مقال بمجلة الدراسات العربية يسلط الضوء على دور جامعة جورجتاون في قطر وشريكتها مؤسسة قطر في تطوير مجال دراسات الخليج
اكتسبت الأبحاث التي تصدر من داخل قطر دوراً بارزاً في التطور العالمي في مجال دراسات الخليج والجزيرة العربية خلال الأعوام الماضية، وذلك حسب ما أظهره مقال نشره باحثون في جامعة جورجتاون في قطر، بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية، وكلاهما من شركاء مؤسسة قطر. وقد صدرت المقالة تزامنا مع الذكرى العاشرة لصدور أكبر مجلة في هذا المجال، وهي مجلة الدراسات العربية (التي تنشرها مؤسسة روتليدج) وتقدم نتائج أول دراسة مسحية شاملة على الإطلاق للتطور العالمي لهذا المجال، بما في ذلك داخل المنطقة نفسها، مع إلقاء الضوء على جمعياتها العلمية، والمراكز والمشروعات والمنشورات البحثية وسلسلة المؤتمرات وبرامج الدراسات العليا المتعلقة بها منذ منتصف القرن التاسع عشر. ويوضح الباحثون المؤلفون أن مجال الدراسات الخليجية قد شهد ارتفاعا هائلا، خاصة خلال العقد الماضي.
شارك في كتابة المقال الدكتور غيرد نونمان، الأستاذ والعميد السابق في جامعة جورجتاون في قطر، والدكتور جيمس أونلي، مدير البحوث التاريخية والشراكات في مكتبة قطر الوطنية، وقد عملا كمحررين لهذا البحث العلمي الدولي المحايد بهذه الدورية العلمية التي تخضع للمراجعة والتدقيق من قبل باحثين آخرين، وتم تصنيفها وفهرستها بواسطة قاعدة بيانات Scopus للملخصات والاقتباسات، التي تتلقى المقالات العلمية المقدمة عن شبه الجزيرة العربية والمياه المحيطة بها وروابطها بغرب المحيط الهندي من سواحل غرب الهند إلى شرق إفريقيا، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
كان الاستثمار في المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط محوريًا في تطوير هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، مما ساعد على توفير قاعدة للباحثين، وتعزيز الوصول إلى الوثائق التاريخية التي يعتمد عليها البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ووفقًا للنتائج، شاركت كل من جامعة جورجتاون في قطر ومكتبة قطر الوطنية، وكذلك منتدى التنمية الخليجية (الذي أسسه الباحث القطري علي خليفة الكواري)، وجامعة قطر، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في معهد الدوحة ومركز حسن بن محمد للدراسات التاريخية في القيام بدور مهم في تطوير هذا المجال وزيادة أعداد البحوث حول قطر.
يذكر أن استثمار قطر في الحفاظ على تاريخها وتوفير الموارد للبحوث قد بدأ مع إدارة الوثائق والبحوث بالديوان الأميري في عام 1974 وإنشاء المتحف الوطني في عام 1975، وأعقب ذلك افتتاح مراكز تاريخية وثقافية أخرى، ولكن لم يتم إنشاء أول مركز بحث أكاديمي قطري في هذا المجال من قبل جامعة جورجتاون في قطر حتى عام 2007. وسرعان ما أصبح مركز الجامعة للدراسات الدولية والإقليمية “المركز الرائد في العلوم الاجتماعية في المنطقة لدراسات الخليج”، وأعقبه إنشاء مراكز بحثية أخرى في دولة قطر.وسرعان ما أصبح مركز الجامعة للدراسات الدولية والإقليمية “المركز الرائد في العلوم الاجتماعية في المنطقة لدراسات الخليج”، حيث يقوم بإجراء أبحاثه الخاصة وكذلك العمل كمحفز للباحثين من المنطقة وجميع أنحاء العالم “.
