جورجتاون تستضيف خبراء الأمن والدفاع لمناقشة أهم القضايا الإقليمية
حذر هانز بليكس، رئيس الفريق الدولي للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق قبل الغزو، من “الخطر الداهم” لبرامج تخصيب اليورانيوم التي تمتلكها بعض الدول في المنطقة وما قد تمثله من إغراء لدول مجاورة للشروع في تطوير أسلحة دمار شامل. وأوضح بليكس في كلمة ألقاها يوم الأربعاء في مقر كلية الشؤون الدولية-قطر بجامعة جورجتاون خلال افتتاح مؤتمر حول الحد من انتشار الأسلحة النووية في الخليج إلى أنه كلما امتلكت مزيد من الدول أو اقتربت من امتلاك أسلحة نووية كلما شكل ذلك خطرا أكبر.” وشدد بليكس في كلمته على ضرورة التفكير في خطوات وإجراءات تؤدي إلى الحد من عدد الدول التي تمتلك أو توشك على امتلاك أسلحة نووية.”قام بتنظيم المؤتمر الذي تستغرق أعماله يومين المجلس البريطاني الأمريكي للمعلومات الأمنية (BASIC) بالتعاون مع وزارتي الخارجية البريطانية والقطرية. ويحضر المؤتمر ما يقرب من 50 من أبرز الخبراء والمحللين والدبلوماسيين من الولايات المتحدة وأوروبا إضافة إلى مسؤولين من المنطقة. وسبق افتتاح المؤتمر جلسة تمهيدية شارك فيها طلاب وأساتذة وموظفون من كلية الشؤون الدولية التي استضافت أيضا الأسبوع الماضي ورشة عمل حول أسلحة الدمار الشامل.وقال الدكتور كاي هنريك بارث العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الشؤون الدولية-قطر في كلمته لدى افتتاح المؤتمر: “معظم الخبراء مقتنعون بأن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أسهمت بالفعل في منع مزيد من الانتشار النووي؛ لكن كثيرا من الطلاب لا يتبنون هذا الرأي. ومن واجبنا كأساتذة أن نمنح طلابنا الأدوات والثقة اللازمة للتفكير بشكل خلاق في قضايا منع الانتشار النووي وتسليط الضوء على نقاط القوة في معاهدة حظر الانتشار النووي.”وقال بول إنغرام المدير التنفيذي للمجلس البريطاني الأمريكي للمعلومات الأمنية في معرض تعليقه على القضايا المطروحة للنقاش في المؤتمر: “نريد أن نستمع إلى وجهات نظر المحللين والمسؤولين في المنطقة كي نرى الأمر من زاوية أخرى بدلا من قرع طبول الحرب. هذه فرصة سانحة لدول مجلس التعاون الخليجي كي تعرض رؤيتها وتلفت الانتباه إلى جهودها ومواقفها في مجال نزع الأسلحة النووية والحد من انتشارها”.تضم قائمة المتحدثين في المؤتمر، إلى جانب الدكتور هانز بليكس، كلا من رئيس اللجنة الوطنية القطرية لحظر الأسلحة العميد الركن ناصر العلي، والدكتور كاي هنريك بارث العميد المساعد للشؤون الأكاديمية بكلية الشؤون الدولية-قطر، والسفير توماس بيكرينغ والدكتور جيم والش من الولايات المتحدة، ومارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، والسفير حمد الكعبي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وعددا من كبار المحللين من مركز الخليج للأبحاث، إضافة إلى خبراء بارزين من مصر والأردن.ويأتي انعقاد المؤتمر قبل أسبوع من مشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الثانية في قمة الأمن النووي التي تستضيفها كوريا الجنوبية، وقبل شهر من استئناف الدورة الدبلوماسية التي من المقرر أن تُتوج بمؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي لعام 2015، كما يتزامن المؤتمر مع التحضيرات الجارية لجولة جديدة حاسمة من المفاوضات بين إيران والدول الكبرى المنضوية في مجموعة 5+1، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن وقف البرنامج النووي الإيراني.وقد تطرقت مناقشات المؤتمر أمس إلى مستقبل الطاقة النووية في الخليج بعد مرور عام على كارثة فوكوشيما النووية في اليابان. وخلافا لبعض الدول الأوروبية، لم ينل ما وقع في اليابان من انصهار لمفاعل محطة فوكوشيما النووية في أعقاب زلزال مدمر نجمت عنه موجات تسونامي من عزم دول مجلس التعاون الخليجي على امتلاك تقنيات إنتاج الطاقة النووية؛ لكن لا تزال هناك تساؤلات حول كيفية تجنب انتشار تقنيات دورة الوقود النووي الحساسة ذات الاستخدام المزدوج (المدني-العسكري) التي قد تشكل مصدرا لانتشار الأسلحة النووية.