أجيال الثقافة
شارك أكثر من 200 من الطلبة والخريجين و100 من أعضاء هيئات التدريس والموظفين من مختلف جامعات المدينة التعليمية وجامعة قطر في جلسة نقاش تفاعلية استضافتها جامعة جورجتاون قطر حول دور الفن والإبداع في مد جسور التواصل بين الثقافات. وقد أقيمت الجلسة تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر.
كما شهدت الجلسة حضور عدد من كبار ممثلي الإدارة العليا في متاحف قطر حيث شاركوا في حلقة نقاش لمدة 45 دقيقة أجابوا خلالها على أسئلة الطلاب حول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك دور الفن والمتاحف في الدبلوماسية وثقافة وتطور المجتمعات.
واستهلت الجلسة بكلمة للمدير التنفيذي لمتاحف قطر السيد منصور بن إبراهيم آل محمود استعرض خلالها الفرص المتنامية المتاحة للشباب الراغبين في العمل ضمن المجالات الإبداعية في قطر، والدور الحيوي للفنون والإبداع والتراث في دعم رؤية قطر الوطنية 2030.
ولطالما آمنت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني بأن الفن يمكن أن يشكل جسراً هاماً للتواصل بين الثقافات. وبهدف ترجمة رؤية سموها إلى واقع ملموس، تركز متاحف قطر في رسالتها على إثراء حياة جميع سكان قطر وزوارها إلى جانب نشر ثقافة الإبداع والابتكار في المجتمع.
وقد أحرزت المؤسسة بالفعل تقدماً كبيراً في السنوات العشر الماضية على صعيد ربط المؤسسات الثقافية والمواقع التراثية في البلاد لمساعدتها على النمو والازدهار، مما كان له بالغ الأثر في التطور الملفت الذي شهدته الساحة الفنية والثقافية تزامناً مع نضوج المشهد الإبداعي في البلاد الأمر الذي عزز من مكانتها كوجهة رائدة للفنون والثقافة.
وبهدف نشر الثقافة الفنية والنقدية، بادرت متاحف قطر إلى دعم مجموعة واسعة من البرامج والمبادرات التعليمية، مثل مبادرة “أجيال للثقافة” التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والفني في البلاد من خلال الاستخدام الفعال للمعرفة والخبرة والإبداع. ويشمل ذلك توفير فرص تعليمية للعائلات وطلاب الجامعات والبالغين في المتاحف – بما في ذلك المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف الفن الإسلامي – فضلاً عن المعارض داخل الدوحة وخارجها.
ويدعم هذا الحدث رسالة كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون قطر والمتمثلة في تعزيز ونشر التفاهم الفكري والأخلاقي والروحي من خلال الخطاب الجاد والمتواصل بين الناس من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات.
وتعليقاً على الحدث، قال الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر: “تشرفنا استضافة سعادة الشيخة المياسة بنت آل حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر وفريقها من الخبراء لاستعراض رؤاهم ووجهات نظرهم حول دور متاحف قطر في مجال الثقافة والتاريخ، واستكشاف آف التعاون الممكنة بين متاحف وقطر وجورجتاون ومختلف الجامعات ضمن المدينة التعليمية. فأبحاثنا ومناهجنا التدريسية تتلاقى في الكثير من جوانبها مع رؤية متاحف قطر ومجالات اهتمامها، وهذا يتجلى بوضوح في التخصصات والشهادات التي نقدمها، بدءاً من التاريخ الدولي والثقافة والسياسة إلى الدراسات العربية والإقليمية، وكذلك في أبحاثنا ومنشوراتنا واسعة النطاق، وبرنامجنا الرائد باللغة العربية لمتعملي التراث العربي. ونتطلع إلى المزيد من التعاون مع متاحف قطر مستقبلاً”.
وتربط متاحف قطر بين المتاحف والمؤسسات الثقافية والمواقع التراثية في قطر وتخلق ظروفا لها لتزدهر وتتطور، هي تحصر الموارد وتوفر تنظيماً شاملاً لتطوير المتاحف والمشاريع الثقافية، مع رؤية طويلة الأمد لخلق بنية تحتية ثقافية قوية ومستدامة لدولة قطر.
وبرعاية صاحب السعادة سمو أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبقيادة رئيستها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، تقوم متاحف قطر بتعزيز جهود دولة قطر لتصبح مركزاً حيوياً للفنون والثقافة والتعليم في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
ومنذ تأسيسها في العام 2005، أشرفت متاحف قطر على تطوير متحف الفن الإسلامي، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، وموقع الزبارة للتراث العالمي.
وقامت متاحف قطر أيضاً بإدارة معرض هيئة متاحف قطر في كتارا وقاعة الرواق في معرض الدوحة. وتشمل المشاريع الحالية افتتاح محطة النار: الفنانون المحليون منذ العام 2014، وانطلاق المتحف الوطني المرتقب لدولة قطر ومتحف قطر الأولمبي والرياضي.
وتلتزم متاحف قطر بحثّ وإلهام الجيل القطري المستقبلي من المهتمين بالفنون والتراث والمتاحف. كما تلتزم برعاية المواهب الفنية، وخلق الفرص وتطوير المهارات اللازمة لرفد المشهد الفني الناشئ في قطر. ومن خلال برنامج متعددة الأبعاد ومبادرات فنية عامة، تتطلع متاحف قطر إلى تجاوز حدود المفهوم التقليدي للمتاحف، وتوفير تجارب ثقافية يصل صداها إلى الشارع لتستقطب أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. ومن خلال تركيزها على استنباط الفن والثقافة من الداخل وتعزيز روح المشاركة الوطنية، تساعد متاحف قطر الدولة القطرية على أن يكون لها هويتها الفريدة والمميزة في النقاشات الثقافية التي يشهدها العالم اليوم.