جامعة جورجتاون تطلق احتفالاتها باليوم الوطني لقطر مبكراً من خلال مهرجان التراث
تجلّت مؤخرا روح اليوم الوطني لدولة قطر بأبهى صورها في جامعة جورجتاون ، حيث احتفلت الجامعة بهذا العيد من خلال يوم مليء بالأنشطة التعليمية والترفيهية التي شارك فيها الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفون، فضلاً مجتمع المدينة التعليمية برمته.
تحتفل دولة قطر بيومها الوطني في 18 ديسمبر من كل عام، حيث يعد يوم عطلة وطنية، واحتفالاً بذكرى توحيد البلاد واستقلالها. وقد أطلقت جامعة جورجتاون احتفالاتها باليوم الوطني بشكل مبكر إذ أنها تغلق أبوابها للعطلة الشتوية عند مرور اليوم الوطني، غير أن ذلك لم يمنع الجامعة من إبراز فخرها واعتزازها من خلال إقامة مهرجان التراث على المساحات العشبية في الحرم الجامعي. وقد تم تنظيم وإعداد الحدث بالكامل من قبل فريق من الطلاب القطريين في جامعة جورجتاون.
وقالت خلود حيدر، الطالبة في السنة الثانية في الثقافة والسياسة، والمشاركة في تنظيم المهرجان: “اليوم الوطني لدولة قطر مناسبةٌ عزيزة يجتمع فيها الناس للتعبير عن ولائهم لهذه الأمة. لذا فقد أردنا الاحتفال مع زملائنا، وأن نشاركهم شيئاً من ثقافتنا وتراثنا.”
وسعياً لاستقبال الوافدين والمواطنين على السواء للاحتفال بروح اليوم الوطني، تمت دعوة المشاركين لحضور الاحتفالات بالزي القطري التقليدي، حيث تم تقديم العباءات والأثواب في الموقع لكل من يود المشاركة.
من جهتها، قالت حصة الدوسري، الطالبة في السنة الثانية تخصص السياسة الدولية، في معرض تعليقها على أهمية هذا الطابع الجامع للاحتفال: “من واجبنا كقطريين أن نعرّف الوافدين من غير القطريين على الثقافة والتراث القطري، وأن نربط بين ماضي دولة قطر وحاضرها.”
وعلى امتداد مساحة معبدة خارج المبنى الرئيسي، أقام الطلاب مجلساً قطرياً تقليدياً، حيث يجلس أفراد المجتمع معاً في لقاء خاص يبحثون فيه القضايا الاجتماعية أو الدينية أو الإدارية. وعلى بعد خطوات قليلة، أقيم ‘دكان’ تقليدي، يقدم بعض المواد الغذائية، ويعكس بساطة الماضي، قبل انطلاق مسيرة التنمية في قطر لتشيّد مراكز التسوق الضخمة وتطرح المنتجات العالمية في السوق المحلية. كما عرضت عينات حيوانية محفوظة لتشير إلى التنوع الواسع في الحياة البرية الصحراوية في قطر.
من جهتها، قالت عائشة الأصفر، طالبة السنة الثانية في السياسة الدولية في جورجتاون قطر، والمشاركة في تنظيم المهرجان: “لقد سعينا إلى تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة في قطر من خلال إبراز جوانب مهمة من تراثنا أمام الزوار. كما شكل الاحتفال مناسبة لتذكير الناس ببروعة بلادنا ولغرس روح الفخر الوطنية، والإسهام في مجد دولتنا.”
وعلى امتداد اليوم، عمل أحد الحرفيين القطريين المحليين على بناء نموذج جميل ودقيق التفاصيل لمركب الداو الشراعي التقليدي، الذي كان يستخدم لصيد اللؤلؤ وصيد السمك على مدى قرون من الزمن، وسط عدد من المراكب المكتملة. كما تم إبراز دور صيد السمك في المجتمعات الساحلية في قطر من قبل أحد الصيادين، الذي كان حاضراً للإجابة على أسئلة الجمهور، في حين انشغلت يداه الماهرتان بفك تشابكات حبال الصيد المجدولة.
وقامت سيدات قطريات بصب كميات من العجين الدسم على صفائح معدنية سوداء ساخنة لإعداد طبق الكريب المحلي الشهي، أتبعه الزوار بتناول أكواب ساخنة ولذيذة من شاي الكرك. كما تم تقديم القهوة التقليدية مع التمر وغيره من المأكولات المحلية اللذيذة مجاناً للضيوف.
من جانبها، قالت نورة الزيارة، طالبة السنة الثانية في السياسة الدولية بجامعة جورجتاون قطر: “يتجدد فخرنا واعتزازنا بمناسبة اليوم الوطني من خلال تواصلنا مع تراثنا وماضينا، كما يمثل مساهمتنا المدنية والتزامنا بمجتمعنا. إن من واجبنا كقطريين إظهار نبل تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا”. وضم المهرجان أيضاً كشكاً للتصوير، قام الزوار من خلاله بالتقاط صور لهم أمام خلفية تعرض منسوجات وسجاداً محلياً ملوناً. غير أن أبرز الأنشطة خلال الاحتفال كانت العروض الحماسية لرقصة السيف التقليدية التي قدمتها إحدى أكثر الفرق شهرة في قطر.
وتشارك جورجتاون أيضا في فعاليات درب الساعي داخل خيمة مؤسسة قطر بين 8 و 20 ديسمبر. ويتاح للزوار خلال هذه الفعاليات الإلتقاء مع أعضاءٍ من جورجتاون لمعرفة المزيد عن الكلية فيما يتسنّى للزوار الصغار المشاركة بمسابقات ممتعة ووضع وشم مؤقت للعلم القطري.
ورفرف العلم القطري في أرجاء المكان، إلى جانب شرائط الزينة باللونين العنبري والأبيض، في الوقت الذي تابع فيه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون احتفالاتهم بالتراث الوطني طوال الشهر. كما شارك مجتمع جورجتاون في الاحتفالات الوطنية التي تم تنظيمها على طول الكورنيش في الدوحة، والتي تتوج كل عام بعرض رائع للألعاب النارية.