انعقاد المؤتمر الأول حول تعليم العربية لوارثيها بجامعة جورجتاون في قطر
نظم برنامج اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر مؤخرا مؤتمراً بعنوان “تعليم اللغة العربية لوارثيها: المنهجية، التحديات، والآفاق” جمع نخبة من كبار الباحثين والمتخصصين في مجال اللغة العربية، الذين شاركوا بأبحاثهم عن تدريس اللغة العربية للطلاب العرب أو المنحدرين من أصول عربية، والذين لهم صلة بالثقافة العربية ولكن لغة دراستهم في المرحلة ما قبل الجامعية لم تكن باللغة العربية، وهم قد يتحدثون إحدى لهجات العربية، ولكنهم يفتقرون للقدرة على القراءة والكتابة بلغة عربية سليمة.
وقد أوضح الدكتور يحيى عبد المبدي محمد، أستاذ اللغة العربية المشارك بجامعة جورجتاون قطر وأحد منظمي المؤتمر الهدف من هذا المؤتمر بقوله “يأتي هذا المؤتمر، هو الأول من نوعه في المنطقة على المستوى الأكاديمي، ضمن أنشطة وفعاليات وجهود عديدة يسعى برنامج اللغة العربية من خلالها إلى تعزيز دراسات وبحوث تدريس اللغة العربية لوارثيها، ويطمح إلى توفير منصة لتبادل الأفكار ومناقشة القضايا الرئيسية في هذا المجال. فهناك الكثير الذي يتعين القيام به من حيث الأبحاث، وإعداد الدورات، وتطوير المواد. وقد تقدم المشاركون بأبحاث حول تدريس اللغة العربية لوارثيها، سواء في العالم العربي أو في أنحاء العالم، وهي فئة تتزايد أعدادها بسرعة في العالم العربي بسبب التأثيرات الثقافية والاجتماعية بسبب نشأة وتعليم الطلاب العرب مدارس أجنبية ودولية وفي ظل هينمة اللغة الأجنبية والتعليم الغربي.”
وألقى المشاركون في المؤتمر الضوء على مواضيع مختلفة في تدريس اللغة العربية لوارثيها، بما في ذلك أساليب التدريس وتقييم الطلاب، وإعداد المدرسين، ودور الأدب والسرد على تعليم الطلاب، والأخطاء الشائعة وأخطاء الكتابة لدى وارثي اللغة في داخل العالم العربي وخارجه، وخبرات وتجارب برنامج تعليم اللغة العربية وثقافتها بجامعة جورجتاون في قطر.
وقد اغتنم منظمو المؤتمر فرصة انعقاده لتكريم الأستاذ الكبير عباس التونسي، رئيس برنامج اللغة العربية بالجامعة، الذي قرر التقاعد بنهاية العام الأكاديمي الحالي، حيث ألقى كلمة المؤتمر الرئيسية حول تجربته الطويلة في تدريس اللغة العربية لأبنائها ولوارثيها وللناطقين بغيرها، قال خلالها: “يشكل الطلاب من أصل عربي غالبية طلابنا الدارسين، وبينما هم يتحدثون العربية بلهجة واحدة بطلاقة، فإن هؤلاء الطلاب يفتقرون إلى الإلمام باللغة العربية الفصحى الحديثة، وهو ما يؤثر على كفاءتهم في مهارات القراءة والكتابة، وهؤلاء مثلوا تحديا دفعني مع زملائي في البرنامج إلى الإبداع لتطوير برنامج ملائم لهم لتعلم العربية وقواعدها بإقبال واهتمام، مستعينا بتجاربي في تعلم اللغات الأجنبية كطالب، ثم خبراتي التراكمية في تدريس العربية لأبنائها ولغير الناطقين بها، وكانت تجربة ثرية وممتعة للغاية في التأسيس لهذا المجال الذي يعد بكرا من ناحية البحوث وإعداد المناهج وتطويرها، مع أولئك الذين لعبوا دورًا محوريًا في تأسيس برنامج اللغة العربية بجامعة جورجتاون في قطر”.
هذا وقد تأسس برنامج اللغة العربية وثقافتها بجامعة جورجتاون في قطر في خريف عام ٢٠٠٧ كجزء من كلية الشؤون الدولية، ومؤخرا أصبحت دراسة اللغة العربية وثقافتها تخصصا فرعيا يمنح للطلاب سواء من وارثي اللغة أو من الأجانب غير الناطقين بها. إلا أن المشاركين بالمؤتمر جميعا يحدوهم الأمل أن تكون هذه بداية جادة لمناقشات وتعاون مثمر في مجال تعليم العربية لوارثيها.