التأثير المتواصل لزلزال الربيع العربي محور ندوة عبر الإنترنت بجورجتاون في قطر
على الرغم من مرور عشر سنوات على اندلاع انتفاضات الربيع العربي قبل عقد من الزمان، أظهرت لجنة من الباحثين استضافتها جامعة جورجتاون في قطر أن تلك الأحداث لا تزال تترك بصماتها العميقة على حياة المهاجرين الوافدين وأنشطتهم. قُدم هذا التحليل في ندوة أقيمت عبر الإنترنت بعنوان “النشاط السياسي في المنفى: جاليات الشتات في أعقاب الانتفاضات العربية” نظمها مركز الدراسات الدولية والاقليمية بالجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.
شارك في استضافة الندوة الدكتور عبد الله العريان، الأستاذ المشارك في التاريخ بجامعة جورجتاون في قطر، والدكتور سامي هيرمز، مدير برنامج العلوم الانسانية والأستاذ المشارك المقيم في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة نورثوسترن في قطر، وقد شارك في الندوة عدد من الباحثين والنشطاء والممارسين الذين استكشفوا الأدوار المتغيرة لملايين اللاجئين الذين فروا هربًا من الضغط الاقتصادي والقمع السياسي والعنف نتيجة مشاركتهم في الربيع العربي.
عن مناقشات هذه الندوة يقول دكتور العريان: “تعتبر المناقشات في هذا المجال مهمة ورائدة، نظرًا لأننا ركزنا الكثير من الاهتمام على الانتفاضات العربية، ولكن لم نوجه سوى اهتمام قليل نسبيًا لدراسة آثار الصراع على مجتمعات الشتات هذه، وبالتالي تأثير الشتات على الانتفاضات، من نواح كثيرة، مما يجعلها مجالًا مهمًا لمواصلة الدراسة.”
ومن بين الخبراء المشاركين في الندوة أيضا نهى أبو الدهب، وهي زميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز، وندوى الدوسري، الباحثة والممارسة في حل النزاعات ومحللة السياسات، ودانا موس، الأستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع بجامعة نوتردام، وليا مولر- فونك، الزميلة الباحثة في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية.
أدار المتحدثون المناقشة على نحو يتميز بالعمق حول دور مجتمعات الشتات في الشرق الأوسط، سواء القديمة أو الحديثة، فيما يتعلق بتقديم الدعم الإنساني لأوطانهم الأصلية، ولفت الانتباه الدولي إلى الانتهاكات المستمرة، ومواصلة السعي من أجل تحقيق العدالة من خلال المحاكم الدولية. كما أكد الباحثون المشاركون على التنوع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للشبكات النشطة العابرة للحدود للمقيمين في المنفى بسبب الربيع العربي، وأوضحوا أن أحداث الربيع العربي، على الرغم من أنها لم تعد تحظى بنفس الاهتمام الإعلامي، تستمر في التأثير على المنطقة وخارجها.
كانت الندوة عبر الإنترنت جزءًا من مشروع “بعد عشر سنوات”، وهو اتحاد يضم أكثر من اثنتي عشرة مؤسسة أكاديمية ومراكز أبحاث تعمل على دراسة الانتفاضات العربية وسبر اغوارها والتأمل فيها على مدار عام كامل.
كشريك مساهم، نظم مركز الدراسات الدولية والاقليمية ندوة عبر الإنترنت لدعم هدف المشروع لإنتاج مواد بحثية للمعلمين والباحثين والطلاب والصحفيين ومساعدتهم على فهم العقد الأخير من الاضطرابات السياسية سواء من منظور تاريخي أو معاصر. وتمثل ندوة مركز الدراسات الدولية والاقليمية عبر الإنترنت اللقاء السابع المتميز لمشروع “بعد عشر سنوات”.