جامعة جورجتاون في قطر تستضيف مؤلف كتاب”روح التسامح في الإسلام”

جامعة جورجتاون في قطر تستضيف مؤلف كتاب

استضافت جامعة جورجتاون في قطر مؤخراً محاضرة للباحث في دراسات الدين المقارن الدكتور رضا شاه كاظمي خلال جلسة نقاش تمحورت حول كتابه بعنوان “روح التسامح في الإسلام” الذي يتناول فيه تاريخ التسامح الديني في الإسلام ويربط بين ذلك التاريخ وأسس القانون الديني الذي يتعلق بمعاملة الأقليات وأصحاب الأديان المختلفة كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

وخلال المحاضرة، قدم الدكتور كاظمي أمثلة تاريخية عن التسامح الديني للمسلمين، وقارنه بالتعصب الذي كان سائداً في أوروبا في ذلك الوقت. واستشهد باقتباسات من العديد من علماء الدين، ومن بينها قول أحدهم: “لقد استورد الغرب فكرة التسامح الديني من الإسلام”.

وشدد الدكتور كاظمي على ضرورة تجنب النهج التنافسي عند المقارنة بين الأديان، وبدلاً من ذلك، ركز على أهمية إنشاء قاعدة للانطلاق من خلالها نحو تصحيح الصور النمطية السائدة حول الإسلام، وقال: “يتمثل أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني لتأليف هذا الكتاب في تصحيح الأفكار الزائفة التي تقول بأن الإسلام والمسلمين يفتقرون اليوم إلى التسامح الديني، وأنهم لم يكونوا يوماً متسامحين لأن عقيدتهم لا تحثهم على هذا الشيء بالأساس”. وبدلاً من ذلك، رد الدكتور كاظمي على هذه الادعاءات من خلال العودة إلى التاريخ الإسلامي، حيث قال: “لقد كان الاضطهاد والظلم في تاريخ المسلمين يوصف على أنه انحراف عن الطريق القويم ونهج العقيدة المستقيمة التي تدعو إلى التسامح”.

وبعد أن قدم الدكتور كاظمي العديد من النماذج القوية عن احترام التنوع الديني في التاريخ الإسلامي، انتقل إلى التأكيد على أن مبادئ التسامح لا تعد مجرد أمثلة على البراغماتية السياسية، ولكنها متأصلة في النص القرآني ومتجسدة في شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وأضاف: “لقد كان يوصف النبي محمد على أنه أكثر الناس حلماً وحكمة وعلماً. ومن الصعب أن نقدر روح التسامح في الإسلام بدون فهم معنى هذه الفضيلة النبوية وتأثيرها القوي”. وأشار إلى أن هذه السمة التي كان يتصف بها النبي، عندما تجتمع مع العلم والرحمة، تقدم مثالاً كاملاً على التسامح النبوي والسلوك الذي يجب أن يتحلى به جميع المسلمين في حياتهم اليومية.

وفي ختام محاضرته الملهمة التي قدمت أفكاراً قيمة جداً، دعا الدكتور كاظمي الحضور إلى الرجوع إلى التعاليم الأساسية للتسامح في التقاليد الإسلامية، وقال: “يعد احترام حقوق الأقليات في الإسلام أمراً إلهياً، وبالتالي فإن مخالفة هذا الأمر تعد مخالفة لما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية”. وكدليل دامغ على ضرورة التقيد بفضيلة التسامح، استشهد الدكتور كاظمي بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع، عندما قال: “أَيهَا النّاسُ، إنّما المُؤمِنُونَ إخْوةٌ، فَلاَ يَحِلُّ لامْرِىءٍ مَالُ أَخيهِ إلاّ عَنْ طيبِ نفْسٍ منهُ.. أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب..”.