جامعة جورجتاون في قطر تحتفي بإرث الأستاذة الراحلة أميرة سنبل
نظمت جامعة جورجتاون في قطر ندوة لتأبين أستاذة التاريخ الراحلة الدكتورة أميرة سنبل، تكريما لسيرتها واحتفاء بحياة ثرية وإرث ثقافي وأكاديمي ضخم خلفته للباحثين. في تلك الندوة المفعمة بالتأمل القى المشاركون الضوء على حياتها الأكاديمية، ورئاسة برنامج التاريخ في جامعة جورجتاون في قطر وجامعة قطر، ودورها كمرشدة ومعلمة ومدافعة عن أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين لمست حياتهم عن قرب.
جمعت هذه المناسبة بين أفراد عائلة أميرة سنبل وأعضاء هيئة التدريس والطلاب السابقين وأفراد المجتمع من جميع أنحاء العالم للإشادة بمساهماتها الكبيرة في تاريخ الشرق الأوسط والشريعة الإسلامية ودراسات النوع الاجتماعي، فضلا عن دورها في تأسيس وتشكيل الأسرة الأكاديمية بجامعة جورجتاون في قطر.
في مستهل الندوة قالت د. رقية مصطفى أبو شرف الأستاذة في جامعة جورجتاون في قطر في كلمتها الافتتاحية لتأبين الراحلة أميرة سنبل. “بينما نلتقي معا هنا اليوم، شخصيا وروحيا، يتضح لنا أن تأثير حياة البروفيسور أميرة سنبل يمتد إلى ما هو أبعد من حدود حرمنا الجامعي. فكل شخص هنا – والعديد من الآخرين الذين لم يتمكنوا من الحضور – يحملون جزءا من إرثها. “
يتذكر أعضاء هيئة التدريس و جمهور الحضور من طلابها السابقين باعتزاز تعاطفها العميق ودعمها الراسخ للطلاب وقدرتها الفريدة على إخراج أفضل ما في كل فرد. فقد جعل أسلوبها الإنساني في التدريس واهتمامها الصادق من الأستاذة أميرة سنبل مرشدة وصديقة مقربة ومصدر إلهام لكل من طلابها وزملائها أعضاء هيئة التدريس.
تضمنت هذه الندوة التذكارية جلسة خاصة بعنوان” عشرون عاما على جورجتاون في قطر: تحية تقدير وإجلال لأميرة سنبل”، حيث شارك العميد صفوان المصري مناقشة شيقة مع العمداء السابقين لجامعة جورجتاون في قطر وهم أحمد دلال وجيرد نونيمان ومهران كامرافا وكلايد ويلكوكس. وتناولت نقاشاتهم الدور الرئيسي الذي لعبته البروفيسور سنبل في تأسيس جامعة جورجتاون في قطر كمركز للتميز الأكاديمي والحوار بين الثقافات، فضلا عن شخصيتها الودوة الآسرة
وقال العميد صفوان المصري: “بينما يمكننا الحديث مطولا عن تألقها كباحثة، فإن ما يبرز حقا بالنسبة لي ليس فقط ما علمّته للطلاب، ولكن كيف علمّته. كان لدى أميرة موهبة فريدة: لقد بسطت الأمور المعقدة، وقربت الأمور البعيدة، وجعلت الأحداث القابلة للنسيان لاتنسى “.
كما سلط زملاؤها الضوء على الدور التأسيسي الذي قامت به أميرة سنبل في تحديد وضوح ومنظور رؤية الحرم الجامعي لجورجتاون في قطر. وقال الدكتورة أبو شرف: “لقد آمنت البروفيسور سنبل، وأدركت قبل كثيرين آخرين، بالإمكانات المذهلة التي تكمن في ربط الالتزام الأكاديمي والدقة للحرم الجامعي الرئيسي لجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة بالطموحات بعيدة الرؤية لمؤسسة قطر”، وأضافت: “لم تر فرصة فحسب، بل ضرورة، لرعاية جيل جديد من المواطنين العالميين المجهزين لمواجهة التحديات المعقدة لعالمنا المترابط”.
سلط باحثون متمرسون في مجالات الدراسات الإسلامية والنوع الاجتماعي الضوء على تأثير أعمالها الأساسية، التي تقدم نظرة ثاقبة على حياة المرأة في الخليج وحقوق المرأة بموجب الشريعة الإسلامية. وفي حلقة نقاش أخرى، شارك طلاب الدكتوراه السابقون تجاربهم مع الدكتورة سنبل كمرشدة ومناصرة ومؤرخة، واستعرضوا كيف ألهمتهم ورفعت همتهم لتحدي الأوضاع الراهنة، والدعوة إلى التغيير الإيجابي، وأن يكونوا كرماء و متعاطفين في حياتهم المهنية التعليمية.
واختتمت الفعالية بكلمة تأبين مؤثرة ألقاها البروفيسور أكينتوندي أكيناده، من جامعة جورجتاون في قطر، تقديرا لإخلاص والتزام الأستاذة أميرة سنبل النادر بالعمل بالتدريس الجامعي والبحوث الاكاديمية وبناء المجتمع. عندما تجمع الحضور لحضور حفل الاستقبال في بهو القاعة، كانت الأجواء مليئة بالمحادثات الصادقة والذكريات المشتركة، التي تجسد روح التعاون والفضول الأكاديمي التي دافعت عنهما الأستاذة أميرة سنبل طوال حياتها.
تفخر جامعة جورجتاون في قطر بالمضي قدما في إلقاء الضوء على إرث أميرة سنبل، التي تستمر أعمالها الرائدة في صياغة عقول الأجيال القادمة.