تحسين فرص ذوي الإعاقة من الأطفال للاندماج في المجتمع هو موضوع بحث جديد في جامعة جورجتاون
في سوق العمل الذي يتسم بالتنافس الشديد في قطر، يمكن أن يكون تأمين وظيفة مناسبة تحديًا لأي شخص. والأمر يزداد صعوبة بالنسبة للمتقدمين من ذوي الإعاقة، بسبب ضخامة التحديات التي يواجهونها. ومؤخرا، فاز طالبان من جامعة جورجتاون في قطر بمنحة بحثية ضمن برنامج الخبرة البحثية للطلاب الجامعيين التابع لصندوق قطر الوطني للبحث العلمي لمشروع بعنوان “إضفاء الطابع الإنساني على الموارد: تحليل فرص العمل لذوي الإعاقة في قطر”. ويهدف المشروع إلى دراسة تحديات التوظيف هذه من أجل تقديم حلول واستراتيجيات لها تكون قائمة على الأدلة إلى صانعي السياسات والباحثين في المستقبل بخصوص هذا الموضوع.
تستعين خنسا ماريا، الطالبة في السنة الثالثة تتخصص في السياسة الدولية، وعبد الرحمن قيوم، وهو ايضا طالب في السنة الثالثة يتخصص في الاقتصاد الدولي، بمنحة برنامج الخبرة البحثية للطلاب الجامعيين التي حصلا عليها لجمع بيانات عن المعدلات الحالية لإدماج الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وتحري إمكانيات تنفيذ استراتيجيات الدمج المطبقة حاليا، وأخيراً ، تمهيد الطريق لإجراء المزيد من البحث حول مسألة ممارسات التوظيف الشاملة في دولة قطر.
عن هذا الموضوع تقول خنسا “لقد اتخذت القيادة القطرية العديد من الخطوات لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك القوانين التي تحميهم من التمييز ضدهم في عملية التوظيف”، مشيرة إلى القانون رقم 2 لعام 2004، وهو القانون الأساسي الذي يحكم حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ويشار إليها عادة باسم قانون ذوي الاحتياجات الخاصة. وتضيف قولها: “لكن ما لا يعرفه الناس هو أن هناك فجوة بين السياسة والممارسة التطبيقية”.
بالنسبة لخنسا، وهي مكفوفة البصر، وتكرس وقتها وجهدها كمدافعة عن قضايا ذوي الإعاقة، فإن محور البحث يتميز بمكانة خاصة لها على المستوى الشخصي، وهي تقول: “لا يزال أمامنا طريق طويل، لذا يسرني حقاً أن أرى التزام صندوق قطر الوطني للبحث العلمي بدعم أولويات حقوق الإنسان في البلاد تماشياً مع الركائز الاجتماعية والاقتصادية لرؤية قطر الوطنية “.
من خلال تسليط الضوء على الحاجة إلى إجراء بحوث في مجال حقوق ذوي الإعاقة، فضلاً عن التحديات التي سيواجهها الطلاب كباحثين، يقول عبد الرحمن: “ما اكتشفناه بالفعل هو أنه لا يوجد بحث علمي حتى الان عن الثغرات الموجودة بين السياسة والتنفيذ في قضية اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع”. هذا يعني أن الفريق سوف يحتاج إلى القيام بالكثير من أعمال جمع البيانات بأنفسهم. لكنهم لن يعملوا بمفردهم، حيث ستعاونهم الدكتورة سونيا ألونسو والدكتورة زهرة بابار أعضاء هيئة التدريس في جامعة جورجتاون في قطر كمرشدين لضمان أن يتقدم الطلاب على المسار الصحيح، وأن يتلقوا كل الدعم الذي يحتاجونه.
عن هذا الدعم تقول الدكتورة سونيا الونسو الاستاذة المشاركة في هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر واحد المشرفين على المشروع : “إن الخطوة الأولى لدولة تهتم بشأن تقديم مظلة الخدمات العامة لمجتمعها هي جمع المعلومات والبيانات حول موقف معين ثم تحديد أفضل السبل لمعالجة هذا الموقف، وستساعد هذه البيانات مسؤولي الدولة على تقييم الموقف واتخاذ القرار بشأن أفضل الطرق لتحسينه”.
وأوضحت أن الهدف الثاني للمشروع هو المساهمة في تطوير بنية تحتية للأبحاث في قطر من خلال تشجيع الباحثين الشباب على الانخراط في حل مشاكل واقعية يواجهها العالم. “وتضيف الدكتورة الونسو قولها: خلال عامهم البحثي ضمن برنامج الخبرة البحثية للطلاب الجامعيين، سيصبح هؤلاء الطلاب باحثين اجتماعيين واعدين، وسيكتسبون المهارات اللازمة لإنتاج أبحاث عالية الجودة. وآمل أيضًا أن يتمكنوا من نشر ورقة بحثية أكاديمية نتيجة لهذا المشروع وأن يتمكنوا من تقديم نتائجهم إلى المجتمع الأكاديمي الأوسع”. أضافت أن الفريق بأكمله متحمس للغاية لهذا المشروع، و “شديد الالتزام بإنجاحه”.