ذلك المتحف الوطني لتاريخ وثقافة الأمريكيين من أصول أفريقية، ومتحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة، ومتحف الشعب الفلسطيني. أدت زيارة النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ الابن إلى تعميق تأملاتهم في التاريخ وبناء التفاهم.
بالنسبة للكثيرين منهم، كان العمل التطوعي في المنظمات المحلية مثل “مارثاس تيبول” Martha’s Table، وهي منظمة غير ربحية لإطعام الأطفال من ذوى الاحتياجات وأسرهم، هو التجربة الأكثر تأثيرا. يقول جاي: “كانت هذه هي المرة الأولى التي اتطوع فيها لقضية ما شعرت أنها ذات مغزى حقيقي. لم أكن هناك بسبب التزام أكاديمي أو ضغط خارجي. كنت هناك باختياري وبمحض ارادتي، لأساعد الناس من خلال تعبئة البقالة “.
وأضاف: “لقد جعلني هذا النشاط التطوعي أدرك مدى ترابطنا جميعا، على الرغم من المسافات الشاسعة والخلفيات المختلفة وظروف الحياة التي تفصل بيننا. لم أكن فقط أعبئ و أوزع البطيخ، أو الكمثرى، أو الكرنب الأخضر، أو القرع – كنت أساهم في قضية أكبر، وأصبحت جزءا صغيرا من مجتمع يهتم أفراده ببعضهم البعض، حتى لو كان ذلك للحظة وجيزة فقط .
تأثرت الطالبة “بتسابي الفارو” من الحرم الجامعي الرئيسي في واشنطن (دفعة 2025) بالمثل، على الرغم من أن أبرز ما في الأمر بالنسبة لها كان التبادل الثقافي. وهي تتذكر قائلة: “كان التعرف على الثقافات وطرق الحياة المختلفة في الحرم الجامعي الآخر أمرا مثيرا للاهتمام، فبالحديث عن المعايير في العاصمة، أدركت أن الطريقة التي نعيش بها يمكن أن تكون في بعض الأحيان كوميدية إلى حد بعيد للأشخاص الذين ينتمون إلى مناطق مختلفة من العالم.”
في المساء، تعيش المجموعة لحظات مرحة من الضحك والمودة. قالت أريشا فاطمة (دفعة 2025)، طالبة في جامعة جورجتاون في قطر: “كان الجزء المفضل لدي هو عندما نجتمع جميعا كل مساء في لعبة المافيا. بعد يوم طويل من الجلسات واستخلاص المعلومات، كانت الطريقة المثلى للاسترخاء والضحك! هي تلك الألعاب التي تمثل فرصة مثالية للترابط لنا جميعا. علاوة على ذلك، ما قربنا جميعا هو العيش معا كمجتمع وحتى الطهي معا. شعرت وكأنني فرد من عائلة – كما نسميها اختصارا، “بطاقم DDD”.
غالبا ما تدفقت هذه اللحظات المرحة إلى محادثات تأملية، مما سمح للطلاب بالتفاعل بشكل نقدي مع تجاربهم. حيث تقول الطالبة بيتسابي: “لقد نشأت في مجتمعات بسيطة كهذه طوال حياتي، وشعرت بالدهشة أن أكون أخيرا في وضع يمكنني من رد الجميل. وكان من دواعي سروري أن أرى زملائي يكتسبون منظورا جديدا للعالم، “.
ومع استمرار الحوار المتواصل بين واشنطن والدوحة، يخطط المنظمون بالفعل لمواضيع وأنشطة مستقبلية. مهمتها واضحة: إثارة تحدي الطلاب ليعيشوا قيم جورجتاون – سواء في الحرم الجامعي أو في العالم على نطاق أوسع.
: بالنسبة لطلاب مثل جاي، أثارت التجربة رغبة في إعادة ما تعلموه إلى الدوحة، حيث يقول: “السؤال الحقيقي هو: ماذا أفعل بعد ذلك؟ كيف يمكنني توسيع نطاق ما تعلمته إلى الدوحة أو حتى خلال برنامج الدراسة في الخارج؟”