تمثلت مساهمة مكتبة قطر الوطنية، من خلال مكتبتها الرقمية (www.QDL.qa)، التي تم إطلاقها في عام 2014، في نشر أكثر من مليوني صفحة من المواد التاريخية عن الخليج وشبه الجزيرة العربية على الإنترنت ليطلع عليها العالم، بما في ذلك المجموعة المتميزة من الوثائق عن منطقة الخليج لدى المكتبة البريطانية. وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في عدد الإصدارات الأكاديمية في العلوم الإنسانية والاجتماعية التي تركز على المنطقة، وقطر على وجه الخصوص. يوضح الدكتور أونلي أن “مكتبة قطر الرقمية تغير الطريقة التي يبحث بها العلماء والطلاب في تاريخ منطقة الخليج. إنه يجعل الوصول إلى الماضي أكثر سهولة من أي وقت مضى، مما يؤدي إلى زيادة حادة في عدد الدراسات التاريخية الجديدة المثيرة حول منطقة الخليج – التي لطالما كانت المنطقة الأقل دراسة في الشرق الأوسط “.
ويشير الدكتور نونمان إلى أن تاريخ مجلة الدراسات العربية قد بدأ في جامعة كامبريدج عام 1974 تحت عنوان الدراسات العربية (مجلة للعلوم الإنسانية)، ثم انتقل إلى جامعة إكستر باسم الدراسات العربية الجديدة في عام 1994 ، حيث استمر نشرها من قبل مركز دراسات الخليج حتى عام 2004، ويضيف قوله: “عندما أعدت أنا وجيمس إطلاق المجلة في إكستر في عام 2011، قبيل انتقالي إلى الدوحة بقليل، قمنا بتوسيع نطاق العلوم الإنسانية ليشمل القضايا المعاصرة وبحوث العلوم الاجتماعية. ويسعدني بشكل خاص هذا العدد المتزايد من المؤلفين من قطر والخليج نفسها الذين تمكنوا من نشر أبحاثهم “. ومنذ عام 2011 ، تم نشر المجلة بالتعاون مع جامعة جورجتاون في قطر، وتلقيها الدعم من جمعية دراسات الخليج والجزيرة العربية، وهي شبكة علمية عالمية من الباحثين والطلاب في المنطقة ، والتي تأسست أيضًا في عام 2011.
أشارت المقالة أيضا إلى العديد من التطورات الرئيسية الأخرى في هذا المجال، بما في ذلك إنشاء برنامج ومركز دراسات الخليج في جامعة قطر، مع منحهما أول درجتي للماجستير والدكتوراه في دراسات الخليج بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى العديد من المشاريع البحثية الكبرى حول تاريخ قطر التي قامت بها متاحف مشيرب، وكلية لندن الجامعية في قطر، ومكتبة قطر الوطنية، بدعم من مؤسسة قطر. توضح هذه الانشطة كيف أصبحت قطر مركزًا لإنتاج المعرفة حول الخليج وشبه الجزيرة العربية على مدار العقد الماضي، حيث أصبحت الأكبر بين عواصم العالم في هذا المجال. فقد أثمر برنامج دراسات الخليج في جامعة قطر العديد من الأطروحات والأبحاث حول المنطقة ، بالإضافة إلى سلسلة كتب جديدة تم إطلاقها العام الماضي.
ويتزايد عدد الكتب والمقالات الصحفية في هذا المجال بسرعة. من بينها كتابان حديثان نشرا عن أعداد خاصة من مجلة الدراسات العربية: الإنتاج الفني والثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي (روتليدج ، 2018) من تحرير سوزي ميرغاني من جامعة جورجتاون و “لعنة الموارد” في الخليج الفارسي (روتليدج)، 2020) الذي حرره مدير مركز الدراسات الدولية والاقليمية السابق مهران كامرافا ، مع توقع صدور المزيد من هذه الدراسات في المستقبل.
كما توضح مقالة مجلة الدراسات العربية المنشورة حديثًا، كيف أصبحت قطر مركزًا لإنتاج المعرفة في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية على مدار العقد الماضي.