جورجتاون في قطر تجمع خبراء دوليين لمناقشة كيف يحمل الجنوب العالمي المفتاح لحل مشاكل العالم الرئيسية
مع تصدر التنافس العالمي على القوى عناوين الاخبار في جميع أنحاء العالم، جمعت جامعة جورجتاون في قطر مجموعة من الخبراء من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا للتفاعل مع مجموعة دراسة لويد جورج حول الحوكمة العالمية، وتقديم نظرة ثاقبة لنماذج الحوكمة بين الدول من الجنوب العالمي القادرة على معالجة بعض القضايا الأكثر تحديا التي تواجه البشرية.
وقد رحب الدكتور صفوان المصري عميد جامعة جورجتاون، بالمجموعة، قائلا: “يسعدنا أن نكون المضيفين لمجموعة العمل خلال اليومين المقبلين في حرمنا الجامعي. إن مثل هذه المحادثات، في هذا الجزء من العالم، يتم إثراؤها دائما بمجموعة فريدة من وجهات النظر والشعور بالأهمية الملحة التي لا يمكن تكرارها في أي مكان آخر … إنها محادثة تجري في العالم، وليست موجهة إلى العالم”.
وعقدت حلقة نقاش لتقييم الوضع الحالي في الشؤون الدولية وتقديم إجابات للأزمات الوجودية التي تواجه البشرية مثل تغير المناخ والتفاوت الصارخ في الثروة وتنظيم السوق العالمية، وقد شارك فيها أعضاء مجموعة الدراسة الأساسية الذين تحدثوا عن بحثهم عن أفكار جديدة والمسار المقترح للمضي قدما إلى الأمام في إيجاد حلول لهذه التحديات.
أدار الجلسة د. إدوارد كولا، الأستاذ المشارك ورئيس هيئة التدريس بجامعة جورجتاون في قطر، وشارك في الجلسة الدكتور بيتر تروبويز، من كلية لندن للاقتصاد وتشاتام هاوس، والدكتور تشارلز كوبشان، من جامعة جورجتاون ومجلس العلاقات الخارجية، والدكتورة كورنيليا وول، من كلية هيرتي، والدكتور وو شينبو، من جامعة فودان، والدكتور أندريه كورونوف، من مجلس الشؤون الدولية الروسي.
وناقش المتحدثون تحديات مثل تزايد الشكوك وانعدام الثقة عالميا في الحوكمة، وعدم اليقين على الرغم من النمو الاقتصادي، وتصاعد الاستقطاب. وعن هذا يقول د. كولا: “هذه حقبة من التصدعات في كل من السياسة المحلية والدولية” ، وشملت الحلول التي نوقشت تمكين قادة أكثر عقلانية إنسانية، وتعزيز الحوار بين الدول، والحاجة إلى تبني التعددية، والتدريجية، والغموض في بناء التحالفات.
ومن منظور إقليمي، أدار الدكتور طارق يوسف، زميل أول ومدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية، حلقة نقاش من الخبراء ناقشت ما يمكن أن تتعلمه الحوكمة العالمية من النجاحات الإقليمية.
وقال الدكتور يوسف: “هناك تحول عالمي في القوة ليس فقط من الغرب إلى الشرق، ولكن أيضا من الشمال إلى الجنوب، وأصبح عدد من البلدان في الجنوب العالمي أكثر أهمية وأعنبارا وقدرة على تقديم الحلول”.
وكان من بين المتحدثين الدكتورة مونيكا هيرتز، من الجامعة البابوية الكاثوليكية في ريو دي جانيرو، ممثلة أمريكا اللاتينية، والدكتورة ليندا إيرولو، الأستاذة بجامعة جورجتاون في قطر، والدكتور إيغوسا أوساغاي من المعهد النيجيري للشؤون الدولية ممثلا عن أفريقيا، والسفيرة أندرولا كامينارا، الدبلوماسية المتميزة المقيمة بجامعة جورجتاون في قطر، ممثلة للاتحاد الأوروبي، والدكتورة سيلينا هو، من جامعة سنغافورة الوطنية، ممثلة لدول رابطة أمم جنوب شرق آسيا، والدكتور بهجت كوراني، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليمثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضمنت الحلول لمشاكل الحوكمة العالمية المقدمة من المناطق أدلة على قيام البلدان بتشكيل تحالفات سلمية، واحترام الإقليمية، والعمل معا لمعالجة المخاوف الصحية، إلى جانب أدلة على إحراز تقدم حقيقي نحو تمكين الابتكارات التكنولوجية عبر الحدود. كما تم تبادل أمثلة ملهمة للتحالفات القطرية التي تتبنى نماذج حوكمة متنوعة ومراجعة النظراء بين البلدان، وتمارس مسارات متعددة للدبلوماسية، وتعلم القوى العالمية الكبرى بنجاح احترام النماذج المحلية للتعاون من أجل الصالح العام.
نبذة عن مجموعة عمل لويد جورج المعنية بالحوكمة العالمية
تركز مجموعة دراسة لويد جورج حول الحوكمة العالمية، التي أسستها كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون ومركز فيلان الأمريكي، في عام 2022، على تحليل ومناقشة شكل النظام الدولي الناشئ، وكيفية تكييف المؤسسات والسياسات الدولية القائمة مع المشهد السريع التغير، وما هي الهياكل والترتيبات الجديدة التي قد تكون مطلوبة لتعزيز الحوكمة العالمية. ويهدف إلى تقديم مساهمة ذات مغزى في كل من النقاش العلمي والعام والمساعدة في سد الفجوة المتزايدة بين الطلب على الحوكمة العالمية وعرضها. تكرم هذه المبادرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج ودوره في توجيه الحرب العالمية الأولى إلى نهايتها وصياغة نظام جديد لما بعد الحرب. ويشارك في تمويله مركز فيلان الأمريكي وهدية عائلة لويد جورج إلى جامعة جورجتاون.