خبراء يناقشون جذور الإسلاموفوبيا وآثارها في مؤتمر جامعة جورجتاون في قطر
انطلقت في الدوحة اليوم، السبت 30 سبتمبر، أعمال المؤتمر الدولي لجامعة جورجتاون في قطر، تحت عنوان “التاريخ والممارسات العالمية للإسلاموفوبيا” بدعوة لتكاتف الأيدي في المواجهة العالمية ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا وضد كل ممارسات وصور التمييز والتعصب والكراهية والعنصرية أيا كانت أسبابها ودوافعها.
ويقام هذا المؤتمر لدراسة الظاهرة وتحديد أسبابها وجذورها والتعرف على أسباب انتشار خطابها على الصعيد السياسي والاجتماعي والتعليمي وغيرها من السياقات في وقت يتضاعف فيه قلق العالم من تزايد انتشار هذه الظاهرة، وتصاعد خطاب الكراهية والتحيز ضد المسلمين وما يسفر عنه من حوادث وجرائم.
افتُتح المؤتمر بكلمة لسعادة السفير إبراهيم رسول، مُؤسِّس مُؤسَّسة “العالم للجميع”، قالها فيها: “تتزايد المخاوف من كل اختلاف سواء في التوجهات أو المذاهب، ونلبسه ثوب القلق من المجهول، ونفرض حالة الطوارئ، ونشدد العقوبات في كل مناسبة، ونعقد سياسات الهجرة كما لو أنها قوانين طبيعية يجب علينا تنفيذها. لقد تحول كل ذلك إلى ما يجدر بنا وصفه بالتطرف السائد”.
وأضاف: ”عندما نصف التطرف أو العداء بالفوبيا أو الرهاب أو الخوف، فإننا نلقي بالعبء على الضحية. إننا نواجه عبئًا مزدوجًا: علينا أن ننجو من التمييز والعنصرية، ونثبت أنهم ليسوا مخيفين إلى هذا الحد. “
وفي معرض حديثه عن الوضع المعاصر، قال سعادة السفير إبراهيم رسول: ”يحظى “الآخر المسلم” في عالم اليوم بمعاملة خاصة، فهناك شريحة تعادل 10% من السكان في كل دولة غربية تتكون من «الآخر». ما يحدث ليس ظاهرة أحادية الثقافة في الغرب؛ فتقريبا ربع المسلمين من المجتمع الدولي على مستوى العالم يجدون أنفسهم في وضع الأقلية.“
وأضاف: “لم تعد ظاهرة الإسلاموفوبيا قاصرة على العالم الغربي. فقد ترسخت بين الأقليات المسلمة في الهند والصين وميانمار وغيرها من الدول. وسواء في الغرب أو في الشرق، يواجه المسلمون كل نزعات الشعبوية والتعصب والتطرف واسع النطاق”.
استخلص سعادة السفير إبراهيم رسول الدروس من نضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري وتحدث عن الحاجة إلى التضامن في الكفاح ضد جميع أشكال التعصب، وهو التضامن الذي يتجاوز الدين والعرق والإثنية وتلمس قضية مشتركة”.
وردا على سؤال حول دور الدبلوماسية والرياضة في مواجهة الإسلاموفوبيا، أكد سعادة السفير إبراهيم رسول إن الدبلوماسية الشعبية التي تجلت في استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كان لها دور جوهري في التصدي لمشاعر العداء للإسلام والحد منها.
وفي كلمته الترحيبية، قال الدكتور عبد الله العريان، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة جورجتاون في قطر وأحد منظمي المؤتمر: “تسفر ظاهرة الإسلاموفوبيا عن ممارسات مزعجة في بعض الأحيان ومدمرة في أحيان أخرى، وهي ممارسات ذات طابع دولي بمعنى أنها أصبحت شائعة على الصعيد العالمي وفي الوقت نفسه بدأت تترسخ في المعتقدات والممارسات المحلية الناشئة عن تجارب معينة نابعة من سياق تاريخي أو من الظروف الحياتية. يسعى هذا المؤتمر ضمن جملة أهدافه وغاياته إلى تفكيك هذه الممارسات التي تبدو متناقضة ظاهريًا لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودراسة تأثيرات هذه الممارسات على السكان حول العالم، وتقييم السبل والتدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة الإسلاموفوبيا في مختلف المجالات”.
تستمر جلسات المؤتمر يوم الأحد 1 أكتوبر، حيث يناقش كبار الأساتذة والعلماء والباحثين الآليات التي تعزز ممارسات الإسلاموفوبيا المعاصرة والصلات المشتركة بينها على مستوى العالم. وإلى جانب الجلسات النقاشية الرسمية، ستتناول ورش الجمهور والمنتدى الذي يديره طلاب جامعة جورجتاون في قطر سبل المواجهة التي تساعد في الحد من انتشار الإسلاموفوبيا على مستوى الجامعات.
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة: