أستاذ في جامعة جورجتاون قطر يناقش أبحاثه حول سيرة نيلسون مانديلا في حلقة بحثية
أقيمت مؤخراً حلقة بحثية لأساتذة جامعة جورجتاون قطر نوقش خلالها سيرة نيلسون مانديلا، أحد أبرز الشخصيات والسياسيين الأفارقة والذي لطالما ناصر وحدة الشعوب الأفريقية. وركز الدكتور هاري فيرهوفن على مناقشة البحث الذي أجراه بعنوان “نيلسون مانديلا والأجندات المتغيرة لوحدة الشعوب الأفريقية: سياسات التحرر الأفريقية من 1950 إلى الوقت الحاضر”.
وتجمع الحلقات الدراسية لجامعة جورجتاون قطر أساتذة جامعيين من جورجتاون وغيرها من الجامعات في الدوحة والمنطقة ومن حول العالم، حيث يقوم هؤلاء بتقديم أحدث أبحاثهم ومناقشتها. وأشرف على إدارة هذه الحلقة الدكتور أفيار عبدي علمي من جامعة قطر، وقدّم الدكتور هاري فيرهوفن مناقشته بناءً على فصل قام بتأليفه في الكتاب الذي سيصدر قريباً بعنوان “أخلاقيات نيلسون مانديلا في التحرر والقيادة” والذي سيتم نشره مع حلول الذكرى السنوية الثانية لرحيل مانديلا.
وقال الدكتور فيرهوفن: “إن التركيز على تحليل فكر مانديلا السياسي وأفعاله وإرثه يتمحور بشكل رئيسي حول منجزاته الداخلية في جنوب أفريقيا، وبشكل خاص حشد الجماهير لمناهضة التمييز العنصري وتجربته الشخصية أثناء السجن، وذلك باعتبار هذه المنجزات نموذجاً أخلاقياً لمرحلة التصالح الوطني في جنوب أفريقيا بعد العام 1994”. ولم يقف الدكتور فيرهوفن عند حدود جنوب أفريقيا، بل تجاوزها لمناقشة تجربة مانديلا في الحصول على دعم المؤتمر الوطني الأفريقي لحركة مكافحة التمييز العنصري، وهي الحملة التي جالت به في بلدان أفريقية عديدة مثل إثيوبيا والجزائر ونيجيريا وتنزانيا وغانا وغيرها.
واعتمد الدكتور فيرهوفن في مناقشاته على أبحاث طويلة ونقاط رئيسية استخلصها من فصل في كتاب سينشر قريباً، إذ تعمّق فيرهوفن في مسار ناشط سياسي عَرَضي تشكلت آراؤه حول العرق والسياسة والسلطة خلال مراحل ارتقائه إلى القيادة في المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لم يكن بدوره يتفق مع فلسفة هذا الناشط دائماً.
وقال الدكتور فيرهوفن بهذا الخصوص: “لقد حاول مانديلا ضمن جهوده في المؤتمر الوطني الأفريقي أن يكون شخصية موحِّدة، لكن عند التفحص الدقيق نرى أنه كان في الواقع شخصية مفرّقة. وقد امتلك رغم ذلك حساً عملياً وواقعياً عالياً وكان بتمتع برغبة في الاختلاف. إن المشكلة الرئيسية في حركة وحدة الشعوب الأفريقية حالياً هي رفضها التعلم من تجربة مانديلا، إذ عمدت عوضاً عن ذلك إلى تحويل مانديلا إلى الأب الرمز. وقد يكون هذا الدرس الأهم على الإطلاق”.
وقد تمت دعوة الدكتور فيرهوفن مسبقاً للمساهمة في الكتاب نتيجة أبحاثة السابقة في المنطقة. وقال فيرهوفن بهذا الخصوص: “لقد ترأست مشروعاً يبحث في السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا وأفكار وممارسات التدخل عندما كنت أعمل في جامعة أوكسفورد. وقضيت شهراً في جنوب أفريقيا حيث قابلت هناك العديد من الشخصيات القيادية في المؤتمر الوطني الأفريقي والقيادة الجنوب أفريقية لتعميق فهمي حول فكرهم”. وسيضم الكتاب المزمع نشره قريباً من قبل دار النشر Africa World Press فصلاً ألّفه كاليما موتلانتي، الرئيس السابق ونائب رئيس جنوب أفريقيا الحالي، إضافة إلى شخصيات بارزة من المؤتمر الوطني الأفريقي وشخصيات أكاديمية أخرى من جنوب أفريقيا وخارجها.
من جانبها علقت أليشا سليمان، الطالبة في السنة الرابعة باختصاص الثقافة والسياسة، والمشاركة في الحلقة البحثية: “إن الفوائد الرئيسية لهذه الحلقات البحثية الدراسية من وجهة نظري كطالبة هي توفر البيئة الملائمة التي تعمّق علاقات الترابط بين طلبة الجامعة وموظفيها وأساتذتها. لذا عوضاً عن الاجتماع في قاعة محاضرات كبيرة أو في صف دراسي، تمنح هذه البيئة أجواء مثالية من التبادل الفكري”.
يذكر أن الحلقة البحثية لأساتذة الجامعة تجتمع كل أسبوع أو أسبوعين خلال فصلي الربيع والخريف الدراسيين بهدف تطوير أبحاث الهيئة التدريسية في جورجتاون قطر من خلال توفير منصة مناسبة لتقديم أفكارهم والتعلم من غيرهم.