أستاذ بجامعة جورجتاون يستكشف إرث عبد الناصر في كتاب جديد
على الرغم من موته قبل أكثر من أربعة عقود، يظل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شخصية رمزية في مصر والعالم العربي. وقد صدر مؤخراً كتاب جديد للدكتور عمر خليفة الأستاذ المساعد بدراسات الثقافة والأدب العربي بجامعة جورجتاون في قطر يبحث من خلاله كيف ظلت ذكرى عبد الناصر حية وكيف يتم تصوير شخصيته من خلال الفن والأدب.
ويعد كتاب “ناصر في المخيلة المصرية” للدكتور عمر خليفة تحليلاً نوعياً للعديد من الأعمال الأدبية والثقافية، سواء كانت روايات أو قصص قصيرة أو تراجم أو أفلام، وكيف ظهرت فيها صورة الرئيس الراحل عبد الناصر. وقد تم تقديم هذا الكتاب مؤخراً خلال حفل أقيم في مقر الجامعة في المدينة التعليمية.
ويقول المؤلف في كتابه إن هذه التجليات لا تزال موجودة في الحياة والنقاشات اليومية في البلاد. كما أن المؤلف يتتبع التعاقب الزمني لتغير السياقات التي أثرت على الشكل الذي صيغت به شخصية ناصر في الذاكرة الجماعية والثقافة الوطنية.
عن شخصية عبد الناصر وتطور رؤيتها لدى الجماهير العربية يقول د. عمر خليفة، الخبير المتخصص في الأدب العربي والتاريخ الثقافي لمصر الحديثة: “تصادف وجود عبد الناصر في التاريخ المصري في حقبة نشط فيها الفن، وتعرضت البلاد لتغيرات حيوية على الصعيد الثقافي والسياسي والعسكري، لتظل تركة عبد الناصر تفرض نفسها بقوة في محاولات لفهم الماضي أو تفسير الحاضر. كما أن إعادة ظهور عبد الناصر في الأعمال الأدبية والأفلام الروائية توضح إلى أي مدى تخضع الذاكرة الشعبية المتعلقة به لعدة تفسيرات، فقد أصبح رمزاً لصياغة بلاغية معينة وأسلوباً خطابياً يربط أفكاراً أو صوراً محددة ببعضها البعض عندما يذكر إسمه”.
يشرح الدكتور خليفة في كتابه كيف يقدم الفن والأدب مساراً للتاريخ يتم تفسيره وتسجيله من خلاله. وهذه الأعمال الفنية توفر أرشيفاً بديلاً يستفسر عن أمور، ويشوه أموراً أخرى ويضيف إلى الأحداث أو يختزلها وقد يمحو بعض جوانب التاريخ الرسمي لعبد الناصر.
ويسهم هذا الكتاب، الذي تولت نشره مطابع جامعة إدنبره، في الجدال الدائر بشأن عبد الناصر وتأثيره على حياة المصريين في الوقت الحالي. ويظهر كيف أنه أصبح ملهماً للذاكرة الثقافية التي لم تكن دائماً مغروسة بعمق في جذور الدقة التاريخية، ولا هي منفصلة عن الشخصية التاريخية التي حكمت مصر يوماً ما.
حصل د. خليفة على درجة الماجستير ثم الدكتوراه من قسم دراسات الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وإفريقيا بجامعة كولومبيا، وكان موضوع رسالة الدكتوراه عن تشخيص الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في الأعمال الدرامية والأفلام الروائية المصرية.
إضافة إلى اهتمامه بالأدب العربي الحديث، تتضمن اهتمامات الدكتور خليفة البحثية التمثيل النصي والمرئي للذاكرة، والأدب العالمي، والسينما والوطنية في العالم العربي. وقد قام بتدريس فصول دراسية عن الرواية العربية، والحرية في الأدب العربي الحديث، وقصة حياة المرأة العربية.