ندوة بحثية في جورجتاون تناقش الأحداث الرياضية العالمية وعلاقتها بالهوية الوطنية
غالبا ما تسلط الأحداث الرياضية الضخمة الضوء على استقدام كبار الرياضيين الأجانب وتجنيسهم، وهي إحدى الممارسات التي تساهم في تحقيق الأحلام الوطنية، ولكنها أيضًا تثير جدلا واسعا حول قضايا ربط الرياضة بالهوية الوطنية. لإلقاء الضوء هذه القضايا الحرجة، تقوم جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، بدعوة مجموعة من العلماء والباحثين في ندوة عامة تنظم عبر الإنترنت في السادسة من مساء الثاني من فبراير بعنوان “من ينتمي إلى بلد؟ التمثيل والهوية الوطنية في كأس العالم لكرة القدم 2022. “
جاءت هذه الندوة ضمن مبادرة “بناء إرث: كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022″ التي تقام تحت رعاية مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر، والتي تتناول الرياضة والتنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في قطر والمنطقة.
القت الندوة الضوء على دور قطر في صياغة الحوار العالمي حول الرياضة والمجتمع، وتغطي مجموعة من الموضوعات، من بينها الأسباب التي تدفع الرياضيين لتغيير جنسياتهم وأيضا مناقشة متطلبات الجنسية التي حددتها الاتحادات الرياضية الدولية مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). كما ستناقش الندوة أيضًا مفاهيم العرق والقومية المدنية، ومستقبل قوانين المواطنة والإقامة في دول العالم في زمن العولمة.
عن هذا يوضح الدكتور دانييل رايش، الأستاذ المشارك الزائر بجورجتاون في قطر، الذي يقود مبادرة أبحاث مركز الدراسات الدولية والاقليمية: “تعتبر الجنسية قضية رئيسية في الرياضة الدولية. وقد يرى البعض، أن هناك دائمًا تسلسلا هرميا “حقيقيا” يتجاوز الممثلين الوطنيين “الزائفين”.
أشار الدكتور رايش إلى أنه عند تسليط الأضواء على تنوع الهويات بين رياضيي النخبة في الرياضات الأكثر جماهيرية حيث غالبًا ما يلعب اللاعبون لدول أخرى، كما حدث لعدد من اللاعبين في المنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم 2018 والمنتخب القطري الذي فاز ببطولة آسيا 2019، يتضح أن العديد من هؤلاء اللاعبين هم من أصول مهاجرة، أو هم أنفسهم مهاجرون ، أو أبناء مهاجرين. وأضاف الدكتور رايش: “ستظهر حلقة نقاشنا أنه لم يعد هناك مايمكن وصفه بفريق وطني” نقي “، بغض النظر عن البلد المعني”.
تطرح الدكتورة زهراء بابار، المديرة المساعدة للأبحاث بمركز الدراسات الدولية والاقليمية، للمناقشة موضوع مدى تعقيد فئات الهجرة وتتساءل: “هل يندرج الرياضيون المهاجرون في فئة “مهاجري الصفوة”، أولئك الذين يتمتعون بالمهارات والإمكانات بمستويات عالية تمكنهم من تجاوز الحواجز أمام التنقل الدولي؟ أم ينبغي علينا بدلاً من ذلك التفكير فيهم على أنهم “وافدون رياضيون مستقدمون”؟ .
ناقش الدكتور إدوارد كولا، الأستاذ المشارك في جامعة جورجتاون في قطر، الذي لديه كتاب قادم عن تاريخ جواز السفر الحديث، فرق كرة القدم باعتبارها محور المناقشات الدائرة حول التنوع الوطني والتمثيل الدولي. وأشار إلى أن القوانين والسلطات الدولية هم الحكّام النهائيون لتحديد من يمكنه ومن لا يمكنه اللعب في بطولة أو في فريق، إلا أن التمثيل الوطني يشمل أيضًا القبول العام على المستوى الشعبي، “فغالبًا ما تركز رمزية ذلك على منح جواز السفر، أو قميص المنتخب الوطني.” وسيشمل المتحدثون في الندوة أيضا الباحثون جيجس فان كامبنهاوت، من جامعة أوتريخت بهولندا،و بيتر سبيرو من جامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية، وروس جريفين من جامعة قطر.