ثلاثة مسارات ومهمة واحدة: خريجو جامعة جورجتاون في قطر يناصرون التفاهم الثقافي والعدالة الإجتماعية
تستعد جامعة جورجتاون في قطر للاحتفال بالدفعة الجديدة من خريجيها خلال حفل تخرجها السنوي في شهر مايو المقبل. حيث تُعد القصص الفريدة للخريجين، شهادة على الدور الذي تؤديه تجربة التعليم الشاملة التي توفرها الجامعة، في إثراء الشغف لديهم، وتعزيز شعورهم بالهدف.
وتُعتبر موزة الكعبي، إحدى هؤلاء الخريجات وهي طالبة في تخصص السياسة الدولية، متفوقة أكاديميًا وتحسن تولي الأدوار القيادية. عملت خلال فترة دراستها في الجامعة، كرئيسة للمنظمة الثقافية القطرية، ونادي الليوان، ورئيسة برنامج سفراء القيادة بالجامعة، حيث ساهمت في التخطيط لعدد من الفعاليات، وعملت ممثلة للجامعة لوفد من المتحدثين الدبلوماسيين والباحثين والعاملين في الشؤون الخارجية أثناء زيارتهم للجامعة. وقد أسهمت هذه التجارب في تعزيز مهاراتها الدبلوماسية، كما أتاحت لها فرصة التعريف بتراثها القطري، وتعزيز التفاهم الثقافي بين زملائها من مختلف الثقافات.
وفي إطار تسليط الضوء على الروابط التي نجحت في تأسيسها بما في ذلك إثراء تجاربها من خلال الدراسة بالخارج لفترة دراسية واحدة، والمساعدة في تنظيم مؤتمر نموذج الأمم المتحدة من جامعة جوروجتاون، تقول موزة الكعبي: ” تُوفر جامعة جورجتاون في قطر، فرصًا عديدة للطلاب الجامعيين، تسهم في تشجيعهم على اكتشاف إمكاناتهم وقدراتهم الكامنة، وتوظيفها بالشكل الأمثل إلى أقصى مدى”،
وأشارت الكعبي إلى أن حصولها على التدريب الداخلي في وزارة الخارجية، والتوجيه والإرشاد من خلال برنامج” دبلوماسي ليوم واحد”على يد نخبة من كبار الدبلوماسيين، قد لعب دورًا أساسيًا في تطوير مهاراتها، كما أرسى أساسًا قويًا لتطلعاتها المهنية في المجال السياسي.
أما بالنسبة لرينيه موتاري، الطالبة المُناصرة لقضايا العدالة الاجتماعية، فقد مكنتها جامعة جورجتاون في قطر من اكتساب منظور أوسع حول سُبل معالجة التحديات الأساسية التي تواجه بلدها زيمبابوي. وفي هذا الصدد تقول: “سعيت دائمًا إلى إرساء أسس قوية في مجال العدالة الصحية والاقتصاد، ومن هذا المنطلق تخصصت في الاقتصاد الدولي، وعملت على إجراء أبحاث صحية مدعومة من خلال منحة خبرة الأبحاث للطلاب الجامعيين التي تلقتها، وشاركت في إعداد ورقة بحثية مشتركة مع زميل بالجامعة لما بعد الدكتوراه عن حوكمة التعامل مع وباء كوفيد-19. إلا أن الطريقة التي شجعتها بها الجامعة على تجسيد قيمها، هي التي أحدثت لديها تأثيرًا حقيقيًا، سواء كقائدة ضمن جمعية الطلاب السود، أو من خلال خدمتها المجتمعية. وتوضح ذلك قائلة: ” لقد أسهمت جامعة جورجتاون من خلال قيمها في تقوية وتعزيز دوري بشكل كبير كمناصرة في قضايا العدالة الاجتماعية”. هذا وقد حصلت رينيه على عدد من الجوائز المرموقة من الجامعة؛ تقديرًا لمساهماتها الفاعلة بما في ذلك زمالة التعليم والعدالة الاجتماعية، وزمالة الأخوة الإنسانية، وجائزة ” عائلة بينر”، وجائزة ” لينا لانديجر لخدمة المجتمع”، وقد انطوت هذه الجوائز على توفير فرص للسفر وتنفيذ الأبحاث والتحدث في المحافل المهمة.
وتضيف رينيه: ” إن توسيع نطاق مناصرتي لقضايا العدالة الإجتماعية من مجتمع جورجتاون إلى الساحة الدولية، يؤكد التزامي بتعزيز التغيير الإيجابي”. هذا وقد تم قبول رينيه مؤخرًا في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة، وهي في طريقها نحو تحقيق هدفها المتمثل في إحداث تأثير إيجابي على صعيد بلدها والعالم ككل.
أما الطالب براجيان أشاريا، الذي وُلد وترعرع في نيبال خلال فترة الحرب الأهلية وما بعدها، والتي دارت رحاها بين عامي 1996 و2006، فيقول: ” لقد أحدثت الصراعات والاضطرابات السياسية تأثيرًا كبيرًا على تعليمي، وقد ألهمني ذلك لمتابعة التعليم، وأخذ الدروس المستفادة من هذا النزاع وتوظيفها كمسار دراسيً”. ومن خلال الاستعانة بتوجيهات مرشديه الأكاديميين، عمل أشاريا على تفريع تخصصه الرئيسي في السياسة الدولية، من خلال تخصص ثانوي في التعليم والتحقيق والعدالة (EDIJ)، والذي تم استكماله من خلال دراسة فترة دراسية في الخارج، ضمن الحرم الرئيسي للجامعة بواشنطن العاصمة.
بدورها أتاحت له زمالة التعليم والعدالة الاجتماعية، وأطروحة للحصول على مرتبة الشرف، الفرصة لإجراء بحوث معنية وموضوعية حول التعليم، في حين أتاحت له رحلة تعليمية تجريبية إلى نيبال عبر برنامج “مناطق الصراع ومناطق السلام”، استكشاف اهتماماته ومشاركة تجاربه مع أقرانه، وإرساء أساس متين للدراسات العليا في هذا المجال.
بالإضافة إلى تميزه الأكاديمي، يعد براجيان أيضًا مناظرًا بارعًا، وقائدًا في مجال المناظرات. وقد ساهم في هيمنة جامعة جورجتاون في قطر على الدوري الوطني للمناظرات، وعمل كعضو مجلس إدارة ومدرب لشبكة المناظرات في نيبال. وبالنظر إلى رحلته التعليمية، فإنه ينسب إنجازاته وبكل تواضع، إلى دعم الموظفين، ومستشاري هيئة التدريس، وبشكل خاص الدكتور عدي تشاندرا، المشرف على أطروحته. ويقول في هذا الصدد: ” أعتقد أن أكبر إنجاز لي، تمثّل في قدرتي على بناء علاقات وثيقة مع المرشدين والمشرفين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين، والزملاء الذين كانوا يشجعونني طوال فترة وجودي بجامعة جورجتاون في قطر لأكون دائمًا أفضل.”
ومع انضمامهم إلى الشبكة المزدهرة من خريجي جامعة جورجتاون في قطر، فإن هؤلاء الخريجين بفضل ما يتمتعون به من إلمام شامل بالمعرفة والنهج الموجه نحو الخدمات، أصبحوا على استعداد تام لإحداث تأثير في المسارات التي اختاروها لأنفسهم، والعمل من أجل مستقبل أفضل لجميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم.