جامعة جورجتاون في قطر تستقطب القيادات النسائية
تستضيف جامعة جورجتاون على مدار أسبوع أكاديمية القيادة بمشاركة طلاب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
شهدت كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر، في الفترة من 13 إلى 21 يوليو، مشاركة فتيات من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحضور فعاليات افتتاح أكاديمية القيادات النسائية الشابة. وتتراوح أعمار النساء المشاركات في هذا الحدث ما بين 19 و28 عاماً، تم اختيارهن بناءً على سجلهن الحافل واهتمامهن بالأنشطة والخدمات المجتمعية، وضمت المجموعة طالبات وخريجات وناشطات من الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وقطر واليمن.
وكان البرنامج، الذي نظمه المعهد الديمقراطي الوطني، يهدف إلى تزويد الفتيات العربيات بالأدوات الفكرية والمعرفة القائمة على أساس المقارنات والمهارات العملية اللازمة لتأهيلهن لتقلد مناصب قيادية في مجتمعاتهن، ويعتبر المعهد الديمقراطي الوطني منظمة لا تهدف إلى الربح، تعمل على تعزيز الديمقراطية وتوسيع نطاق تطبيقها في جميع أنحاء العالم.
حضرت الفتيات المشاركات ندوات حول القيادة النسائية والقضايا الاجتماعية والسياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علماً بأن الدافع وراء مشاركة كل الفتيات هو رغبتهن في تعزيز دور القيادات النسائية في بلادهن.
تقول مروة وصفي، إحدى المشاركات من مصر والتي بدأت بالفعل في تأسيس منظمة غير حكومية تهدف إلى الدفاع عن حقوق المرأة، بأنها سوف تستخدم مهاراتها المبتكرة لزيادة فعالية عمل منظمتها، وتضيف: “ينبغي علينا أن نعمل من أجل تمكين المرأة لتتولى مسؤولية المشاركة في عملية صنع القرار، ولا سيما في العالم العربي”.
كما تمكنت الطالبات المشاركات من تحسين مهاراتهن القيادية من خلال حضور سلسلة من الجلسات المكثفة لمناقشة موضوعات تتضمن مخاطبة الجماهير وإدارة الصراعات وحلها والتأييد وجمع الأموال، حيث قامت كل طالبة، خلال التدريب على مهارة مخاطبة الجماهير، بإعداد كلمة عن موضوع من اختيارها مسجلة على شريط فيديو ليقوم أحد خبراء التواصل بتقييمها.
وفي مساء يوم الأربعاء، شاركت النساء في حلقة نقاش مع ثلاثة من القيادات النسائية الشابة الناجحة في العاصمة واشنطن. ودارت فعاليات الحلقة في قاعة الفصل العالمي بجامعة جورجتاون، وهي غرفة دراسية فريدة من نوعها مجهزة بوسائل اتصال مرئي عالي الدقة بين واشنطن العاصمة والدوحة، وجعلت هذه التكنولوجيا الفائقة الفتيات يشعُرن وكأنهن متواجدات في الغرفة نفسها، كما تحدثت القيادات في واشنطن عن طبيعة عملهن وكيفية تحقيق التوازن بين حياتهن العملية وحياتهن الشخصية. وقالت إحدى المشاركات من اليمن عن الحلقة: “كانت حلقة نقاش رائعة وشعرتُ تماماً وكأنني في بيئة تكنولوجية في جورجتاون، وتمنيت أن أحذو حذوهن وأن أصبح مثلهن في المستقبل، كما ذكرتنا الحلقة بأنه ليس هناك ما يعوق تحقيق أهدافنا”.
وقد عملت الفتيات المشاركات على مدار الأسبوع في مجموعات صغيرة من أجل تطوير حملتهن السياسية، حيث قامت كل مجموعة بانتخاب مرشحة، ومديرة للحملة، ومديرة للبرنامج السياسي، ومديرة إعلامية. وقامت المجموعات بتطوير البرامج الانتخابية للحملة وخطط الانتشار الميداني والإعلامي التي عرضنهن أمام الجمهور في اليوم الأخير من فعاليات الأكاديمية. وقام الحضور بعد مشاهدة العروض التقديمية بالتصويت لاختيار من يتم انتخابها لتولي المصب.
وقالت السيدة/ كيتي كروك، مديرة الأكاديمية: “كان أداء هؤلاء الفتيات في غاية الروعة، فكونهن صغار السن وكرسن حياتهن في تنمية وتطوير حياة الناس في بلادهن يُعد أمراً ملهماً لجميع من عمل معهن على مدار الأسبوع”.
ونتيجة للمحتوى الأكاديمي والتدريب المكثف للبرنامج، ستتمكن المشاركات في هذا البرنامج عند عودتهن إلى بلادهن من المشاركة في البرامج التدريبية مع الأنظمة البرلمانية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من أجل مساعدة كل هؤلاء في الاستفادة من المهارات السياسية والدفاعية والقيادية الجديدة والمبتكرة التي اكتسبنها خلال البرنامج، وذلك نظراً لأن خبرات البرامج التدريبية تمنح الفتيات فرصة اكتساب الخبرة العملية المباشرة في مجال العمل السياسي وبناء المهارات القيادية والاستمرار قدماً نحو قيادة أكثر فعالية.
وعبرت الطالبات المشاركات عن مدى نجاح فكرة البرنامج، وتقول إيمان تونسي – مشاركة من المغرب: “ليس هناك ما هو أكثر تشجيعاً وتمكيناً من أن تجتمع مجموعة من القيادات النسائية الشابة لمدة أسبوع كامل للتعلم من بعضهن البعض وتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة”.