مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر يقيم ندوة حول الهوية المعمارية القطرية
بداية من المتاحف الفنية البديعة التصميم إلى ناطحات السحاب الشاهقة مروراً بالأسواق الشعبية التقليدية، تظل العمارة في قطر موضوعاً يثير الدهشة ويدعو للنقاش. وقد أتيحت الفرصة للمهتمين بالعمارة للتعرف على هذا المزيج المتناغم من أحد أبرز المعماريين الذين يرجع اليهم الفضل في تشكيل خط الأفق المميز لمدينة الدوحة واطلالتها الساحلية، حيث استضافه مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر.
يشغل إبراهيم محمد الجيدة رئاسة عدة شركات ويدير المكتب الهندسي العربي، وقد ركز في حديثه على تاريخ العمارة القطرية والمؤثرات الخارجية التي تعرضت لها وتفاعلت معها بدءا من فترة ما قبل اكتشاف النفط وصولاً إلى التطورات المستقبلة المنظورة للبلاد، حيث شرح كيف حلت المنازل المتطورة ذات التصاميم المعمارية الحديثة في التسعينات من القرن الماضي محل البيوت البسيطة المبنية من الطوب اللبن. واليوم يسير التطور في اتجاه الحفاظ على العناصر التقليدية الرئيسية للتصميمات في الوقت الذي يسعى فيه المعماريون إلى تشييد مبان عملية في استخدامها فضلا عن كونها تراعي البيئة المحلية وتحافظ عليها.
حضر الندوة، التي أقيمت ضمن سلسلة اللقاءات الشهرية التي ينظمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية، عدد من الباحثين، والضيوف وغيرهم من المهتمين بالمجال المعماري.
وتعقيبا على اللقاء قال الدكتور مهران كمرافا مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية: “لا يمكنني أن أفكر في بداية أفضل لسلسلة حواراتنا الشهرية على مدار العام من استضافة خيبر متميز في مجاله تعكس مشروعاته السياق الثري للتاريخ والثقافة والحضارة وحتى على البيئة التي نراها من حولنا.”
يذكر أن المهندس المعماري إبراهيم الجيدة هو أيضا باحث ومؤلف لكتاب “تاريخ العمارة القطرية والقباب التسع والتسعين”، كما أنه من رواد الحركة المعمارية الجديدة، حيث ابتكر العديد من العلامات المعمارية المميزة التي تساعد على تشكيل صورة دولة ناهضة. تتضمن أعماله فنادق “كمبينسكي مرسى ملز” وأجنحة “كمبينسكي ريزدنس” الذي يعد أعلى مبنى في قطر بطوابقه الإثنين والستين. ومن بين مشاريعه الأخرى منتجع الشرق وبرج برزان والمبنى الجديد المتميز لوزارة الداخلية.
يعد المعماري إبراهيم الجيدة أيضا من أقوى الداعمين للتنمية المستدامة، فهو عضو مؤسس في مجلس المباني الصديقة للبيئة في قطر. وقد تم الاعتراف بجهوده وتكريمه في عدة مناسبات حيث تلقى جوائز متنوعة مثل جائزة المدن الإسلامية، وجوائز منظمة المدن العربية، والجائزة التشجيعية لدولة قطر.