أساتذة جامعيون جدد ينضمون إلى الهيئة التدريسية في جامعة جورجتاون قطر
في الوقت الذي تتلاشى فيه حرارة الصيف الحارة تدريجياً لتحل نسمات الخريف الباردة في الدوحة، بدأ طلاب وطالبات المدينة التعليمية بحضور صفوفهم الجامعية بشكل كامل. وفي حين يعود قسم كبير من الطلبة إلى الجامعات لمتابعة سنواتهم الجامعية، تشهد الجامعات أيضاً وجوهاً جديدة باشرت للتو مسيرتها الأكاديمية. وهذه الوجوه الجديدة تتضمن أيضاً أربعة أساتذة جامعيين في جامعة جورجتاون قطر تشمل خبراتهم الأكاديمية طيفاً واسعاً من الاختصاصات في الشؤون الدولية. وقد انضم هؤلاء الأساتذة مؤخراً إلى كلية الشؤون الدولية ضمن عملية توسع تقوم بها جامعة جورجتاون قطر في أقسام مختلفة. وبدأ الأساتذة الجدد بعملية التدريس للفصل الدراسي “خريف 2014” متبعين المنهاج الدراسي نفسه الذي يتم تدريسه في الحرم الرئيسي للجامعة في واشنطن.
وتتحدث د .سونيا ألونسو دي أوجر، الأستاذ المساعد في جامعة جورجتاون قطر، الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية بطلاقة، وقريباً سوف تتعلم العربية أيضاً، خاصة وأنها انتقلت مؤخراً إلى الشرق الأوسط للمرة الأولى لتنضم إلى الجامعة. ويعد انتقالها إلى الدوحة أول خطوة لها خارج أوروبا، والسبب الرئيسي يعود إلى الجامعة والبلد. وقالت دي أوجر بهذا الخصوص: “إن جورجتاون جامعة عريقة ولديها برنامج ممتاز في الفنون الحرة. وهي فرصة لي للتعرف على ثقافة ومنطقة مختلفة من العالم. لقد أضحت قطر أرض الفرص لكل من يبحث عن بيئة تعليم وأبحاث مناسبة”. وتتمتع دي أوجر بخبرة في مجال السياسات الأوروبية المقارنة والفدرالية والصراعات الوطنية، وسوف تدرّس 254 طالباً وطالبة خلال الفصل الدراسي “خريف 2014”. ويتضمن المساران التعليميان ورشة بحثية بعنوان “الديموقراطيات اليوم”، إضافة إلى ورشة أخرى لطلبة السنة الثالثة والرابعة بعنوان “إرساء الديموقراطية في المجتمعات المنقسمة”.
أما بالنسبة إلى الدكتور أناتول ليفين، فقد بدأ مسيرته المهنية كصحفي في الهند وباكستان وأفغانستان منذ ثمانينيات القرن الماضي، وعمل مراسلاً لدى صحيفة “ذا تايمز” اللندنية في الاتحاد السوفيتي السابق من 1990 إلى 1996، ثم تحول إلى الحقل الأكاديمي، إذ انتقل إلى جامعة جورجتاون من قسم دراسات الحروب في كلية كينجز في لندن. وعمل في الفترة بين 2000 و2007 لدى مؤسسات فكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن، إذ ما يزال يشغل منصب زميل أول في مؤسسة “أمريكا الجديدة”. وقال ليفين: “أدرّس حالياً مسارات تعليمية حول قضايا الأمن العالمي المعاصر والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأخطط مستقبلاً لتدريس مسارات حول الوطنية والعلاقات الدولية والأمن في جنوب آسيا”. وقد عمل ليفين على تأليف عدة كتب منها “أوكرانيا وروسيا: صراع الأخوة”. ويتضمن مشروعه البحثي القادم الحديث عن باكستان وأفغانستان وإيران.
ويقوم الدكتور روري ميلر، أستاذ القضايا الحكومية في جامعة جورجتاون قطر وعضو الهيئة التدريسية الجديد، بتدريس مسارات تعليمية منوعة خلال أول فصل دراسي له، وهذه المسارات هي “مقارنة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي” و”التدخل الخارجي في الشرق الأوسط”، كما سيقوم أيضاً خلال عمله في الجامعة بتأليف الكتب. وقال ميلر: “أعمل حالياً على تأليف كتب حول الطريقة التي تكتسب بها دول صغيرة، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، قوة على الساحة الدولية، والطريقة والأسباب التي تدعو أطرافاً خارجية، مثل أوروبا وأمريكا واليابان، إلى التدخل في الصراع العربي الإسرائيلي”. ويأتي انتقاله إلى قطر في الوقت المناسب لأبحاثه، ما سهّل عليه اتخاذ قرار الانضمام إلى الجامعة.
أما الدكتور كلايد ويلكوكس فهو أحد أعضاء الهيئة التدريسية الجدد، لكنه عمل لفترة امتدت لسبعة وعشرين عاماً في الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة جورجتاون في واشنطن. وقد انضم إلى حرم الجامعة في الدوحة عوضاً عن إنهاء مسيرته الأكاديمية في الولايات المتحدة. وقال ويلكوكس: “لقد تعرفت طوال العقد الماضي على الكثير من المجموعات الدولية الزائرة وألقيت محاضرات في دول عديدة في الشرق الأوسط. وقد أتيت مجدداً إلى المنطقة لتعلم المزيد عنها، وإن فكرة تدريس مجموعة مختلفة من الطلبة شجعتني على الاستمرار في اهتماماتي الأكاديمية”. وسوف يدرّس ويلكوكس هذا الفصل مسارات تعليمية في الدين والسياسة والحركات الاجتماعية ومجموعات الضغط. وكلا المسارين التعليميين يركزان على الولايات المتحدة، لكن مع وجود دراسة مقارنة أيضاً.
وفي تعليقه على التوسع الهام في أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، قال الدكتور غيرد نونمان، عميد جامعة جورجتاون قطر: “في الوقت الذي نكمل فيه عقدنا الأول من توفير التعليم لقادة المستقبل في قطر من حرمنا الجامعي في المدينة التعليمية، يسعدنا أن تنضم إلينا هذه المجموعة من الأساتذة الجامعيين المرموقين. ونحن نتطلع إلى الاستفادة من خبراتهم في عملية التطوير التي نخوضها بوصفنا جامعة رائدة في التعليم والأبحاث والعلوم الاجتماعية والإنسانية، مساهمين بذلك في تحقيق أهداف التنمية ضمن رؤية قطر بعيدة المدى”.