باحثون في جورجتاون يرغبون في معرفة كمية الطعام التي يتم هدرها في قطر
“ساعدونا من خلال توثيق فضلات طعامكم”، هكذا تناشد الدكتورة زينب توبالوجلو، الأستاذ المساعد في جامعة جورجتاون في قطر والباحثة الرئيسية في المشروع البحثي الذي يتناول حماية الأغذية والبيئة في قطر في دعوتها للمشاركة في البحث الجديد الذي يسعى إلى تحديد كمية الطعام التي يتم هدرها في قطر، وأسباب هدرها.
وقالت الدكتورة توبالوجلو: “في قطر، تشكل فضلات الطعام أكثر من نصف النفايات البلدية. وفي عالم يعاني فيه شخص من بين كل 9 أشخاص من الجوع، وتسوده الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية التي تؤثر على الأمن الغذائي العالمي، تبدو هذه الإحصاءات غير مستدامة وصادمة للغاية، ما يستوجب البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفهم سبب ما يحدث، وإيجاد سبل لمنع وتقليل هدر الطعام”.
وأضافت الباحثة: “قلما تجد بحثاً يتناول هدر الطعام في قطر، لذا يسعى المشروع البحثي حول حماية الأغذية والبيئة في قطر إلى ردم هذه الهوة من خلال إجراء بحث حول فضلات الطعام في مرحلتي التوزيع والاستهلاك في سلسلة الإمدادات الغذائية. وقد بدأت جامعة جورجتاون، بالتعاون مع الجامعات الشريكة، بحثاً يركز على جانب الإمدادات. وتهدف هذه الدراسة إلى جمع البيانات، التي ستساعدنا على فهم الهدر الغذائي الذي يتم على الجانب الاستهلاكي. ولن نستطيع القيام بذلك دون تلقي الدعم التطوعي ومشاركة المجتمع المحلي”.
ويمكن لأعضاء المجتمع في قطر معرفة كيفية الانخراط في هذه الدراسة الطوعية، المتوفرة باللغتين الإنجليزية والعربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت العديدة الخاصة بهذا المشروع. ويطلب الباحثون من المشاركين ملء استبيانات متعددة على مدى أسبوع حول فضلات الطعام الذي تتكون بعد شراء الأغذية. “يستغرق ملء كل استبيان 10 دقائق ويتوفر عبر الإنترنت. والأهم من ذلك، أن يعرف الناس أن جميع البيانات التي سيتم جمعها ستكون مجهولة المصدر تماماً وأن البيانات المقدمة لا يمكن إعادة ربطها بالشخص المشارك. وفي الواقع، يتمتع المشاركون بعد التسجيل بحرية اختيار عدم المشاركة في الدراسة أو التوقف عن المشاركة في أي وقت ولأي سبب كان”.
وتشير الدكتورة توبالوجلو إلى الفوائد الجمة للمشاركة في هذه الدراسة. “يكتسب المشاركون في هذه الدراسة وعياً ذاتياً حول مقدار الطعام الذي يقومون بهدره ، ومن المأمول أن يستطيعوا تجنب ذلك. ثانياً، وهذه هي الصورة الأكثر شمولاً، فهم يسهمون في رفع مستوى الوعي الوطني حول هدر الطعام، ويساعدون من خلال الردود على الاستبيان المستخدم في هذا البحث على الحد من هدر الطعام في قطر. وتكتسب هذه الدراسة البحثية أهمية خاصة باعتبار أن أكثر من 90٪ من المواد الغذائية المستهلكة في قطر يتم استيرادها”.
ستتم مشاركة البيانات البحثية التي تم التوصل إليها، والنتائج وكذلك الدروس المستفادة من هذا المشروع مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يعنى حالياً بتنفيذ مبادرة الحد من الهدر الغذائي في المملكة العربية السعودية. وتقوم الوكالة بتنسيق الأنشطة البيئية ومساعدة البلدان النامية على تنفيذ السياسات والممارسات السليمة بيئياً. وقد تواصلت مؤخراً مع فريق مشروع حماية الأغذية والبيئة في قطر لتبادل الآراء مع الخبراء وكذلك للنظر في سبل التعاون في موضوع الحد من الهدر الغذائي في منطقة الشرق الأوسط. وتقول الدكتورة توبالوجلو: “كنا نتوقع أن يحدث مشروع حماية الأغذية والبيئة في قطر تأثيراً إقليمياً، ولكن التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيسهم في تسهيل وتسريع هذه المهمة. إلى جانب المبادرة في السعودية، يشارك برنامج الأمم المتحدة للبيئة المعرفة المكتسبة من مشروع حماية الأغذية والبيئة في قطر مع المجتمع الدولي من خلال حملة “فكر، وكل، ووفّر”.
يمثل مشروع حماية الأغذية والبيئة في قطر، الذي يموله الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي مشروعاً بحثياً مشتركاً يمتد لثلاث سنوات (NPRP7-1103-5-156) ويضم جامعة جورجتاون في قطر، وجامعة كرانفيلد وجامعة برونيل في المملكة المتحدة وجامعة ويسترن سيدني في أستراليا. ويمكن للمهتمين بمعرفة المزيد حول المشاركة في الاستبيان زيارة موقع المشروع: https://blogs.commons.georgetown.edu/safeq/