جامعة جورجتاون تستضيف ورشة عمل لرفع الوعي بشأن أسلحة الدمار الشامل
لسنوات ظلت الأخطار الكامنة في الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية موضوعاً يشغل الاهتمام العام ويثير القلق والمخاوف لدى الكثيرين، خصوصاً مع عدم إدراك الكثيرين بتفاصيل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المنظمة لحيازة تلك الأسلحة واستخدامها. وفي محاولة منها لزيادة الوعي العام بالمعاهدات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، نظمت جامعة جورجتاون في قطر ورشة عمل تهدف لتوعية الطلاب في دولة قطر.
نظمت الورشة بالاشتراك مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع، لتجمع خبراء وطلاب من جامعات مختلفة في دولة قطر، وهي جامعة جورجتاون وجامعة فرجينيا كومنولث وجامعة كالجاري وكلية شمال الأطلنطي وكلية المجتمع في قطر وكلية راس لفان للطوارئ والسلامة، معاً تحت سقف واحد.
تعرف الطلاب خلال الورشة على أنواع أسلحة الدمار الشامل ودور اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة في تنفيذ رؤية دولة قطر وجهودها لدعم السلام والأمن الدوليين. كما تعرفوا على فرص التعاون مع اللجنة، إذا ما أرادوا دراسة المعاهدات الدولية حول التسليح ضمن مبادراتهم البحثية.
عن ورشة العمل ونشاطات التوعية التي تقوم بها صرح اللواء (طيار) أركان حرب ناصر محمد العلي، رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة، قائلاً: “اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة هي الكيان الوطني المخول صلاحيات تطبيق المعاهدات الدولية بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل. واللجنة تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية التعاون مع الجامعات لنشر الوعي العام حول المعاهدات الدولية، وذلك على الصعيدين الأكاديمي والعملي، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى عالمٍ خالٍ من هذه الأسلحة الفتاكة. وفي هذا السياق، نظمت اللجنة الوطنية أربع ورشات عمل لرفع لوعي العام لدى طلاب الجامعات وتعريفهم بالمخاطر الكامنة في تلك الأسلحة. تم تنظيم هذه الورشات بالتعاون مع جامعة قطر وجامعة جورجتاون في قطر، وشركائنا في برنامج العمل الوطني، كما أن هذه الأنشطة تعكس أيضا سياسة دولة قطر تجاه نزع السلاح التي تتسم بالشفافية”.
كما علق الدكتور كاي هنرك بارث، المساعد الأول للعميد في شؤون هيئة التدريس وإدارة البحوث على الورشة قائلا : “يعد استقبال عدد كبير من الطلاب من مؤسسات تعليمية مختلفة أمراً مشجعاً للغاية، ويزيد من ذلك التشجيع مشاركة الطلاب في النقاشات التي تضمنتها الورشة، ويدل عمق أسئلتهم على إدراكهم لأهمية حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.”
تضمنت الورشة عدداً من العروض التي قدمها خبراء من اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة تتعلق بالأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، فضلاً عن الأهداف والإنجازات التي حققتها اللجنة. كما عرض فيلم قصير عن اللجنة ومركز الدوحة الإقليمي للتدريب الكيميائي والبيولوجي والاشعاعي والنووي. وقد أتيحت الفرصة للطلاب لينقسموا الى مجموعات عمل بهدف طرح أسئلة على الخبراء ومناقشة الموضوع بصورة أكثر عمقا، كما تم تقديم شهادات تقدير لأفضل المشاركين.
وقد تم تكريم الطالبة هيا الوليد آل ثاني (كلية الشؤون الدولية 2018) خلال البرنامج لتقديمها ورقة بحثية فازت بجائزة مسابقة البحث العلمي بين طلاب الجامعة للجنة الوطنية لحظر الأسلحة. وقد تركز تقريرها البحثي على دور دولة قطر في منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط وأشرف عليها البروفيسور روري ميلر من جامعة جورجتاون في قطر.
عن هذا الفوز تقول الطالبة هيا: “ركزت على دور دولة قطر لأنني – إضافة إلى إدراك حجم المشكلة النووية في الشرق الأوسط- أردت أن اعرف المزيد عما تقوم به بلادي لحل هذه المشكلة. وشعرت بأن هذا واجبي كمواطنة قطرية، وكلي أمل أن يكون بحثي مفيداً لبلادي، وفي الحقيقة كنت مترددة في بداية الأمر لشكوك ساورتني بشأن إمكانية العثور على مواد تتعلق بدولة قطر وموقفها من منع الانتشار النووي، ولكن عندما بدأت في البحث عثرت على عدد جيد من المصادر المتعلقة بالموضوع، إضافة إلى موضوع تشجيع الاستخدام السلمي للطاقة النووية. عندها قررت أن أركز على الموقف القطري لأنني شعرت بأن قطر قد قدمت الكثير وبذلت الكثير من الجهود التي تستحق التقدير والاشادة.”
يذكر أن ورشات العمل الخاصة بالتوعية حول أسلحة الدمار الشامل ومخاطرها تستضيفها جامعة جورجتاون في قطر مرة كل عامين وذلك في اطار اتفاق مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة سعياً لمزيد من الفهم والإدراك من الطلاب وتشجيعهم على الدراسة الأكاديمية والبحث العلمي حول هذه القضية. وتعد هذه سادس مرة تنظم فيها هذه الورشات منذ عام 2012.