باحث علمي يعرض وجهة نظر عربية للتحديات التي تواجه الإدارة المقبلة للولايات المتحدة

Rami Khouri

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية، مساء يوم الأحد، في 24 أغسطس 2008، في حرم جامعة جورجتاون بقطر، محاضرة بعنوان “أمريكا، والشرق الأوسط والخليج: وجهة نظر عربية للتحديات التي تواجه الإدارة الأمريكية المقبلة.” وتعد المحاضرة التي ألقاها الباحث المتميز رامي خوري هي بداية لسلسلة المحاضرات المميزة للعام الدراسي.

رامي خوري هو مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية ببيروت، ومحرر حر لصحيفة دايلي ستار ببيروت. كما أنه مؤلف كتب، ويكتب عمود أسبوعي يُنشر في إحدى الصحف الدولية.

عرض رامي خوري في محاضرته وجهة نظر عربية لما يجري في المنطقة، والتحديات التي تواجه الشعوب في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الإدارة المقبلة للبيت الأبيض.

وفقاً لما ذكره خوري؛ فإن منطقة الشرق الأوسط تشهد نقطة تحول في تاريخها. وأكد قائلًا: “نحن نعيش لحظات من التغيير الهائل المحتمل في الشرق الأوسط. توجد تغييرات في العلاقات بين الشعوب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات بين المنطقة العربية والعالم الغربي”..

كما أوضح خوري كيف أدت نهاية الحرب الباردة إلى ظهور ديناميكيات ولاعبين وأيدولوجيات وعلاقات جديدة في المنطقة بعد أن ظلت مشلولة لنصف قرن. ومع أن الثورة الإيرانية كانت الحدث الأهم في المنطقة، لكن منطقة الشرق الأوسط كانت مستقرة نوعاً ما.

قد أوضح عدة فرص أتيحت مؤخرًا للتغيير في الشرق الأوسط، وللأسف لم تستغل بالشكل المطلوب بسبب ما يطلق عليه “عدم الكفاءة السياسية” للاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط والعالم الغربي. ونتيجة لضياع فرص مثل مؤتمر مدريد للسلام، واتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد بالإضافة إلى الرد الأمريكي على هجمات 11 سبتمبر، دخل الشرق الأوسط في دوامة من الاضطرابات المتصاعدة والعنف والتعصب ومختلف أنواع التوتر التي جعلت المنطقة غير مستقرة.

بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 1967، تولدت خمس أزمات كبرى تسببت في تعريف العالم العربي على أنه: منطقة تفتقد إلى الاستقرار والأمن، مع تطور العلاقة بشكل غير واضح يفتقر إلى التوازن بين المواطن والدولة، ونقص الاحتياجات الإنسانية الأساسية ومتطلبات التنمية المستدامة بالإضافة إلى أزمة الهوية وسوء العلاقات مع العالم غير العربي.

كما قال خوري أن “الشباب في العالم العربي عام 1990 في معظم الأحيان كان يتناول القضايا العالقة نفسها التي واجهت أجدادهم عام 1920”.

وتسببت تلك الأزمات العالقة في منع العالم العربي من الاستمتاع بالسلام والتنمية.

ونتيجة لديناميكيات ما بعد الحرب الباردة، لم يعد العرب جزء من قوة الأمن الإقليمي. بل صار ميزان القوى في الشرق الأوسط الآن في يد تركيا وإيران والولايات المتحدة. لكن انعدام القوى العربية سبب نهوض الجماعات المسلحة التي تسعى لمعالجة هذا التفاوت في السلطة.

 وصف خوري سياسة الولايات المتحدة وتصرفاتها في المنطقة، في ضوء تحليله لدور الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، بالتطفلي. كما يرى أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة تشكيل العالم العربي عن طريق تغيير قيمه وأنظمته.

يؤكد خوري أيضاً فشل الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. فقد أخطأت الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى في تحديد جذور الإرهاب، الأمر الذي أدى إلى ظهور المزيد من الإرهابيين.

في مناقشة علاقة أمريكا مع إسرائيل، ادعى خوري أن انحياز الإدارة الأمريكية العلني إلى الجانب الإسرائيلي قد قلل من مصداقيتها كوسيط وأضعف النفوذ الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة. كما ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل لعدم التعامل مع المبادرة العربية للسلام بشكل إيجابي.

قدم خوري في ختام كلمته وصيتين لنشر بعض الأمل في الاستقرار الإقليمي. حيث حث الحكومات العربية على أن تكون مسؤولة تجاه شعوبها، كما حث الإدارة المقبلة للولايات المتحدة على فهم أفضل لأوجه التعقيد في قضايا الشرق الأوسط، ولعب دور أكثر نشاطاً في عملية السلام.

وأكد مارك صليبا (كلية الشؤون الدولية 2009) أن القضايا التي ناقشها رامي خوري هي من الموضوعات المحورية التي يجب على العرب في الشرق الأوسط مواجهتها والتغلب عليها من أجل المضي قدماً على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ” نحن نعرف ما هي المشكلات، وما نريد أن نعرفه هو كيفية حلها. ومن المهم للمثقفين العرب مثل خوري إبداء اعتراضهم على الوضع الراهن، آملاً وجود وسطاء إيجابيين في تنمية دول الشرق الأوسط.