جورجتاون تشيد جسرا بين الشؤون الدولية والعالم الافتراضي
من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي المبهرة، درس الطلاب في جامعة جورجتاون في قطر، على مبادرة العدالة الاجتماعية أثناء التعرف على مدى التحول الذي أحدثته الابتكارات الرقمية في المجتمع وتأثيرها على مستقبل التعليم.
هذا الفصل الدراسي الذي يحمل عنوان الخيال الاجتماعي للقرن الحادي والعشرين، قامت بتدريسه الدكتورة كريستين شيويتز، ويتألف من عدة محاضرات ومناقشات تفاعلية داخل الفصل الدراسي جعلت المواد المرئية والمسموعة تقترب بشدة من الواقع باستخدام سماعات رأس فردية ذات مؤثرات تكنولوجية متطورة .
تضمن مكون تقنية الواقع الافتراضي بالدورة تحويل فيلم وثائقي إلى حيز الواقع الافتراضي وتجربة المبادرة التعليمية التي تتعمق في قضايا تاريخ العبودية والذاكرة والمصالحة التي يتم تناولها بالبحث والدراسة في حرم جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة.
أعقب تجربة الواقع الافتراضي نقاشات داخل الفصول الدراسية حول الجهود المستمرة لفهم دور الجامعة التاريخي في ممارسات ظالمة لتكريس عبودية السود والفصل العنصري في تاريخ الولايات المتحدة والتعامل معه.
جاء الدعم الفني من أمين المكتبة الأكاديمي روبرت لوز، الذي طور مكونات التصميم والمفاهيم وتصور البيانات للمشاهدة الافتراضية. وتضمن المشروع مشاهد ولقطات ثلاثية الأبعاد على طول جولة تفقد أرشيف العبودية في جورجتاون، بالإضافة إلى مقابلات مع عدد من العلماء والباحثين واستعراض التحف التاريخية من أرشيفات جامعة جورجتاون وسماع موسيقى الملحنين الأفارقة الأمريكيين المشهورين وعرض مقاطع فيديو.
قالت الدكتورة شيوتز : “لقد اعتقدنا أن هذا الفصل الدراسي كان فرصة رائعة لدمج شغفنا التاريخي بالواقع الافتراضي والتعليم لتقديم تجربة فريدة تتضمن مبادرة ذاكرة العبودية والمصالحة في جورجتاون. فمن خلال عمل فيلم وثائقي عن الواقع الافتراضي، تمكنا من مساعدة الطلاب في جورجتاون في قطر على الشعور بأنهم أكثر ارتباطًا بحرم الجامعة الرئيسي في واشنطن العاصمة، وذلك أثناء استكشافهم المبادرة وقيم العدالة الاجتماعية التي تقودها.”
لتصوير مشاهد الواقع الافتراضي، سافر روبرت لوز إلى واشنطن بكاميرات ومعدات تصوير بانورامية 360 درجة، وعاد إلى جورجتاون في قطر لإنتاجه في محتوى واقع افتراضي باستخدام برنامج الكتروني متخصص. بالنسبة له، فتح هذا المشروع الباب لإلقاء نظرة مثيرة وعميقة على إمكانيات هذا الفضاء التقني الناشئ، خصوصا فيما يتعلق باستخداماته في مجالات التعليم.
عن هذا التطور يقول روبرت لوز: “تتطور هذه التقنية عبر التخصصات، من العلوم الطبيعية إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية، وهي تكاد تصل الى نقطة تحول فيما يتعلق بتبنيها على نطاق أوسع ولتصبح جزءا أكبر من تجربتنا اليومية. ومع تحسن سماعات الرأس ذات خواص الواقع الافتراضي التي أصبحت ميسورة التكلفة بشكل متزايد وأصبحت شبكات الجيل الخامس أكثر انتشارًا، أعتقد أننا قد نشهد تغييرات كبيرة تقترب في الأفق “.
كما شاركت الدكتورة شويتز مؤخرًا في تأليف فصل حول الدور المهم الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي الدولية في تشكيل المجتمعات وتحويلها من خلال التعليم التجريبي العالمي، وعن هذا تقول: ” يرفع الواقع الافتراضي التعلم التجريبي إلى مستوى آخر، والأمر برمته مسألة وقت فقط قبل أن تصبح التكنولوجيا معيارًا في المناهج الدراسية. فمستقبل التعليم أصبح محددا بالفعل، وقد بدأنا للتو في تحديد هوية ما يقدمه “.
كانت الدورة المبتكرة واحدة من الفصول التمهيدية اللازمة لدراسة أسس البحث العلمي و لاستكشاف قواعده للطلاب الجدد بجامعة جورجتاون في قطر، وهي فصول دراسية صغيرة متعددة التخصصات إجبارية لطلاب السنة الأولى. لإنهم يستكشفون فيها أفكارًا جديدة، ويخلقون تواصلا فيما بينهم، وتعمل هذه الفصول على إعداد الطلاب للتعامل مع قسوة العمل الأكاديمي الجامعي، وتدريسهم أساليب تناول منهجية لدراسة القضايا العالمية.