السفير البريطاني يشارك رؤاه العالمية في سلسلة جورجتاون لفعاليات استضافة سفراء 

 مع تزايد مكانة قطر كلاعب محوري في الدبلوماسية العالمية، تقدم سلسلة محاضرات استضافة السفراء الجديدة التي تنظمها جامعة جورجتاون في قطر فرصا حصرية للمجتمع في قطر للتفاعل مع الدبلوماسيين الحاليين والسابقين. وتضمن الحدث الافتتاحي في السلسلة العامة للجامعة محاضرة متميزة ألقاها سعادة جوناثان ويلكس، السفير البريطاني لدى قطر، بعنوان “تأملات عبر 30 عاما كدبلوماسي بريطاني في العالم العربي”.

أدار المناقشة عميد جامعة جورجتاون في قطر، الدكتور صفوان المصري، حيث شارك السفير ويلكس رؤى من واقع تجربته الدبلوماسية في الشرق الأوسط ممثلا عن السلك الدبلوماسي البريطاني. وقدم حديثه، الذي تشابكت خلاله الحكايات الشخصية والحكمة المهنية، ليعرض منظورا فريدا للعلاقات البريطانية العربية، والسياسة الإقليمية، والديناميكيات المتطورة للدبلوماسية الدولية.

وسلط السفير ويلكس الضوء على أهمية النقاش والحوار في رحلاته المكثفة عبر المنطقة كمتحدث باللغة العربية في المملكة المتحدة، قائلا: “لقد كان هذا أحد أفضل أجزاء العمل التعرف على هذا الجزء من العالم، والتعرف على القضايا، ورؤية وجهات النظر  المتباينة… “. 

كما أثنى على عميد الجامعة د. صفوان المصري لرفعه دور جامعة جورجتاون في المناقشات العامة المحورية حول القضايا العالمية الملحة. وشمل ذلك استضافة سلسلة من الفعاليات العامة حول فلسطين وسلسلة مؤتمرات حوارات التي تم إطلاقها مؤخرا، حيث ألقى السفير ويلكس خطابا بارزا في الجلسة الافتتاحية بعنوان “غزو العراق: بعد 20 عاما”.

 كما أشار السفير ويلكس إلى أن تنوع قطر الفريد وموقعها في العالم يجعلها مكانا نابضا بالحياة للعيش والمشاركة في هذا الحوار، قائلا: “إن القدرة على المشاركة في النقاش وتواصل الحوار هو جزء مما يجعل الدوحة واحدة من أكثر المدن استثنائية في العالم، خصوصا في هذه المنطقة. وأعتقد أن جامعة جورجتاون لها دور خاص جدا تلعبه في ذلك، نظرا لعدد الدول التي لدينا هنا، والخلفيات المختلفة، والأنشطة الرائعة التي يشارك فيها الجميع”.

وأعرب العميد صفوان المصري عن امتنانه للسفير ويلكس على مشاركته في هذه السلسلة، مؤكدا على أهمية تعاون الجامعة مع الخبراء والممارسين في مجال الدبلوماسية. وفي معرض إشادته، قال: “إن سعادة السفير جوناثان ويلكس دبلوماسي محنك يتمتع بمسيرة مهنية طويلة الأمد ترتكز حصريا على الشرق الأوسط. وقد خدم في السودان وسورية والمملكة العربية السعودية واليمن والعراق، خلال بعض من أكثر الأوقات اضطرابا في التاريخ العربي الحديث. ومنذ عام 2020، شغل منصب سفير المملكة المتحدة في قطر. ويشرفنا أن يشارك في سلسلة محاضرات سفراء جامعة جورجتاون في قطر، حيث يشارك الأفكار والتأملات حول السنوات الثلاثين التي قضاها كدبلوماسي بريطاني في العالم العربي”. 

واختتمت الجلسة بأسئلة وأجوبة تفاعلية بقيادة العميد صفوان المصري، حيث تفاعل الطلاب مع السفير ويلكس حول مجموعة من مواضيع الشؤون الدولية.

نبذة عن السفير ويلكس

يتقاعد السفير ويلكس من السلك الدبلوماسي في أوائل عام 2024 وسيتولى منصبا في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد، بعد مسيرة مهنية تميزت بالتزام عميق بالانخراط في بيئات دبلوماسية معقدة، مع التركيز على مناطق النزاع والمناطق الحرجة. وقد تطلبت أدواره مزيجا من المهارة الدبلوماسية والمعرفة الإقليمية العميقة والقدرة على التنقل في المشاهد السياسية الصعبة.

بدأ حياته المهنية في الشؤون الخارجية في عام 1989 بدراسة اللغة العربية وتولى مناصب مبكرة في السودان والمملكة العربية السعودية.  وواصل التعامل مع عدد من التحديات الجيوسياسية المعقدة، بما في ذلك العمل سفيرا في العراق من عام 2017 إلى عام 2019. عززت فترة عمله في سلطنة عُمان (2014-2017) العلاقات بين المملكة المتحدة و سلطنة عُمان، وقبل ذلك، كسفير في اليمن (2010-2011)، شهد بشكل مباشر تجربة الربيع العربي المضطربة في البلاد.