محاضرة تستكشف ردود الفعل على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط
كيف تأثرت دراسة الشرق الأوسط بقرارات الولايات المتحدة المتعلقة بالسياسة الخارجية؟ سعى الأستاذ أسامة خليل إلى سبر أغوار التعقيدات التي أحاطت بعلاقات الولايات المتحدة بالمجتمعات الأكاديمية، وذلك في محاضرة القاها مؤخراً بجامعة جورجتاون في قطر.
قدم الدكتور خليل، الذي يعمل كأستاذ مساعد بتاريخ الولايات المتحدة والشرق الأوسط بجامعة سيراكيوز، قدم للجمهور عرضاً موجزاً عن الأفكار الرئيسية التي يتضمنها كتابه الذي نشر مؤخرا بعنوان: “قصر الأحلام الأمريكي: خبرات الشرق الأوسط وصعود دولة الأمن القومي”.
وقد فسر المؤلف كيف أنه، بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت الدولة في تمويل دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية المرموقة، لهدف أساسي وهو تأمين قدر من التعليم والمعرفة لدى العاملين بالحكومات المستقبلية ورجال الأعمال القادرين على دعم مصالحها الأمنية والسياسية.
لاحقاً، شهدت المؤسسات التي لم تعد ترتيب أنشطتها لتتماشى مع الأهداف الحكومية، انخفاضاً في الدعم المالي التي كانت تحصل عليه، وازدهرت انشطة مراكز البحوث والدراسات. أثر هذا على اتجاه الأبحاث والفهم الأوسع للشرق الأوسط، فضلاً عن الخبراء الذين تم الاستعانة بهم لتقديم المشورة والارشاد.
عن هذا التحول يقول الدكتور أسامة خليل موجهاً حديثه إلى طلاب جامعة جورجتاون في قطر وأعضاء هيئة التدريس بها: ” عندما تبدأ في ربط الأمن بالتعليم، فإن هذا يصبح المنطق السائد، والأمر لا يتعلق تماما بالمنطقة، أليس كذلك؟”
ويفسر الدكتور أسامة خليل أنه حتى مصطلح “الشرق الأوسط” والدول التي تدخل ضمن نطاقه قد تأثر بالأفكار السياسية والمصالح. ويقول إن الأمر يعتمد على الفترة الزمنية حيث كانت دول مثل المغرب وأفغانستان وباكستان تندرج تحت مظلة تعريف ” الشرق الأوسط” ويقول:” ما أردت إبرازه هنا (في الكتاب) هو أن الشرق الأوسط كان نظرية افتراضية، وليس وصفاً جغرافياً فقط، ولكن هو أيضا تصور غير واقعي.”
يحمل الدكتور أسامة خليل درجة الدكتوراه من جامعة بيركلي في كاليفورنيا، وهو خبير في العلاقات الخارجية، والشرق الأوسط الحديث، والحرب الباردة، والصراع العربي الإسرائيلي والكتاب الأخير “قصر الأحلام الأمريكي” هو أول كتاب له.