جامعة جورجتاون – قطر تستضيف الصحفي الدولي المرموق بيتر بيرغن
استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لكلية إدموند والش للشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في قطر محاضرة جامعية متميزة تحدث فيها الصحفي الشهير بيتر بيرغن.
حضر المحاضرة جمهور غفير ضم عددا من الدبلوماسيين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وغيرهم من المهتمين بالشؤون الدولية، وجاءت كلمة بيرغن فيها تحت عنوان: “الصحوة: كيف يعيد الثوار وباراك أوباما والمسلمون العاديون صياغة الشرق الأوسط”، حيث قدم بيرغن فيها قراءته للتطورات الإقليمية وانعكاساتها على الأوضاع العالمية الراهنة.
وركز بيرغن – محلل شؤون الأمن القومي في شبكة سي إن إن، ومؤلف كتاب صدر مؤخرا بعنوان “الحرب الأطول: النزاع المستمر بين أمريكا والقاعدة” – محاضرته الرصينة على خمس قضايا متداخلة، هي: القاعدة، والإرهاب، والشؤون الأفغانية الباكستانية، والربيع العربي، وتأثير الرئيس أوباما على بعض هذه القضايا، قبل إشراك الجمهور في تحليلاته وتوقعاته بشأن المستقبل.
واعتبر بيرغن أن “وفاة بن لادن كانت بمثابة نقطة النهاية لتنظيم القاعدة، الذي أخفق في تحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط بشن حرب ضدها” .
وأوضح بيرغن أن “بن لادن لم يعلق أبدا على الربيع العربي، لأنه لم يكن لديه ما يقوله. فالأشخاص الذين قادوا الثورة (في العالم العربي) تأثروا بغاندي واعتنقوا أفكارا ليس من بينها ما يدعو إلى العنف” ، لافتا الى أن الربيع العربي هو أهم حدث منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية في القرن العشرين.
وأشار بيرغن الى أنه في الوقت الذي ستتمكن فيه الأنظمة الملكية في العالم العربي من صد وتحويل مسار العواصف لأكثر من سبب، فإن الخاسر الأكبر من كل هذا هو إسرائيل وإيران، فلم يعد بوسع إسرائيل الإدعاءبأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. إيران كذلك ستكون أحد كبار الخاسرين؛ فهي على وشك أن تفقد حليفتها المهمة سوريا، وصلتها البرية الوحيدة مع حماس وحزب الله.
ويرى بيرغن أن الولايات المتحدة أيضا ليست أفضل حالا من إسرائيل وإيران، فالحكومات الإقليمية المشكلة حديثا تعبر عن تطلعات شعوبها، المناهضة في معظمها للولايات المتحدة. وبالانتقال إلى وسط وجنوب آسيا، يعتقد الكاتب المتميز بيرغن أن هناك بارقة أمل في أفغانستان، حيث يشعر 70% من الأفغان بأن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، وأيضا في باكستان، التي توقعت منظمات المجتمع المدني فيها الربيع العربي حتى قبل وقوعه في الشرق الأوسط.
غير أن بيرغن كان ناقما على نهج الرئيس أوباما في السياسة الخارجية، نظرا لفشل البيت الأبيض في بذل جهد حقيقي في العلاقات بين فلسطينيين وإسرائيل في الشرق الأوسط.
ويقول: “كان من الواضح أن خطاب أوباما في القاهرة شكل لحظة الذروة في علاقته مع العالم الإسلامي. صحيح أن شعبية أوباما لم تتراجع إلى الحد الذي وصلت إليه شعبية (الرئيس) بوش، لكنها توشك على ذلك. فقد كان معروفا عن أوباما أنه الرئيس المناهض للحرب، لكن الولايات المتحدة في الوقت الراهن متورطة في خمس حروب، كانت ستة منذ عهد قريب قبل الخروج من العراق”.
وقال مهران كمرافا مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية: “تأتي محاضرة بيتر بيرغن في منعطف حساس بالنسبة للولايات المتحدة والعالم الإسلامي. فالتوترات بين الولايات المتحدة وإيران آخذة في التصاعد، مما يزيد من احتمالات اندلاع أعمال عدائية. وتنظيم القاعدة على وشك الانهيار، وهناك عواقب لا يستهان بها لتطور الدين والعنف “.
وأضاف كمرافا: “سيظل مركز الدراسات الدولية والإقليمية ملتزما بمعالجة القضايا الملحة من خلال مناقشات علمية. لذا فإنه من دواعي سرورنا أن يقبل بيتر بيرغن المشاركة في هذه السلسلة من المحاضرات الجامعية المتميزة.”