باحث بجورجتاون ينشر بحثًا عن الجذور التاريخية للاستجابات الإسلامية لفيروس كوفيد -19
عندما انتشر الوباء في جميع أنحاء العالم، وأثر على حياة الملايين، كانت إحدى الأولويات القصوى هي تطوير تدابير الحماية الصحية للحد من انتشار الفيروس والسيطرة على آثاره. وقد تم القاء الضوء على هذه الخلفية التاريخية لتلك الإجراءات في السياق الإسلامي كمحور مقال بحثي نُشر حديثًا للدكتور أيمن شبانة، الأستاذ المشارك في علم الأديان بجامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.
فقد تم رصد العديد من الإجراءات من قبل مراقبين خارجيين، مثل تعليق صلاة الجماعة وفريضة الحج إلى مكة، على أنها أحداث تاريخية. لكن في مقالته المفتوحة المصدر، “من الطاعون إلى فيروس كورونا: الأخلاقيات الإسلامية والردود على جائحة كوفيد-19” الذي ظهر في مجلة الأخلاقيات الإسلامية، ويقول الدكتور شبانة إن هذه الاستجابات الإسلامية وغيرها من اساليب التناول الإسلامية على الجائحة تستند إلى تقليد راسخ يتكون من تفسيرات النصوص الكتابية ذات الصلة وكذلك الدروس العملية المستفادة من الوقوع الفعلي للأوبئة.
وأوضح الدكتور شبانة، الذي يرأس أيضًا مشروع أبحاث جامعة جورجتاون في قطر حول أخلاقيات البحوث البيولوجية والطبية الإسلامية بقوله: “تمثل الأوبئة موضوعًا متكررًا ومهمًا للغاية في تاريخ العالم، ويتضمن التقليد المعياري الإسلامي مناقشات مهمة حول هذه الأحداث، وهذه المناقشات متجذرة في المراجع الكتابية في المصادر التأسيسية للإسلام وتتناول مجموعة واسعة من الأسئلة اللاهوتية وكذلك الأخلاقية والقانونية.”
تبدأ مقالته بإلقاء نظرة عامة على تاريخ الأخلاقيات الإسلامية أثناء الأوبئة والأزمات الصحية الأخرى. ويقول فيها: “إن دراسة تاريخ هذه المناقشات توفر منظورًا مهمًا للغاية حول كيفية تفاعل المسلمين مع الأحداث السابقة وأيضًا إلى أي مدى يتكيف هذا التقليد مع التطورات الجديدة في المجتمعات الإسلامية الراهنة”. تحلل مقالته أيضًا التدابير المعاصرة التي تسترشد بهذه التقاليد، بما في ذلك الإرشادات الدينية حول الوقاية من فيروس كورونا وسبل علاجه، إضافة إلى تعديلات إجراء المراسم والطقوس الجنائزية.
تسبب جائحة كوفيد في واحدة من أزمات الصحة العامة الكبرى في التاريخ الحديث، والتي يقول الدكتور شبانة إنها غيرت العالم من نواح كثيرة بالغة الاهمية. ومن خلال بحثه المستمر حول أخلاقيات علم الأحياء الإسلامية، يأمل في زيادة الوعي بالقضايا المطروحة، ويقول: “يدرس الأكاديميون في العلوم الإنسانية والاجتماعية جميع أنواع الظواهر البشرية والاجتماعية من وجهات نظر متنوعة”، مضيفًا أن “نتائج هذه الدراسات تمثل الأساس ليس فقط لمزيد من البحث في هذه الموضوعات في المستقبل، ولكن أيضًا لإجراء تحليلات تشمل العديد من المهن والاستخدامات بشأن الطرق المناسبة والفعالة للتعامل مع هذه الموضوعات “.