جورجتاون قطر تستضيف فاعليةً لإطلاق الكتاب الجديد للبروفيسور هاري فرهوفن حول السودان والنيل
تستضيف جامعة جورجتاون قطر في تمام الساعة 6:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 5 أكتوبر 2015، حفلاً مفتوحاً في حرم الجامعة لإطلاق الكتاب الجديد للبروفيسور هاري فرهوفن والذي يحمل عنوان “المياه والحضارة والسلطة في السودان: الاقتصاد السياسي لبناء دولة عسكرية إسلامية”. ويروي الكتاب قصة واحد من أكثر مشاريع بناء الدول طموحاً في العصر الحديث.
ويستند فرهوفن إلى مجموعة غير اعتيادية وغير مسبوقة من المقابلات مع كبار الإسلاميين ورجال الأعمال والمسؤولين الأمنيين، لدراسة فترة تمتد إلى ربع قرن من تاريخ السودان من منظور الشخصيات الرئيسية التي رسمت ملامح تلك المنطقة في أعقاب ثورة الإنقاذ الإسلامية، حيث شكلت سياسات الزراعة والمياه ركيزة أساسية لمشروع بناء الدولة الذي تبنته تلك الثورات العسكرية-الإسلامية: إذ يبحث الكتاب في الرهان على استخدام المياه والزراعة كأداة لتوطيد الحكم وارتباط ذلك بالعولمة في القرن الحادي والعشرين، والأيديولوجية الإسلامية، وعوامل الجغرافيا السياسية لمنطقة حوض النيل. ويتخطى الكتاب المفاهيم التقليدية للمجاعة أو “حروب المياه” أو لعنة الموارد، ليؤكد على مجموعة مختلفة من الارتباطات بين العوامل البيئية والتنمية والسلطة السياسية في السودان.
يقول الكاتب: “رغم الأحاديث المستمرة عن منطقة حوض النيل في أفريقيا – التي تضم السودان ومصر وأثيوبيا – وكيفية ارتباط السياسة بالمياه في هذا الجزء من العالم، إلا أن معظم هذه الأوصاف تبقى في الحقيقة غامضة ولا تتناول بشكل معمق الشبكات الاقتصادية والسياسية الداخلية التي شكلت سلوك كل بلد على حدة. ويضيف: “من هنا، يأتي هذا الكتاب ليشرح طريقة عمل القوى في منطقة حوض النيل على حقيقتها، ولماذا يشكل الماء مرتكزاً أساسياً في ذلك”.
ففي حين تم بناء المنظومة الثورية في السودان على رؤية تتمثل في التحديث السلطوي والإسلامي، تكشف إحدى الدراسات النقدية أن “الأشخاص الذين حازوا مقاليد السلطة على مدى 25 سنة الماضية قد ارتكبوا ذات الأخطاء التي ارتكبتها جميع النخب الحاكمة، بغض النظر عن آرائهم السياسية أو انتماءاتهم الأيديولوجية”. وعليه، بحسب الكاتب، تحولت وعود التنمية في نهاية المطاف إلى سراب في صحراء، ويضيف “إذا كانت هناك رغبة بخلق مستقبل مختلف لشعب السودان، فيجب أن يكون هناك تغيير جذري في طريقة توظيف المياه كأداة سياسية هدفها محاباة النخبة على حساب الآخرين”.
ويأمل فرهوفن أن يشكل كتابه، الصادر عن مطبعة جامعة كامبريدج، عوناً لصناع القرار في اتخاذ قرارات مستقبلية صائبة بشأن تغيير ما يصفه الكاتب بأنه نموذج كارثي للتنمية في المنطقة على مدى السنوات الـ 200 الماضية، وأن يغدو الكتاب مرجعاً للمختصين في مجالي العلوم السياسية، والموارد والتنمية في المنطقة.
وتعليقاً على أهمية البحث الذي يتناوله الكتاب، قال البروفيسور كريستوفر كلافام من مركز الدراسات الأفريقية بجامعة كامبردج: “تشكل مياه النيل محور السياسات في منطقة شمال شرق أفريقيا، والسودان له دور مركزي في السياسات المائية لنهر النيل. وتمتاز الدراسة البحثية التي قدمها هاري فرهوفن بأنها تغوص في أعماق القضايا المتشابكة للمياه والدين والسلطة السياسية التي شكلت النظام الإسلامي في الخرطوم، مسلطاً الضوء على طموحاتها والفشل المحدق بها”.
البروفيسور هاري فرهوفن هو أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة جورجاون قطر، وهو أيضاً عضو مشارك في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة أكسفورد. وترتكز أبحاث البروفيسور فرهوفن على سياسات النخبة، والصراعات، والاقتصاد السياسي للبيئة في القرن الأفريقي ومنطقة البحيرات العظمى.